كما جاء في مختار الصحاح أن الغبي "قليل الفطنة"، والفطنة "الفهم والإدراك"، فالغبي من ليست لديه القدرة على فهم الأحداث وإدراك الواقع أو توقع ما هو قادم بناء على المعطيات الظاهرة أمامه.

Ad

بعد انقلاب يوليو وبعد أن كان المصري مشهوراً بخفة الدم وروح الدعابة "ابن نكتة" أصبح متهماً بالغباء وعدم الفهم، فالجميع يتهم الكل بالغباء وصارت عبارات "أنت غبي" "مبتفهمش" "يا أخي فكر شوية"... هي الأكثر تداولاً في الشارع المصري تسمعها في وسائل المواصلات وطوابير الخدمات، وفي كل مكان، ولم تنجُ طائفة أو جماعة من اتهام الغباء ولكل مبرراته ورأيه وأسبابه.

* ثوار يناير لأنهم تركوا الميدان ووثقوا في المجلس العسكري لتولي السلطة.

* "الإخوان" لأنهم أضاعوا فرصة عمرهم عندما تولوا الحكم لمدة عام.

* متظاهرو يونيو لأنهم تنازلوا عن مطلبهم الرئيسي (انتخابات مبكرة) فتاهوا في خارطة الطريق.

* الشرطة لأنها قبلت دور الرجل الثاني في الانقلاب رغم تحملها لكل مصائبه ولولاها لما نجح.

* الجيش لأنه وافق أن يحكم من وراء ستار ولو حكم مباشرة وعلانية لخرست الألسنة وانتهت حدوتة قبل النوم "الديمقراطية".

* الأزهر والكنيسة لأنهما قبلا دور الكورال ففقدا هيبتهما وضاعت مكانتهما بين المصريين.

* فلول مبارك بقبولهم أحمد شفيق وعمرو موسى كمحللين وعدم مطالبتهم بعودة جمال مبارك.

وكما هو معروف فالغباء درجات... فإن كان هناك الغبي فيوجد الأغبى وهو:

* من يطالب الإعلام المصري أن يكون مهنياً ويبتعد عن الانحياز.

* من يؤمن بإمكانية عودة مرسي بالتظاهرات ودون انتخابات جديدة.

* من يرى أن "حركة تمرد" حركة شعبية تلقائية.

* من يعتقد أن كل من يعارض الانقلاب ينتمي إلى "الإخوان".

* من يعتقد أن "انقلاب يوليو" جاء ضد "الإخوان" وأنه معادٍ للإسلام وليس ضد الشعب المصري وثورة يناير وآمالها الضائعة.

* من يحلم بإمكانية عودة الشرطة لشعارها القديم "الشرطة في خدمة الشعب" وليس النظام.

* من يحلم أن الجيش يمكن أن يتنازل عن تميزه الدستوري ويخضع لرقابة الشعب.

* من يرى إمكانية وقف الزحف المقدس للقضاة (تعيين أبناء المستشارين دون وجه حق).

* من يعتقد أن نعم للدستور ستعيد إلى مصر استقرارها كما آمن أن فض اعتصام رابعة سيعيد لها أمانها.

وفي النهاية فالأكثر غباء من الجميع من يعتقد بإمكان بقاء الثور الأحمر ونجاته بعد القضاء على الثور الأبيض.

حكمة الأسبوع:

لكل داء دواء يستطاب به               إلا الحماقة أعيت من يداويها

وإلى مقال آخر إن كان للحرية متسع.