«الحر» يطارد «داعش» في إدلب والنظام يصعد في دمشق
• الحصار يفتك بالمدنيين في حمص وكارثة في اليرموك
• واشنطن: طهران لن تشارك في «جنيف 2»
استغل النظام السوري استمرار الاقتتال في الرقة وحلب وحمص بين كتائب الجيش الحر، التي بدأت عملية واسعة في إدلب أمس، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الذي عزز وجوده في الرقة، وأمطر ريفي دمشق وحماة بالبراميل المتفجرة، في وقت تسعى واشنطن إلى إقناع المعارضة بالمشاركة في مؤتمر "جنيف-2"، المقرر عقده في أواخر يناير بدون مشاركة إيران.
وسط استمرار المواجهات الدامية في الرقة وحلب وحمص، بدأت قوات من الجيش السوري الحر أمس معركة حامية الوطيس استقدمت لها أرتالاً تضم مئات العناصر والدبابات والعربات المدرعة، لطرد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من آخر معاقله في محافظة إدلب.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس باندلاع "اشتباكات عنيفة في محيط مدينة سراقب (في محافظة إدلب) بين الدولة الاسلامية ورتل من كتائب مقاتلة وأخرى إسلامية تحاول السيطرة على معاقل الدولة (داعش)"، الذي استبق الهجوم بتفخيخ محيط المدينة، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى من مقاتلي المعارضة بعد منتصف ليل السبت، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن الخمسة قضوا في "انفجار لغم أرضي بسيارتهم".
وأوضح الناشط منهل بريش أن هذا التفجير استهدف خصوصاً حركة أحرار الشام الإسلامية، التي تشكل رأس حربة في المعارك الدائرة لأكثر من أسبوع ضد عناصر "داعش" المرتبطة بتنظيم القاعدة.وتعد مدينة سراقب الخارجة على سيطرة النظام السوري منذ نوفمبر 2012، والواقعة على الطريق بين حماة (وسط) وحلب (شمال)، آخر معاقل "داعش" في إدلب.وتدور منذ الثالث من يناير معارك بين ثلاثة تشكيلات معارضة هي "الجبهة الإسلامية"، التي تعد أحرار الشام من أبرز مكوناتها، و"جيش المجاهدين"، و"جبهة ثوار سورية"، وعناصر الدولة الاسلامية التي يتهمها الناشطون والمعارضة بتطبيق معايير متشددة وارتكاب ممارسات "مسيئة" تشمل أعمال القتل والخطف والاعتقال.مكاسب ميدانيةوحقق مقاتلو المعارضة تقدماً في إدلب وحلب (شمال)، بينما يحقق "داعش" تقدماً في الرقة (شمال) التي تعد أبرز معاقل التنظيم، بحسب المرصد، الذي أكد أمس أنه قواته "سيطرت على محطة القطار وحاجز" للكتائب المقاتلة في الرقة، متحدثاً عن "وجود عشرات الجثث لمقاتلين من الدولة الإسلامية في المشفى الوطني" في المدينة.كما قامت الدولة الإسلامية "بإلقاء عشرات الجثث لمقاتلين من الكتائب الإسلامية ولواء اسلامي مقاتل مبايع لجبهة النصرة (الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سورية) في قرية الجزرة" غرب الرقة.وبحسب المرصد فإن مقاتلي "داعش" سيطروا على قرية قرب مدينة تل أبيض، مشيراً إلى أن مقاتلي المعارضة أرسلوا تعزيزات الى هذه المدينة الحدودية مع تركيا.في غضون ذلك، تواصلت المعارك في مناطق عدة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، لاسيما في درعا وريفي دمشق وحماة، التي شهدت قصفاً عنيفاً أمس بالبراميل المتفجرة، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر 20 شخصاً في منطقة الفرن الآلي في بلدة صوران.الحصار و«البراميل»وفي ريف حماة أيضاً، قصف الطيران المروحي بالبراميل مناطق في بلدة كفرزيتا، مما أدى إلى سقوط جرحى، كما نفذ الطيران غارة جوية على منطقة جبال شاعر في الريف الجنوبي الشرقي.وفي ريف دمشق، أكد المرصد أمس أن القوات النظامية قصفت ليل الجمعة- السبت مناطق في مدينة الزبداني، فيما دارت اشتباكات عنيفة على أطراف مخيم خان الشيح ومحيط بلدة الدير سلمان. وبينما جددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) تحذيرها من خطورة الوضع الإنساني المتردّي في مخيم اليرموك جنوبي دمشق نتيجة الحصار الخانق المفروض عليه منذ عدة أشهر، اجتاح اليأس والجوع ونقص كل مقومات الحياة المدنيين المحاصرين في حمص منذ أكثر من عام، وذلك بعد فشل المعارضة في كسر هذا الحصار في عملية سقط فيها نحو 50 مقاتلاً أمس الأول.«أصدقاء سورية»سياسياً، وبينما اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف، أمس، أن انقسام الجماعات المسلحة في سورية سيقطع عليها نهائياً أي فرصة للانتصار على الرئيس بشار الأسد، أعلن دبلوماسيون أميركيون أن بلادهم تأمل في إقناع المعارضة المعتدلة بالمشاركة في مؤتمر "جنيف-2" أواخر يناير.ومن المقرر أن يشارك وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم في باريس في اجتماع جديد لمجموعة "أصدقاء سورية" أو "لندن 11"، يضم رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا ووزراء 11 دولة تدعم الائتلاف، هي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وتركيا، والسعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن.ومن المتوقع أن تزيد هذه الدول ضغوطها لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة في جنيف-2، والذي من المقرر أن يبدأ أعماله في مونترو السويسرية في 22 يناير برعاية الأمم المتحدة.الائتلاف وإيرانوقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن "هناك أشخاصا في كل انحاء العالم يبذلون كل جهودهم لحمل (المعارضين السوريين) على اعتماد موقف موحد" في سويسرا.ولم يحسم الائتلاف السوري الذي يشهد انقسامات عميقة حول هذه المسألة والذي عقد اجتماعا هذا الأسبوع في اسطنبول، أمر المشاركة وأرجأ إلى 17 يناير قراره في هذا الشأن.إلى ذلك، كشف مسؤولون كبار بوزارة الخارجية الأميركية أمس الأول أن إيران لن تشارك في محادثات جنيف الثانية. وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، "طالما لم يحدث تغير كبير في موقف إيران فلن تشارك طهران رسمياً أو على الهامش في المحادثات المقرر عقدها في 22 يناير". وقال أحد المسؤولين: "هذا صحيح، لن يأتوا".نقلت سورية يوم الثلاثاء الماضي أول دفعة من الأسلحة الكيماوية على متن سفينة شحن دنماركية، وذلك بعد أسبوع من الموعد المقرر لنقل تلك المواد السامة خارج أراضيها.وأظهرت صور ثابتة نشرتها البحرية الدنماركية أمس سفينة حربية تابعة لها وسفينة الشحن آرك فوتورا، تتحرك من ميناء اللاذقية السوري محملة بمواد كيماوية خطرة من بين نحو 20 طناً من غاز الخردل.وستجري معالجة أغلب هذه المواد الكيماوية على متن سفينة الشحن الأميركية "كيب راي"، التي يبلغ طولها 200 متر والمزودة بنظام للتحليل المائي للقضاء على نحو 560 طناً من أكثر المواد السامة فتكاً.