تفاعلت التحركات الشعبية المصرية باتجاه دعم «غزة»، حيث منعت قوات الأمن قافلة مساعدات طبية مصرية تبلغ نحو مليوني جنيه من المرور نحو القطاع، في وقت دعا «تحالف دعم الشرعية» الموالي لتنظيم الإخوان أنصاره للخروج في سلسلة تظاهرات تحت عنوان «ضد الغلاء»، استعداداً لتظاهرات في ذكرى فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«نهضة مصر»، المناصرين للإخوان، منتصف أغسطس من العام الماضي.

Ad

في خطوة اعتبرت مفاجئة من قبل النظام المصري، أوقفت قوات الأمن قافلة مساعدات طبية لدعم قطاع "غزة"، أعدتها قوى ثورية وشخصيات سياسية، بينهم رئيس حزب "العيش والحرية" تحت التأسيس خالد علي ونحو 550 شخصاً، وقال مشاركون في القافلة إن قوات الأمن بررت المنع بوجود "عدائيات" من المحتمل أن تتعرض لها القافلة في محيط منطقة العريش، التي تشهد منذ شهور طويلة وجوداً لجماعات إسلامية راديكالية مسلحة.

 من جانبه، وبينما قال خالد علي، إن المساعدات التي تم جمعها تكلفت نحو مليوني جنيه مصري، قال الناشط السياسي زيزو عبده، أحد أعضاء القافلة، إن قوات الأمن حاصرت القافلة بالجنود في كمين بالوظة على الطريق الدولي "القنطرة- العريش" ظهر أمس (السبت)، دون أن يعلم مصير المساعدات الطبية.

 وتواصلت الجهود الدبلوماسية المصرية أمس، لبحث تطورات الأوضاع على الأراضي الفلسطينية، التي تشهد عدواناً إسرائيلياً غاشماً منذ نحو عشرة أيام، حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس (السبت) وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، الذي أعلن دعم بلاده للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وحضر اللقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، والسفير الفرنسي في القاهرة نيكولا جالي.

وجدد شيخ الجامع "الأزهر" أحمد الطيب إدانته الشديدة للعمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي لقطاع "غزة"، واصفاً إياها بـ"الإجرامية" و"البربرية"، مطالباً في بيان رسمي له أمس (السبت) منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ومجلس الأمن وكل المنظمات الحقوقية، بالتحرك السريع والعاجل لمنع العدوان.

دعوات إخوانية

إلى ذلك، واصل ما يسمى "تحالف دعم الشرعية"، الموالي لتنظيم "الإخوان" الإرهابي، دعوة أنصاره إلى التظاهر، ضمن أسبوع ثوري يحمل اسم "لبيك يا غزة"، لإعلان رفض إجراءات رفع الأسعار ورفع الدعم عن المواطنين، متعهدين بتنظيم تظاهرات حاشدة في ذكرى فض اعتصامي ميدان "رابعة العدوية" وميدان "نهضة مصر" منتصف أغسطس من العام الماضي، بينما حذر حزب "الحرية والعدالة" الإخواني من استمرار القضاء المصري في حل الحزب.

وعلق الحزب، في بيان له أمس (السبت)، على ما جاء من توصية من قبل لجنة شؤون الأحزاب إلى المحكمة الإدارية العليا، بحل الحزب بعدما ثبت تورط قياداته في أعمال عنف وقتل، قائلاً: "مستمرون في عملنا ولا نستمد شرعيتنا من لجنة شؤون الأحزاب".

في السياق، قال مصدر أمني مسؤول إن قوات الأمن وضعت خطة أمنية بالتنسيق مع القوات المسلحة لحفظ الأمن في محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة- الجيزة– القليوبية)، تحسباً لدعوات الإخوان بالتظاهر في ذكرى الفض، وأوضح المصدر الذي رفض ذكر اسمه لـ"الجريدة" أن الخطة تعتمد على الانتشار الكثيف للتصدي لأية مسيرات أو تظاهرات تستهدف إحداث الفوضى، مشيراً إلى أن الخطة تتضمن نشر القوات في ميادين "التحرير" و"رابعة العدوية" و"النهضة".

مقتل شرطي

ميدانياً، لقي شرطي مصرعه على يد مسلحين مجهولين في مدينة العريش شمال سيناء، أمس الأول (الجمعة)، وقال مصدر أمني مسؤول إن مسلحين هاجموا الشرطي أثناء قيادته لسيارته الخاصة قرب منزله في منطقة "المساعيد" التابعة لمدينة العريش، وأردوه قتيلاً وفروا هاربين، وكثفت القوات جهودها لضبط مرتكبي الحادث، فيما تمكنت القوات من ضبط قذيفة صاروخية بطول 80 سم ومقدمة صاروخ بطول 20 سم، أثناء تمشيط منطقة حي "الكرامة" شمال العريش.

في غضون ذلك، تمكّن خبراء المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية أمس (الجمعة) من إبطال مفعول خمس اسطوانات غاز معدة للتفجير على شريط السكة الحديد في محافطة الجيزة، وقال مصدر أمني إن بلاغاً من الأهالي جاء بقيام مجهول يستقل "تروسيكل"

-دراجة نارية- بوضع اسطوانات غاز بجوار سور السكة الحديد المجاور لمحطة مترو أنفاق "ساقية مكي"، وبانتقال خبراء المفرقعات، تبين وجود خمس اسطوانات غاز منزلي متصلة بمفجر يدوي، بالإضافة إلى ثلاثة جراكن بنزين بداخلها 60 لترا.

من جانبه، أكد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم خلال زيارته المفاجئة لأقسام الشرطة في محافظة سوهاج أمس (السبت) ضرورة التعامل بكل حزم مع مثيري الشغب والعنف، مشدداً على ضرورة الحذر واليقظة أثناء الخدمة الليلية تحسبا لأية أعمال إرهابية، مشيداً بدور رجال الشرطة في حفظ الأمن، وانتظام دوريات المرور، والالتزام بأقصي درجات ضبط النفس.

تحالفات النواب

برلمانياً، قالت مصادر صحافية إن تحالف "الأمة المصرية" الذي يقوده السياسي المُحنك عمرو موسى، اتخذ قراراً باستبعاد كل من، حزب "الحركة الوطنية" الذي أسسه الفريق أحمد شفيق، وجبهة "مصر بلدي"، لكونهما يضمان رموزاً من أعضاء الحزب الوطني "المنحل".

من جانبه، انتقد المتحدث الرسمي لحزب "الحركة الوطنية"، هشام الهرم، قرار الاستبعاد من التحالف، موضحاً في تصريحات لـ"الجريدة" أن قرار الاستبعاد يعتبر من أشكال الدعاية الانتخابية، مشيراً إلى أنهم لم يطلبوا الانضمام إلى تحالف موسى، وأن المشاورات كانت مع حزب "المؤتمر"، مضيفاً: "سنعمل على الأرض بشكل طبيعي، وردنا عليهم سيكون يوم الانتخابات البرلمانية".

في السياق، توقع نائب رئيس حزب "المؤتمر" صلاح حسب الله صدور قانون تقسيم "الدوائر الانتخابية" منتصف أغسطس المقبل، ما يرجح تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى نهاية العام الجاري، فيما قالت الناشطة السياسية نورالهدي زكي، إن مجموعة من القوى والحركات السياسية ستنظم مؤتمرا صحافيا اليوم (الأحد) لإعلان "وثيقة مستقبل مصر"، التي تتضمن معايير اختيار أعضاء البرلمان، بمقر نقابة الصحافيين.