حدثنا عن المراحل التي قطعتها وصولا إلى «مترو».

Ad

شاركت كمساعد مخرج في مجموعة من الأفلام من بينها: «حبيبتي من تكون» مع يوسف رمسيس، «الغابة» مع المخرج أحمد عاطف، وأيضاً في فيلمه «قبل الربيع» المقرر طرحه قريباً، إلى جانب «كلم ماما» و»شبر ونص»، وأعمال درامية أخرى. كذلك أخرجت أفلاماً لطلبة كلية الشرطة حول مسرح الجريمة وكيفية ارتكاب المجرم لجريمته، تساعدهم في مهمتهم.

لماذا اخترت «مترو» ليكون أولى تجاربك الإخراجية بمفردك؟

لإعجابي بموضوعه؛ فهو يتضمن جرعة من الرومانسية، وصراعاً تشويقياً وخطوطاً درامية أخرى. كذلك ينتمي إلى السينما النظيفة التي تشبه أفلام الكلاسيكيات بالأبيض والأسود، في ظل انتشار أفلام العري والانحطاط الأخلاقي.

لماذا تغير اسمه من «دماء تحت الأرض» إلى «مترو»؟

لأن 60% من أحداث الفيلم تتم في مترو الأنفاق، ولم أرغب في أن يحتوي الاسم على دم، يكفينا الشهداء الذين سقطوا بسبب الأحداث السياسية الأخيرة، وهو اسم جديد، لم يُستخدم سابقاً.

لماذا أسندت البطولة إلى هيام الجباعي رغم كونها وجهاً جديداً في السينما المصرية؟

سبق أن شاهدت لها مسلسلات ثلاث من بينها «طاش ما طاش»، ولمست أنها موهوبة فعلاً، ثم بذلت مجهوداً في اتقان اللهجة المصرية، رغم أننا واجهنا صعوبة في ذلك، ولكن في مشاهد محدودة فقط، وأرى أن وصولها إلى هذه الدرجة في أول عمل مصري لها إنجاز.

وإلى رامي وحيد؟

رامي ممثل جيد يستمع إلى توجيهات المخرج، ويحاول الاجتهاد في عمله، من ثم ليست المرة الأولى التي يتحمل فيها مسؤولية عمل سينمائي؛ إذ شارك في بطولة «حلم العمر» مع حمادة هلال، وأعتقد أن العمل سيُحدث نقلة في مشواره الفني.

غلبت على بعض مشاهد الجزء الأول من الفيلم الاعتيادية من الناحية الإخراجية والجمل الحوارية... ما السبب؟

من الطبيعي أن يشعر المتفرج بذلك، لا سيما في حوار الأم مع ابنتها، وتوضيحها لها بأنها ترغب في أن تفرح بها مثل أي أم، وسرد كيف تسير حياة البطلة بين العمل وعلاقتها مع خطيبها، كما لو كانت هذه المشاهد استعداداً للحبكة الدرامية والحدث الرئيس في الفيلم، وهو واقعة اغتصاب البطلة، وما يتبعها من أحداث.

حدثنا عن كواليس تصوير مشهد الاغتصاب.

كان من المفترض أنه أثناء ركوب البطلة في سيارة خطيبها، وحديثهما معاً، يهجم عليهما شباب، ويختطفونها ثم يغتصبونها، وراعيت خلال تصوير المشهد ألا يظهر جزء من جسد هيام.

لماذا؟

لأنني لا أقدم متعة جنسية؛ فالفيلم لا يغازل شباك التذاكر بتقديم عري أو ملابس داخلية للبطلة أثناء اغتصابها، وغرضي من وراء استعراض هذا المشهد إبراز بشاعة الحدث على المستويين الإنساني والمعنوي، ومستقبل الفتاة المغتصبة. من ثم المشاهد ليس غبياً، ويمكنه استيعاب ما حدث، وليس بحاجة إلى إبراز أمور نحن بغنى عنها.

