فرضت موجة الطقس البارد إيقاعها على الجميع في مصر أمس، وحجمت تظاهرات أنصار "الإخوان"، بينما يطلق الرئيس المؤقت عدلي منصور إشارة البدء للاستفتاء على دستور 2012 المعدل اليوم.

Ad

زاد الطقس السيئ الذي ضرب القاهرة والمحافظات المصرية أمس عزلة أنصار جماعة "الإخوان" المحظورة قضائياً، بعدما جمدت درجات الحرارة المنخفضة وهطول الأمطار بغزارة تظاهرات "الإخوان" أمس، ولم تتعد الاستجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية" للتظاهر ضمن فعاليات جمعة "الطلاب يشعلون الثورة" حاجز المئات.

 وضربت موجة الطقس البارد مخططات "الإخوان" للتظاهر ونية احتلال عدة ميادين في قلب العاصمة المصرية أمس، إذ تجمدت خطط الجماعة ولم يسمح إلا بتنظيم مسيرات محدودة، لم تخل من اشتباكات مع الأهالي في عدة أحياء بالقاهرة والإسكندرية، بينما أشعل أنصار الجماعة النيران في سيارات الأمن بمحافظتي قنا والسويس قبل أن تنجح الشرطة في تفريقهم.

جاءت الاشتباكات على خلفية رفع أنصار "الإخوان" شعارات "رابعة"، فضلاً عن ترديد هتافات مناهضة لقيادات الجيش.

إلى ذلك، عملت الرئاسة المصرية على تهدئة طلاب الجامعات واحتوائهم في اجتماع جمع بين سكينة فؤاد مستشارة الرئيس المؤقت عدلي منصور، ووفد من طلاب الجامعات أمس الأول، في حضور المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى، ومساعد وزير الدفاع اللواء محمد العصار.

وكشف رئيس اتحاد طلاب جامعة "حلوان" إسلام فوزي لـ"الجريدة" عن مطالبهم للرئاسة التي تضمنت "الإفراج عن الطلاب المعتقلين، وسحب قوات الشرطة من أمام الجامعات، وإلغاء قرار الحكومة بالسماح لقوات الأمن بدخول الجامعات، وتشكيل لجنة تقصي حقائق بمشاركة الطلاب لكشف ملابسات وفاة طالب كلية الهندسة بجامعة القاهرة محمد رضا، الذي قتل أثناء اشتباكات بين الشرطة وطلاب في 28 نوفمبر الماضي".

وقالت مصادر مطلعة إن "الرئاسة" تتجه إلى الموافقة على اقتراحات الطلاب، باستثناء إقالة وزيريّ الداخلية والتعليم العالي، مع الاتفاق على تفويت الفرصة على جماعة "الإخوان"، ومحاولتها استغلال تظاهرات الجامعات، لإثارة الشارع على حساب الحركة الطلابية.

هجوم إرهابي

في الإسماعيلية إحدى مدن إقليم قناة السويس، خلف هجوم إرهابي مساء أمس الأول قتيلا و12 جريحاً في صفوف المجندين المكلفين بحماية مبنى قوات الأمن المركزي بالإسماعيلية، فضلاً عن إصابة 6 مدنيين، إثر استهداف المبنى بسيارة مفخخة.

موعد الاستفتاء

تتجه أنظار المصريين اليوم إلى قصر "الاتحادية" الرئاسي مع إعلان الرئيس منصور موعد إجراء الاستفتاء على دستور 2012 المعدل، المقرر إجراؤه في النصف الأول من الشهر المقبل.

وبإعلان منصور اليوم موعد الاستفتاء، تقترب من الانتهاء المرحلة الأولى من خريطة الطريق المعلنة من قبل الجيش المصري عقب إطاحة الرئيس "الإخواني" محمد مرسي، في 3 يوليو الماضي، ضمن أحداث الموجة الثانية من الثورة المصرية "30 يونيو".

وعلمت "الجريدة" من مصادر رئاسية أن الاتجاه الغالب هو إجراء الاستفتاء يوم 13 من الشهر المقبل، على أن يستمر مدة ثلاثة أيام.

 وقال مصدر أمني إن تنسيقاً على أعلى مستوى بين قوات الجيش والشرطة للترتيب والاستعدادات الأمنية، لتأمين عملية الاستفتاء على الدستور، بعد أن وضعت الخطط الأمنية خلال اجتماعات بين قيادات المؤسستين.

ولم تنتظر عدة قوى سياسية إعلان منصور موعد الاستفتاء، وبدأت الحشد بالتصويت لـ"نعم" على مشروع الدستور، الذي أعدته لجنة "الخمسين"؛ حيث كشف القيادي بجبهة "الإنقاذ الوطني"، محمود العلايلي، لـ"الجريدة" أن "الجبهة بدأت بالفعل تدشين حملات لتوعية المواطنين بضرورة المشاركة في الاستفتاء"، مؤكداً أن "الإنقاذ"، ستعقد خلال الأيام القليلة المقبلة أربعة مؤتمرات جماهيرية لتعريف المواطنين بما جاء في الدستور المعدل من إيجابيات.

في المقابل قال المتحدث الإعلامي باسم "التحالف" مجدي قرقر لـ"الجريدة" إن التحالف يتجه إلى مقاطعة الاستفتاء بشكل رسمي، مرجحاً أن يُعلن موقف التحالف رسمياً منتصف الأسبوع الجاري.