بعد تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما استمرار الضربات الجوية على مواقع المتطرفين شمال العراق، انضمت مقاتلات أميركية إلى عملية عسكرية واسعة للقوات العراقية لاستعادة سد الموصل من قبضة «داعش».

Ad

كشفت مصادر مطلعة، أمس، عن انطلاق عملية عسكرية أميركية عراقية مشتركة لاستعادة بسد الموصل، فيما أكدت أن المقاتلات الأميركية قصفت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قرب السد.

وقالت المصادر، في تصريحات أوردتها شبكة الـ«CNN» الأميركية، إن «عملية عسكرية أميركية - عراقية مشتركة انطلقت فجرا، لاستعادة المنشأة الاستراتيجية المتمثلة بسد الموصل»، مؤكدة أن «مقاتلات أميركية قصفت مواقع لتنظيم داعش قرب السد».

وأضافت الشبكة، أن «العملية تتضمن توفير الطائرات الأميركية غطاء جويا لقوات عراقية كردية برية تتقدم أرضا لمحاولة استعادة السد».

وسيطر مسلحو التنظيم الإرهابي، قبل أسبوعين على السد، بعد انسحاب قوات البيشمركة الكردية منه من دون قتال.

ويقع سد الموصل الذي يعد من أكبر سدود العراق، على مجرى نهر دجلة على بعد 50 كم شمالي مدينة الموصل، وانتهت أعمال إنشائه عام 1986 من قبل شركة ألمانية وإيطالية قدرت عمره بنحو 80 عاماً، ويبلغ طوله 3.2 كيلومترات وارتفاعه 131 متراً، ويعد أكبر سد في العراق، ورابع أكبر سد في منطقة الشرق الأوسط.

إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية عراقية، أمس، مقتل ثلاثة عمال وجرح 10 آخرين من جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت موقعا لعمال إعادة بناء جسر سامراء الكونكريتي كان قد تعرّض لعملية تفجير قبل ثلاثة أشهر من قبل مسلحي «داعش» في منطقة سامراء شمالي بغداد.

مجزرة إرهابية

وفي الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات الإنسانية والعسكرية للأقليات في شمال العراق، ارتكب تنظيم داعش «مجزرة» جديدة في قرية كوجو ذات الغالبية الأيزيدية قرب سنجار، وأعدموا العشرات من سكانها.

وقال وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري، أمس، إن «موكبا من سيارات تابعة لتنظيم داعش دخل الى القرية»، مضيفا: «وقاموا بالانتقام من سكانها، وهم من الغالبية الأيزيدية الذين لم يفروا من منازلهم».

وأوضح زيباري «ارتكبوا مجزرة ضد الناس، وكان عددهم، وفق معلومات استخباراتية من المنطقة، حوالي ثمانين شخصا، مشيرا إلى أن التنظيم قتل هؤلاء بعد رفضهم التحول الى الدين الإسلامي.

وقال مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الديموقراطي في محافظة دهوك هاريم كمال آغا إن «عدد الضحايا بلغ 81 قتيلا»، مؤكدا أن المسلحين اقتادوا النساء الى سجون تخضع لسيطرتهم».

الرئيس العراقي

في السياق، حث الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس، المجتمع الدولي على التعاون مع بلاده في مواجهة الإرهاب واستهداف الأقليات.

وقال معصوم خلال استقباله، أمس، وزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير والوفد المرافق له «إن العراق يواجه نوعاً جديداً من الإرهاب الموجه ضد العراقيين بشكل عام، وضد أبناء الأقليات الدينية كالأيزيديين والمسيحيين وسواهم في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإجرامي»، مضيفا: «لابد من تضافر جهود الأسرة الدولية مع العراق من أجل وضع حد لهذا التمدد الإرهابي وإنهائه، لكونه يشكل خطراً كبيراً ليس على العراق فحسب، وإنما على عموم المنطقة والعالم».

من جانبه، أوضح شتاينماير رؤية بلاده المتمثلة في «أن العالم يواجه الآن مشكلات كبيرة في مناطق مختلفة في العالم، وأن المشكلة الأخطر بين مشكلاته الآن هي خطر «داعش» وتوسعه، وهذا ما جعل المانيا وعموم المجتمع الدولي يقفون مع العراق».

وقال إن زيارة الوفد الألماني إلى العراق تستهدف «تأكيد التضامن مع شعب العراق ومساعدته في التصدي للتنظيم الإرهابي، وكذلك المساعدة في قضية النازحين، والتعبير عن دعم القيادة الجديدة للعراق وبما يعينها في تنفيذ برامجها من أجل التطوير والبناء وتعزيز وحدة العراق».

وكان شتاينمار قد وصل، صباح أمس، إلى العراق في زيارة أعلن في مستلها تقديم دعم بقيمة 24 مليون يورو للنازحين في البلاد.

البرزاني

في غضون ذلك، طالب رئيس حكومة كردستان العراق مسعود البرزاني، أمس، المجتمع الدولي بالعمل على تجفيف مصادر تمويل تنظيم ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية بشكل شامل.

وقال البرزاني إن تنظيم الدولة يستولي يوميا على ثلاثة ملايين دولار عبر الابتزاز وسرقة النفط، لافتا إلى أنه استولى كذلك على ما يزيد على مليار دولار من خلال السطو على البنك الوطني العراقي في الموصل وتكريت.

وأكد أن الأكراد ينتظرون من ألمانيا تقديم مساعدات إنسانية بالإضافة إلى توريد أسلحة وذخيرة لقوات البيشمركة «وبهذا فقط يمكن للجيش الكردي أن يرد مسلحي تنظيم الدولة»، مشددا على عدم حاجة الأكراد إلى قوات أجنبية: «فنحن بالفعل ليس لدينا نقص في المقاتلين الشجعان، لكننا لدينا نقص في الأسلحة الحديثة والمؤثرة».

إلى ذلك، قالت النائبة عن ائتلاف دولة القانون، عواطف نعمة، أمس، إن «رئيس الائتلاف نوري المالكي رفض تسنم أي منصب سيادي في المرحلة المقبلة»، مشيرة إلى أن «قيادات دولة القانون اختارت المالكي رئيسا للائتلاف في مجلس النواب». وأكدت نعمة أن «ائتلافها يقف مع رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي لتشكيل حكومته المقبلة وإنجاحها، فضلا عن إبعاد دور المحاصصة الحزبية واختيار الأكفاء في الكابينة الوزارية».

(بغداد - أ ف ب،

د ب أ، رويترز)