ما هدفك من ذلك؟

تقديم سينما عائلية نظيفة، يمكن لأفراد الأسرة متابعتها، من دون أن يشعر أحدهم بإحراج، لذا سعيت إلى أن يكون «مترو» من هذه النوعية من الأفلام، وهو ما يميّزه عن سائر الأعمال السينمائية المطروحة في دور العرض راهناً.

لكن جاء رد فعل البطل مغايراً عن المألوف في مثل هذه المواقف.

لم يستطع الانفعال إزاء محاولة الإفلات من الشاب الذي يضع مطواة على رقبته، لا سيما أنهم كانوا يتناوبون على اغتصاب البطلة، وبالتالي لم يعد بإمكانه ضرب أي منهم، إذ يتضح من مظهرهم أنهم مدمنون، لذا هم مستعدون لقتله ليتخلصوا من إزعاجه لهم. واكتفيت في هذا المشهد بدموع البطل، ثم صرخته القوية بعد مغادرة هؤلاء المغتصبين للبطلة ظناً منه أنها توفيت.

ولماذا كان المشهد الذي تعاتبه البطلة فيه على صمته أثناء اغتصابها هادئاً؟

لأنه مشهد انكسارها وانكساره أيضاً، وحاولت إبراز ذلك من خلال الشجرة التي في خلفية المشهد، وأوراقها الذابلة.

وما الذي دفعه إلى قتل رجل آخر حاول الاعتداء على فتاة مارة؟

وجد شبهاً بينها وبين خطيبته، فقرر قتله تعويضاً عن شعوره بالعجز والفشل مع الحادثة الأولى.

 

لماذا كانت تعبيرات وجه علاء مرسي مبالغاً فيها؟

على العكس، أراها مبررة نظراً إلى طبيعة دوره، فهو رجل مرّ بتجربة سيئة مع زوجته جعلته يكره النساء، حتى إنه عندما يقابل البطلة يتذكر زوجته فيها، ثم حاولت توظيف موهبة علاء من خلال مساحة فنية ملائمة لقدراته.

وماذا عن مشهد النهاية؟

استغلت البطلة لؤمها الأنثوي في الدفاع عن نفسها ظناً منها أن رامي قتل الأفراد في محطة المترو وسيقتلها هي أيضاً، لذا حاولت تذكيره بمشاعرهما في فترة الخطوبة، وحبهما الكبير، ثم جذبت السكينة لتضربه بها، رغم أنه جاء إليها كي يحميها، فخرج المشهد مؤثراً على أنغام أغنية «ليه خايفة مني» بصوت المطرب مدحت صالح.

وهل صوّرت مشاهد المترو داخل محطة مترو الأنفاق فعلاً؟

مشاهد صعود البطلة وهبوطها على السلالم المتحركة، وعبورها إلى ماكينات التذاكر صورت في المترو. أما بقية المشاهد فهي داخل ديكور بني خصيصاً للفيلم في مدينة سنبل، وأشرفت عليه المهندسة ميرفت عبد العظيم.

وكم استغرق التصوير من وقت؟

حوالي أربعة أسابيع بين المشاهد الداخلية والخارجية، تم تصوير المشاهد داخل محطة المترو في يوم واحد، ثم حذفت المشاهد التي لا تؤثر على دراما الفيلم اختصاراً للوقت.

وهل أنت راضٍ عن التجربة؟

بنسبة كبيرة، وأحمد الله أنني قدمته في صورة جيدة، ويرجع الفضل في ذلك إلى اطلاعي على مدارس إخراجية متنوعة جعلتني أهتم بأدق التفاصيل في الأعمال التي أشارك فيها.

وما الرسالة التي تريد إيصالها للجمهور من خلال «مترو»؟

أن يفيق المجتمع من المخدرات التي أصبح تداولها في الشوارع بين أيدي الشباب أمراً عادياً، رغم أنها تسبب في مصائب كواقعة الاغتصاب المذكورة في الفيلم، إلى جانب السرقة والقتل.

وما مشاريعك الجديدة؟

أقرأ سيناريوهات لأفلام سينمائية، ولم أحدد موقفي منها، لذا لن أصرّح بها في الوقت الحالي.