تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي «ماراثونا» للدراجات لمسافة 20 كلم، لحث المصريين على الترشيد في استخدام الطاقة من أجل بناء الوطن، في وقت يعتزم رئيس الحكومة إعلان تشكيل فريقه الجديد اليوم على أن يحلف اليمين منتصف الأسبوع الجاري.

Ad

فاجأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مواطنيه بمشاركته في ماراثون للدراجات، في ساعة مبكرة من صباح أمس، تفقد خلالها منطقة شرق العاصمة المصرية، وهو أول ظهور للسيسي في الشارع المصري منذ توليه حكم البلاد، الأحد الماضي.

وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس ألقى كلمة قبل بدء الماراثون، رحب فيها بجميع المشاركين، متناولاً رمزية التجمع حول هدف واحد يحمل معاني الوحدة وعدم الاختلاف، ويتسع لمشاركة جميع أبناء الوطن، وأشار إلى أهمية أن يقف المصريون جنباً إلى جنب، وأن يتحابوا ويتجمعوا على قلب رجل واحد من أجل المستقبل.

وأوضح الرئيس في كلمته أن مسافة ماراثون الدراجات تم تحديدها كمتوسط للمسافات التي يقطعها المصريون يومياً من منازلهم إلى أعمالهم أو جامعاتهم، مشيراً إلى ما يمكن أن يمثله تطبيق ذلك من ترشيد وتوفير لموارد الدولة، معرباً عن ثقته بأنه يوما ما سيكتب التاريخ أن كل المصريين تحملوا تكلفة بناء الوطن.

كما تطرق الرئيس في كلمته إلى قضية التحرش، مستنكراً ما تتعرض له الأعراض في مصر من انتهاكات، وما تفرضه على مجتمعنا تلك الأوضاع الدخيلة علينا من ضرورة عدم السكوت عنها وتصدي المجتمع لها.

وارتباطاً بالأمن القومي المصري والأوضاع المرتبكة التي تمر بها المنطقة، خاطب السيسي الحضور مشدداً على أنه لن يقوى أحد على الاقتراب من مصر أبداً، مكرراً أنه لن يسمح بذلك، وأن من ستسول له نفسه ذلك سيجد الردع اللازم، مضيفاً: "انظروا إلى الأوضاع حولكم".

تشكيل الحكومة

إلى ذلك، اقترب رئيس الحكومة إبراهيم محلب أمس من الانتهاء من تشكيل حكومته الجديدة والمتوقع لها غدا، تمهيداً لحلف اليمين الدستورية منتصف الأسبوع الجاري، أمام الرئيس السيسي، الذي تولى مهام منصبه الأحد الماضي، وهي الحكومة التي يفترض أن تواجه مشاكل الاقتصاد المترنح.

محلب، الذي تولى رئاسة الحكومة مطلع مارس الماضي، يعتزم الإعلان عن هوية أعضاء حكومته التي تعد الأولى في عهد السيسي، وقالت مصادر حكومية لـ"الجريدة" إن "محلب يكاد ينتهي من تشكيل حكومته، بعد مشاورات اتسمت بالسرية، وجرت بأحد فنادق القوات المسلحة بعيداً عن أعين وسائل الإعلام".

ووفقاً للمصادر فقد تم الاستقرار على بقاء العديد من الوزراء في مناصبهم، في مقدمتهم وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، الذي احتفظ بمنصبه فضلأً عن تعيينه نائبا أول لرئيس الحكومة للشؤون الأمنية، مع بقاء وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في منصبه، وذلك لاعتبارات أمنية بضرورة الحفاظ على قوام وزارة الداخلية دون تغيير.

وكشفت المصادر أن محلب يبحث مصير حقائب الطيران والسياحة والثقافة والاتصالات والقوى العاملة، التي استقر على تغيير حامليها، وسط توقعات ببقاء وزير الخارجية نبيل فهمي، ووزير المالية هاني دميان، ووزير التخطيط والتعاون الدولي أشرف العربي، ووزير البترول شريف إسماعيل، في مناصبهم، في حين بات مؤكداً أن يتولى الوزير الحالي منير فخري عبدالنور حقيبة الاستثمار بعد فصلها عن وزارة التجارة والصناعة، مع توليه منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية.

ردع التحرش

وبينما استقبل السيسي رئيس الحكومة، أمس الأول، لمناقشة إجراءات مواجهة ظاهرة التحرش، زارت السيدة الأولى انتصار السيسي ضحية التحرش بميدان التحرير وسط احتفالات تنصيب السيسي، الأحد الماضي، في أول تحرك علني لقرينة الرئيس المنتخب، منذ تولي الأخير منصبه.

كانت الحكومة المصرية، أعلنت أمس الأول، حزمة قرارات لمواجهة ظاهرة التحرش، بعدما قررت اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بناء على طلب الرئيس المنتخب، أثناء زيارته للسيدة المتحرشة الأربعاء الماضي، تكثيف الإجراءات الأمنية في الميادين العامة والأماكن المزدحمة، والإسراع في تنفيذ خطة بهدف الوقاية من التحرش، وعدم إفلات الجناة من العقاب.

كما فعلت اللجنة عقب اجتماعها الأول مساء أمس الأول برئاسة محلب رئيس الوزراء المكلف، تطبيق أحكام قانون التحرش وأحكام قانون العقوبات المتعلقة بالعنف ضد المرأة وإجراءات الاستدلال والتحقق والعدالة الناجزة، مع التأكيد على ضرورة أن تشكل وزارة الداخلية فريقا أمنيا متكاملا يعمل على مواجهة تلك الظاهرة.

ميدانياً، دعت حركات ومنظمات نسوية، على رأسها المجلس القومي للمرأة، لتنظيم وقفة احتجاجية أمام دار "الأوبرا" وسط القاهرة، اليوم، تنديداً بجميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات المصريات، وطالبت المنظمات في بيان مشترك بتشديد العقوبات على المتحرشين.

مقتل شرطي

وقالت وزارة "الداخلية" المصرية، إن ضابط شرطة قتل أمس، أثناء فض قوات الأمن لمسيرة لأنصار جماعة "الإخوان" بمنطقة المعادي جنوبي القاهرة، والتي جاءت استجابة لدعوة "تحالف دعم الشرعية"،  لتدشين أسبوع من التظاهرات تحت شعار "الحرية لمصر".

وأكدت "الداخلية" في بيان لها أنه بعد فض تظاهرة لأنصار الإخوان، وإلقاء القبض على أحد مثيري الشغب، اصطحبه مساعد الشرطة أحمد شلبي، لسيارة الترحيلات، ليصاب الأخير بطلق ناري في الصدر من أعلى أحد العقارات، وتوفي حال وصوله للمستشفى، لتمشط الأجهزة الأمنية المنطقة بعدها بحثاً عن الجناة، وجاءت تظاهرات أنصار جماعة "الإخوان" محدودة، لتكرس الارتباك التنظيمي في صفوفها مع انهيار شعبيتها في الشارع المصري.