أثارت قضية مقتل الإعلامي والأستاذ الجامعي محمد بديوي على يد ضابط من الفوج الرئاسي لحماية رئيس الجمهورية جلال الطالباني الكثير من الاستنكارات الرسمية والشعبية، في حين حذر الأكراد من إقحام القضية في الصراعات السياسية.

Ad

وتظاهر العشرات من الأكراد في محافظة كركوك أمس، مطالبين الحكومة بإبعاد قضية مقتل بديوي عن الصراعات السياسية والدعاية الانتخابية، مشددين على ضرورة أن يكون القضاء العراقي فيصلا في هذا الموضوع، رافضين لغة "الدم بالدم" التي تحدث بها رئيس الحكومة نوري المالكي، مطالبين بدماء 182 ألف مؤنفل (الذين قتلوا في مجزرة الأنفال) قتلتهم الحكومات العراقية.

وقال أحد منظمي التظاهرة ويدعى حسين علي، إن "المئات من كرد كركوك ومؤيدي الحزب الديمقراطي تظاهروا في قلعة كركوك التي تمثل قلب كردستان ونبضها"، مستنكرا "لغة التهديد التي أطلقها المالكي على أن الدم بالدم في قضية بديوي".

واستغرب علي أن "يصدر مثل هذا الكلام من رئيس وزراء عراقي يمثل أعلى سلطة تنفيذية في البلاد"، مشيرا الى أن "ما حصل جريمة يعاقب عليها القانون وفق ما تقتضية التحقيقات".

ولفت إلى أن "الكرد اليوم هم أقوى مما كانوا عليه قبل سنوات ويملكون الكثير من الأوراق المعلنة وغيرها مع الحكومة".

وفي السياق، نفى مستشار رئيس الحكومة نوري المالكي، علي الموسوي أمس، الموافقة على نقل محاكمة قاتل الإعلامي بديوي الى إقليم كردستان.

وقال الموسوي، إن "بعض صفحات التواصل الاجتماعي، تداولت وثيقة مزيفة لكتاب صادر عن مكتب رئيس الوزراء، تشير إلى الموافقة على نقل محاكمة الضابط المتهم بقضية مقتل بديوي إلى إقليم كردستان"، مؤكدا أن "تلك الوثيقة مزيفة، وما جاء فيها عار من الصحة، وأن القضية برمتها هي من مسؤولية القضاء ولا علاقة لمكتب رئيس الوزراء بها، إذ إن السلطة القضائية هي صاحبة القرار في مثل هذه القضايا".

وكان عدد من مواقع التواصل الاجتماعي تداولت وثيقة صادرة من مكتب رئيس الوزراء ومعنونة إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى، تؤكد أنه لا مانع لنقل محاكمة قاتل بديوي إلى كردستان لمقتضيات المصلحة العامة، وأن الأمر جاء بناء على طلب مقدم مكتب رئيس الجمهورية.

في غضون ذلك، ردت النائبة في البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، حنان الفتلاوي أمس، على بيان رئاسة إقليم كردستان بشأن حادثة مقتل بديوي، قائلة: إن "اللغة التي صدر بها بيان رئاسة الإقليم تعكس روح التعالي وعدم احترام الآخر"، مبينة أن "الألفاظ التي استخدمت في البيان غير لائقة وتعكس جهل من كتبها".

وتساءلت الفتلاوي "ما علاقة مقتل صحافي واستاذ جامعي من سكان بغداد بدم بارد من قبل ضابط في البيشمركة بضحايا حلبجة، ومن يتحمل دم آلاف الضحايا في المقابر الجماعية والانتفاضة الشعبانية في الجنوب"، معربة عن أسفها لـ"استخدام رئاسة الإقليم لفظة حكام بغداد، في وقت أنهم جزء من حكومة العراق".

وأكدت أن "من حقنا أن نسميهم حكام الجبال أو حكام شمال العراق اذا أردنا أن ننزل لنفس مستوى الخطاب"، لافتة الى أن "تهديد الإقليم بالانفصال شأن خاص بكردستان والكرد أعرف بمصلحة شعبهم، وسنحترم قرارهم متى ما صدر ولن يمنعهم أحد من ذلك".

وتابعت الفتلاوي "إذا أرادوا فليأتوا الى بغداد للتفاهم لأن بغداد عاصمة العراق ولن تذهب إليهم وهم من يجب أن يأتوا إليها"، مخاطبة إياهم "كفاكم تهديدات وتكبر وتعال على الآخرين".

إلى ذلك، قتلت العضو في ائتلاف دولة القانون غيداء حيدر، في هجوم استهدف سيارتها وسط الموصل، في حين قتل شرطي جنوبها أمس.

(بغداد - يو بي آي، كونا)