قد يغضب البعض من تصرفات "حماس" تجاه مصر واختيارها دعم "الإخوان" بعد رفض الشعب لهم وإنهاء حكمهم،وذلك بعد أن تصرفوا بغباء أمام الفرصة التاريخية التي سنحت لهم ففقدوها بعد سنة، وربما إلى الأبد، وبعد سعي حثيث إليها في ثمانين عاماً.
"حماس" جزء من التنظيم العالمي لـ"الإخوان" وبالتالي من المفهوم، وإن كان جريمة، أن تقف مع إخوانها في مصر ضد مصر، وللأسف فإن "حماس" لم تراع علاقة مصر بالقضية الفلسطينية وحاجتها إليها، فاندفعت في محاولات غبية للإساءة إلى مصر، واشترك عناصر منها في مهاجمة المصريين وقتلوا ودمروا الكثير أو سهلوا لغيرهم ذلك؛ مما أثار غضب الشعب المصري فطالب بمحاسبة المعتدين.في الأحوال العادية نفهم أسباب الغضب، لكن عندما تهاجم "إسرائيل" قطاع غزة وتقتل الفلسطينيين وتدمر مساكنهم وممتلكاتهم فإن المسألة لا تخص "حماس"، حتى لو كانت "إسرائيل" تقصد قيادات "حماس" فقط، وهذا لن يكون فإن القضية الآن هي قضية الشعب العربي الفلسطيني برمته، الموقف الآن يحتم تجميد محاسبة "حماس" والوقوف مع الشعب الفلسطيني.ليس المطلوب دخول مصر كطرف في الحرب، وإن كان هذا أحد أغراض إسرائيل، فهي تجس نبض النظام الجديد وتريد أن تتأكد من التزامه باتفاقيات كامب ديفيد كأحد الأسباب، ولكن المطلوب اتخاذ موقف والتحرك في المنظومة العالمية والعربية، والتواصل مع الشعب الفلسطيني، وفتح الحدود لمعالجة المصابين، وإدخال المساعدات الطبية والأغذية وغيرها لتخفيف آلام الشعب الفلسطيني.مصر تستطيع قيادة حركة للضغط العالمي، وحث الدول العربية لاتخاذ مواقف سياسية ومالية لدعم الشعب الفلسطيني، وفضح همجية النظام الصهيوني، لكنّ أحداً لا يستطيع إرغامها على دخول حرب ليست مستعدة لها، وبالتالي فإن الجميع يستنكر بعض الأصوات الإعلامية التي أساءت التعبير، بل إنها أهانت موقف الشعب العربي المصري الثابت في دعم الشعب العربي الفلسطيني، فليس مقبولاً أن يحث بعض الإعلاميين الجهلة على ضرب الفلسطينيين مهما فعلت "حماس"، ومهما كانت درجة الغضب من "حماس". فلسطين ليست "حماس" و"حماس" ليست فلسطين، والمصريون الذين قدموا أرواحهم للدفاع عن العرب وحق الشعب العربي الفلسطيني في التحرير والعودة لا يمكن أن يقبلوا الترهات التي خرجت من بعض الإعلاميين الجهلة، فمصر عادت إلى أمتها العربية، وقيادتها لن تخذل الشعب الفلسطيني مهما صدر من "حماس" و"الإخوان المسلمين".إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى كل العرب، ويجب على الحكام العرب الخروج من عباءة الخوف على الكراسي ومحاولات ابتزاز الدول الكبرى لهم، واتخاذ مواقف واضحة وقوية ضد إسرائيل، ودعم نضال الشعب العربي الفلسطيني في كل المواقع، في موقف موحد وقوي تجاه العربدة الإسرائيلية، يفضح إجرامها ويهدد الدول التي تساندها.
مقالات
فلسطين ليست «حماس»
28-07-2014