تسببت الأجواء الغائمة سياسياً وبالتوازي اضطراب الأوضاع الاقتصادية في مصر في هروب قطاع عريض من المصريين من هذا المشهد الدراماتيكي، إلى شمس المصايف في مدن الساحل الشمالي، بينما بدأ آخرون الترتيب لأمسيات متابعة مباريات مونديال كأس العالم لكرة القدم، الذي ينطلق يونيو المقبل، بخلاف التأهب لشهر رمضان الكريم، بما فيه من أجواء روحية وجرعات درامية مكثفة تزدحم بها شاشات القنوات الفضائية.
«لا صوت يعلو فوق صوت المصيف» شعار قطاع كبير من المواطنين المصريين في الفترة الحالية، فضلوا التوجه إلى الشواطئ لقضاء إجازة الصيف، والتمتع بنسمات الهواء ومياه البحر هرباً من «خارطة الطريق»، والتزامات صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي تنطلق داخل البلاد منتصف هذا الأسبوع، حيث أعلنت مدن ساحلية تأهبها لاستقبال المصطافين هذا العام، الذي يشهد سخونة غير مسبوقة سواء على مستوى الطقس أو السياسة.الصفحات الرياضية على مواقع التواصل الاجتماعي شهدت حالة نشاط لافتة، حيث كثف آلاف الشباب من مشاركاته عبر صفحات الأندية والمنتديات الرياضية المختلفة، ودارت نقاشات مطوّلة حول الاستعداد لمتابعة بطولة كأس العالم في البرازيل، التي تنطلق عقب أسبوع واحد من إعلان اسم الرئيس المصري الجديد.وشهدت العديد من مقاهي القاهرة والمحافظات استعدادات مبكرة لاستقبال الشباب المولعين بمتابعة مباريات كرة القدم، مع قرب انطلاق فعاليات مونديال كأس العالم في البرازيل، حيث يُتوقع أن يهرب قطاع كبير من واقع بلادهم السياسي إلى المقاهي طوال أيام البطولة التي تستمر شهراً.بالتوازي، يترقب المصريون قدوم شهر رمضان الكريم، حيث دشن رواد المواقع الإلكترونية «هاشتاغا» بعنوان «مستني رمضان علشان»، عبروا من خلاله عن رغبتهم في متابعة الحلقات الدرامية لا الخطب الحزبية، وتطلعهم إلى مشاهدة الشوارع مزدحمة بالمصلين لا المتظاهرين.مواطنون قالوا لـ»الجريدة»: «سنؤدي الواجب الانتخابي ونتابع بعدها مباريات كأس العالم التي ننتظرها بشغف، وبعدها نستعد لشهر رمضان»، بينما أعرب آخرون عن مقاطعة الانتخابات وعدم الرغبة في انتخاب أي من المرشحيّن، معربين عن يأسهم من إصلاح الوضع الحالي الذي تمر به مصر، وأن المشاركة في الانتخابات لن تؤثر في حل الأزمة، بل يحلها الهروب إلى الشواطئ وعدم الاكتراث بما ستؤول إليه الأمور في الشارع السياسي.أستاذ علم الاجتماع السياسي سعيد صادق، وصف هروب بعض المصريين عن المشهد السياسي بأنه «آلية دفاعية» يلجأ إليها المصريون أثناء الأزمات، فكلما شهدت الساحة السياسية تطورات تصاعدت حدة التوتر في المجتمع، وتُرجم ذلك إلى نزول أعداد كبيرة إلى الحدائق والمتنزهات الكبرى.
دوليات
المصريون يهربون من غيوم السياسة إلى شمس المصايف
24-05-2014