أعلن الجيش الليبي أمس حالة «النفير العام» في بنغازي ودعا «كافة العسكريين» إلى «الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري»، بعد مواجهات قتل فيها 14 وجرح 49 بين قوات الصاعقة وجماعة سلفية جهادية في كبرى مدن شرق ليبيا فجر أمس.

Ad

وقال المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي (الحاكم العسكري للمدينة) إن «كل من يتخلف عن الالتحاق سيتحمل عواقب غيابه قانونيا، ويعد ذلك هروبا من حالة النفير والطوارئ القصوى».

وصرحت مصادر في الغرفة بأنها أمرت القوات الجوية بقاعدة بنينة بقصف أي أرتال لجماعة «أنصار الشريعة» متجهة إلى بنغازي، في حين طلبت قيادة قوات الصاعقة من المواطنين التزام بيوتهم، في إشارة إلى تصعيد الموقف العسكري. وذكر شهود عيان أن «مسلحين في مناطق شرق بنغازي أقاموا العديد من الحواجز في الطريق إلى المدينة تحسبا لقدوم قوات مساندة لجماعة أنصار الشريعة من مدينة درنة».

وصرح نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية المكلف الصديق عبدالكريم أمس في بيان مقتضب تلاه عبر القنوات الليبية الفضائية أن حكومة بلاده «تعتبر أن الجيش وقواته الخاصة يقومون بواجبهم في بنغازي وهو خط أحمر ترفض التعدي عليه من قبل أحد»، مشيراً إلى أن الأحداث في بنغازي تعكس ضرورة التسريع في تطبيق قرار البرلمان بإخراج جميع التشكيلات المسلحة وإسناد العملية الأمنية للجيش والشرطة فقط.

وعاد هدوء نسبي بعد الظهر إلى المدينة التي تشهد تكرار عمليات اغتيال وهجمات ضد القوات الأمنية تنسب إلى جماعات إسلامية.

ومواجهات أمس هي الأولى من نوعها بين القوات النظامية والمجموعة الإسلامية، حيث تتجنب السلطات أي مواجهة مع الإسلاميين الذين يتزايد نفوذهم في شرق البلاد.

إلى ذلك، دعا النائب الأول لرئيس البرلمان الليبي عزالدين العوامي الأطراف المتقاتلة في بنغازي إلى «وقف القتال وضبط النفس والاحتكام للحوار، والإسراع في تنفيذ قرار البرلمان بإخلاء بنغازي وكافة المدن الأخرى من التشكيلات المسلحة واقتصارها فقط على الجيش والشرطة».

وقال العوامي الذي عينه البرلمان أمس الأول نائباً أول لرئيسه، إن التحقيقات ستنطلق «لمعرفة وتحديد المسؤول عن الاشتباكات التي شهدتها المدينة»، مشيراً إلى أن «وزارة الداخلية والنائب العام سيتولون ذلك».

على صعيد آخر، اجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ مع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان أمس الأول في لندن.

وقال كيري إن «ليبيا شهدت اضطرابات كثيرة في الأسابيع القليلة الماضية لكن انتفاضة السكان ضد الميليشيات هذا الشهر ربما تكون نقطة تحول»، مضيفاً أن «هناك تحديا اقتصاديا كبيرا وتحديا أمنيا كبيرا، تحدثنا مع رئيس الوزراء اليوم عن أشياء بإمكاننا القيام بها من أجل مساعدة ليبيا على تحقيق الاستقرار الذي تنشده».

من جهته، أكد هيغ دعمه لطرابلس قائلا: «أسعدنا النقاش مع رئيس الوزراء اليوم بشأن طرق إضافية يمكننا بها تقديم المساعدة، وستبذل بريطانيا أقصى جهد للقيام بذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة»، في حين أكد زيدان أهمية التعاون واستمراره.

(بنغازي، لندن - أ ف ب، يو بي آي)