أضرم مسلحون ينتمون إلى تنظيم «داعش» فجر أمس، النار في أكبر خزان للنفط في مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار العراقية، بعدما سيطروا عليه.

Ad

وأوضح القائد في الجيش العراقي المقدم حسين الدليمي، أن «المجموعة قتلت اثنين من حراس الموقع الذي يضم خزانا من الكاز والبنزين، بينما انسحب الآخرون بعد مواجهات معهم»، مشيراً إلى أن «القوات العراقية تمكنت من استعادة السيطرة على الموقع بعد مواجهات أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر داعش».

وتأتي الحادثة بالتزامن مع ما أكده رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت أمس، أن «عناصر تنظيم داعش، لم يطلقوا سراح جميع رهائن جامعة الأنبار»، مبيناً أنهم «لا يزالون يحتجزون 15 موظفا داخل الحرم الجامعي».

وأضاف كرحوت أن «عناصر التنظيم سرقوا 15 مليار دينار من خزينة الجامعة»، مشيراً الى أن «هذا المبلغ مخصص لمكافآت طلبة الجامعة التي توزع عليهم شهرياً». وأكد أن «القوات الأمنية تنتظر إخلاء سبيل الموظفين لاقتحام الجامعة وتحريرها بالكامل».

وأفاد مصدر في شرطة الأنبار بأن نحو 20 مسلحا من تنظيم «داعش» يتحصنون داخل مبنى الجامعة، مبينا أن القوات الأمنية تشتبك معهم بشكل متقطع.

ولفت إلى أن قيادة عمليات المحافظة فرضت حظرا شاملا على سير المركبات في مدينة الرمادي مركز المحافظة وأطرافها. كما فجّر مسلحون جسراً عائما يربط بين بغداد والفلوجة عبر زورق مفخخ أمس.

تفجيرات وقتلى

إلى ذلك، قتل 30 شخصاً وأصيب نحو 140 بجروح في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة سبقه تفجير عبوة ناسفة استهدف أمس نقطة تفتيش للشرطة في قضاء طوز خرماتو شمال العراق.

وقال قائمقام طوز خرماتو شلال عبدول، إن الهجوم وقع قرب مقر لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، مشيرا الى أن التفجيرين أديا إلى «أضرار كبيرة».

وتمكنت الشرطة العراقية في محافظة نينوى أمس، من حرق 13 عجلة لتنظيم «داعش» وقتل 37 مسلحاً خلال اشتباكات غربي الموصل.

وفي مدينة بعقوبة، قتل جنديان وأصيب خمسة بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجز تفتيش للجيش أمس.

وفي بغداد، قتل موظف يعمل في وزارة النقل بانفجار عبوة لاصقة في سيارته بمنطقة المنصور وسط بغداد، كما قتل شخص آخر في هجوم مسلح قرب منزله في منطقة البياع، غرب بغداد.

المالكي

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء نوري المالكي أمس، إن «العراق يخوض معركة حقيقية ضد الإرهاب»، مشيراً الى أن «مؤتمر الوحدة الوطنية في الأنبار سيعمل على لم الشمل وتوحيد الجهود الرامية لدحر الإرهاب».

ودعا المالكي في بيان عقب لقائه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف إلى «تجاوز الخلافات الجانبية بين الأهالي من أجل رص الصفوف»، معتبراً مؤتمر الأنبار المقرر عقده منتصف يونيو الجاري، «فرصة لتحقيق ذلك».

وشدد على ضرورة «تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتضييق الخناق عليه»، لافتاً إلى أن «العزم منعقد على فتح الباب أمام كل من يرغب في مقارعة الإرهاب وتجاوز الخلافات مهما كان موقفه السياسي وما ارتكبه من مخالفات تحت تأثير الخوف والتهديد، أو نتيجة سوء في تقدير الموقف ما لم يكن متورطاً في إراقة الدم العراقي».

وأكد المالكي أن «الحكومة ستسقط الحق العام عن هؤلاء من أجل تسهيل عودتهم».

وفي السياق، بحث وزير الدفاع سعدون الدليمي أمس مع ميلادينوف تنسيق خطوات التحضير للمؤتمر الوطني لعشائر الأنبار، المزمع عقده خلال الشهر الجاري، لغرض الخروج منه بنتائج ايجابية تسهم في استقرار الأوضاع الأمنية.

النجيفي يحمل السلاح

دعا محافظ نينوى أثيل النجيفي أهالي الموصل الى «تشكيل لجان شعبية لحماية المناطق السكنية من تنظيمات داعش الإرهابية».

وقال النجيفي في بيان، «ها هو اليوم الذي تتوقف فيه لغة اللسان، ولا تبقى سوى لغة اليد وثبات الجنان، وها هو اليوم الذي ربانا آباؤنا له»، متسائلا «لابد أن نسأل أنفسنا أيجوز لنا أن نهجر دورنا لاجئين ونازحين في مشارق الأرض ومغاربها نعيش في خيم نطرد فيها من مكان الى آخر ونستجدي اللقمة من ذوي الإحسان، أم ندافع عن دورنا وممتلكاتنا وكرامتنا وندفن في أرضنا ليذكرنا من بعدنا أبناؤنا وأحفادنا ويقولون كان هاهنا رجال، إنه اليوم الذي ينتخي فيه أهل الموصل لدينهم ولمدينتهم ولأعراضهم وشرف أمتهم».

وأضاف النجيفي: «لهذا كله فإنني أطالب الرجال من أهل الموصل بالثبات في أحيائهم والدفاع عنها ضد الغرباء، وأن يشكلوا من خلال ديوان المحافظة لجانا شعبية في أحيائهم ومناطقهم تقوم بإغاثة أهلهم ومساعدتهم وحماية مناطقهم عند الحاجة»، لافتا إلى أن «هذه اللجان ستمثل الشخصية الموصلية بعيداً عن أي توجه سياسي وتجمع جميع أهالي الموصل بمختلف توجهاتهم وآرائهم لحماية مدينتهم».

وشدد: «أهلي وعشيرتي وعزوتي، إنه شعارنا دائماً أن نتقدمكم أيام المخاطر والأهوال، ونضع صدورنا دريئة لصدوركم، فلا تخذلوا دينكم ولا تخذلوا وطنكم، لقد قررت أن أبقى على أرض الموصل الحدباء لأفديها، فكم واحد من أهلها يقف معي إنه يومي ويومكم ويوم مدينتكم فأثبتوا لها أنكم رجالها».

وقال النجيفي، إن «أول من يحمل السلاح للدفاع عن مدينة الموصل وأهلها هو أنا بصفتي ابن هذه المدينة وليس كمحافظ وأنا باقي في المدينة ولن أغادرها، ومن أراد أن ينضم معي من أبناء المحافظة فأهلا به»، مضيفا: «انني مستعد للدفاع عن أهلي وأبناء محافظتي ببذل كل ما أملك، وإن تطلب الأمر التضحية بالنفس من أجل عزة أهلي ومحافظتي».

وظهر أثيل النجيفي، في أول جولة له في شوارع الموصل ليلا، وهو يحمل السلاح بعد دعوته لتشكيل لجان شعبية لحماية الموصل.

(بغداد ـ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)