لماذا ابتعدت عن الدراما في الفترة الأخيرة؟
المناخ الفني ليس ملائماً، والأعمال التي عرضت عليّ لا ترقى إلى المستوى المطلوب أو التي تخصصت فيها، وتخرج عن الخط الذي رسمته لنفسي في بداية حياتي العملية، فضلاً عن انتشار تيمة أساسية تجلب الإعلانات.ما المطلوب بالنسبة إليك؟ أريد أن أعمل بطريقتي وأختار حسبما أريد، لذا أجد صعوبة في تنفيذ أعمال كثيرة، ومن الطبيعي أن أختفي لفترات. كيف تقيمين المسلسلات من نوع التشويق مثل «رقم مجهول» أو الاجتماعي الرومنسي مثل «قلوب» و{حكايات بنات»؟النوع الأول، برأيي، أجنبي أكثر منه مصري، علاوة على أن في هذه المسلسلات مطاً وتطويلاً يشعران المشاهد بالملل، ذلك أن الفكرة الأساسية تكون لغزاً محيراً للمشاهد فيتابعها بشغف، وعندما يعرف الحل يكتشف أنه لم يستفد من العمل الذي تابعه على مدار 30 أو 60 حلقة.وماذا عن النوع الثاني؟حشو وفيه ألفاظ ومشاهد لا تناسب مجتمعاتنا، هذه الأعمال تلائم المجتمعات الغربية ولا تناسب طبيعتنا وأخلاقياتنا، ومن الممكن أن تسبب في تفشي ظواهر غير أخلاقية، وهي في غالبيتها منقولة عن أفلام أجنبية.ثمة أعمال مصرية ناجحة اقتُبست من أفلام أجنبية... أين المشكلة إذن؟لا أعترض على المبدأ لكن أود أن أسأل: كيف ينقل السيناريست فيلماً مدته 90 دقيقة إلى مسلسل مدته 22 ساعة، هذه المسلسلات مجرد حشو واستفاضة، علاوة على مشاكل وعيوب أصبحت ظاهرة في الفن المصري، مثل العبارات النابية والسباب والشتائم من دون سبب.ما الذي تحتاج إليه المسلسلات الطويلة لتنجح؟ تحتاج إلى أكثر من مخرج وأكثر من مؤلف، مثلما يحدث في الدول الأجنبية التي بدأت هذه الأعمال منذ فترة طويلة، لذلك تُقدّم بحرفية ويُقسّم العمل بين أكثر من مبدع فلا يأتي باهتاً وضعيفاً.كيف تقيمين مستقبل مصر السياسي بعد أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية؟أثق تماماً بالشعب المصري الذي أراد التخلص من الكابوس، وأتوقع أن يكون الشعب والرئيس على قدر المسؤولية، لا سيما أن المصريين انتظروا قائداً جديداً بعدما وصلت الأمور إلى طريق مسدود ونفق مظلم، بسبب فترة حكم الإخوان، وما يشعرني بالتفاؤل أن الشعب المصري تعلّم الدرس جيداً.لاحظنا في الفترة الأخيرة تراجع الإنتاج الدرامي الحكومي المصري بعدما كان أهم جهاز إنتاجي درامي في العالم العربي، وقدم أعمالاً درامية جادة وهادفة وحقق نجاحاً... كيف يمكن إصلاح هذا الوضع؟للأسف ما يحدث الآن في الإنتاج الدرامي المصري لا سيما الحكومي يشكل عودة إلى الوراء، إذ تُنتج أعمال بشكل سريع ومن دون تركيز، فتظهر هزيلة غير مقنعة، ولا تساهم في رفعة الإنسان العربي والمصري.كان أحرى بنا أن نستخدم الفن، لا سيما الدراما التلفزيونية، بشكل جيد في الظروف التي تتحول فيها المنطقة العربية سياسياً وديمقراطياً، بعد موجات الربيع العربي، لأن الفن يجمع أبناء الوطن العربي على طاولة واحدة.الأزمة الحقيقية التي تواجهنا هي أن المنتج يهتم باسم البطل الذي سيقدم العمل قبل أن يقرأ السيناريو أو يعرف اتجاهاته، وأول سؤال يطرحه: من الممثل الذي سيؤدي دور البطولة بغض النظر عن جودة الفكرة أو السيناريو أو رؤية المخرج، وهذه أزمة تحتاج حلولاً.ماذا تتوقعين لحال الفن المصري عموماً والدراما التلفزيونية خصوصاً؟أعتقد أن الأمور في طريقها إلى التحسُّن، وسيعود التلفزيون المصري كسابق عهده، وسنرى أعمالا درامية محترمة وهادفة وناجحة، وقد لمست ذلك في الفترة الأخيرة ولدي مؤشرات على صدق كلامي.إلى أي مدى سحب نجاح الأعمال التركية البساط من الدراما العربية؟لن يستطيع الأتراك سحب البساط من الدراما المصرية، الدراما التركية فقاعة وانتهت، أو بمعنى أصح كانت «موضة» وخلصت، لأن مجتمعنا مختلف عن المجتمع التركي الذي فيه مكون أساسي أوروبي وليس فيه خطوط حمر كتلك التي لدينا.ما الذي أدى إلى ازدهارها في مصر؟ الأيادي الخفية التي حاولت «تتريك» المجتمع المصري وتصدير النموذج التركي إلينا باعتباره الأنجح والأرقى، وظهر ذلك جلياً خلال فترة حكم الإخوان لمصر.الأحداث التي مرت على مصر في السنوات الثلاث الأخيرة، هل من الممكن أن تكون مسلسلاً درامياً ناجحاً من 30 حلقة؟لو دوّن أحد الكتاب المخضرمين المتخصصين في الدراما هذه الأحداث التي جرت على مدار الأعوام الماضية قبل حدوثها، فلن يصدقه أحد وسيعتبره مبالغاً، خصوصاً أن الخطوات كانت تصاعدية، فما شاهدناه خلال عمرنا بالكامل لا يوازي ما شهدناه في الثورة المصرية التي تصدرتها المرأة وتحملت أعباء ووصلت إلى مرحلة الشهادة.هل هضم حق المرأة في الثورة عبر الأعمال التي قدمت؟حق المرأة المصرية والعربية مهضوم، عموماً، فضلا عن أن الأعمال التي قدمت عن الثورة لم تكن في غالبيتها على المستوى المطلوب ونفذت باستعجال ما أدى إلى خروجها بشكل ضعيف ومسيء للثورة.
توابل
المخرجة إنعام محمد علي : الأعمـال الـــتركية «مـــوضــة» وانتهــت
13-06-2014