الحركة على قنوات «يوتيوب» الدرامية في كرّ وفرّ، فهي تزدحم برواد يتجاوز عددهم الملايين خلال شهر رمضان، بهدف مشاهدة المسلسلات في عرضها الأول، وتصبح شبه مهجورة بعد انقضاء الشهر الفضيل. ما سبب هذا الكرّ والفرّ وكيف يقيّمه النقاد والفنانون؟
يبدي وكيل أول نقابة الممثلين في مصر الفنان سامح الصريطي سعادته بوجود قنوات {يوتيوب} تعرض الأعمال الدرامية، معرباً عن أسفه لهجر المشاهدين لها بعد انتهاء العرض الأول، ومؤكداً أن الوسط الفني استفاد من هذا الوسيط الإلكتروني.يطالب الصريطي الدولة بتطبيق حماية لازمة لأصحاب الأعمال الفنية، سواء منتجين أو ممثلين أو ملحنين أو مخرجين، وتفعيل قانون الملكية الفكرية، لمنع عرض أي عمل من دون موافقة أصحابه، على أن يتم توزيع عائد عرض هذه الأعمال على الفنانين المشاركين فيها، مثلما يحدث في الدول الأجنبية، ما يحفظ حق الجميع.يضيف: {ليس من الطبيعي أن يربح اللصوص والقراصنة الإلكترونيون من المسلسلات والأفلام والمسرحيات أكثر من صناعها، من خلال عرضها على قنواتهم ومواقعهم الخاصة}.يوضح الصريطي أن العرض على الإنترنت بمثابة ذاكرة للفن، بعدما ضاعت أعمال كثيرة بسبب الإهمال، وعدم وجود وسائط إعلامية كافية، مبدياً أسفه من ابتعاد المشاهدين عن هذه القنوات طوال العام، خصوصاً أن الأعمال الفنية تفتح وعي المشاهد وتدفعه إلى الأمام دائماً.محاربة اللصوصيرى المنتج ممدوح شاهين أن قنوات «يوتيوب» تسهم في نشر الأعمال الفنية لا سيما الدراما، وتتيح فرصة جيدة لمشاهدة الأعمال المفضلة لدى الناس في الأوقات التي يريدونها.يبدي شاهين أسفه لعزوف المشاهدين عن هذه القنوات، بعد انتهاء موسم العرض الأول، الذي يكون غالباً خلال شهر رمضان، فتصبح خاوية تماماً إلا في حالات نادرة، إذا أراد المشاهدون تذكر مشهد معين أو حلقة بعينها أو لمتابعة عمل لفنانهم المفضل.يرفض شاهين ادعاء البعض بأن قنوات «يوتيوب» تضيع الفرصة على عرض المسلسلات الثاني، مؤكداً أن «الشريحة التي تتابع مواقع الإنترنت مختلفة تماماً عن مشاهدي التلفزيون، بالإضافة إلى أن عرض المسلسلات على قنوات «يوتيوب» الشرعية (مملوكة لأصحاب الحق في العرض)، يقيها من القراصنة الإلكترونيين الذين ينشئون قنوات خاصة بهم، يعرضون عليها أعمالنا، ويربحون من خلال السرقة»، مشيراً إلى أهمية «يوتيوب» بالنسبة إليه، «فحتى لو ظلت هذه القناة مهجورة طوال العام، إلا أنها تقطع الطريق على اللصوص الذين يستغلون عدم وجود قناة شرعية للمسلسل».أحمد شوقي، المشرف على ورشة كتابة مسلسل «كلام على ورق»، يرى أن عرض المسلسلات على الإنترنت يخدمها ويساعد في إيصال رسالتها، «خصوصاً عندما تُعرض على القناة الإلكترونية الشرعية، كما حدث، في رمضان الماضي، مع شركة «الشروق» التي عرضت مسلسل «السبع وصايا» على قناتها الخاصة». يضيف: «أصبح العرض على «يوتيوب» أحد بنود العقد المبرم بين المنتج والقناة الفضائية، ويسعى كل طرف للحصول على هذه الميزة، لما لها من أهمية شديدة للطرفين، بالنسبة إلى «كلام على ورق» فكان الاتفاق على أن تعرضه «قناة النهار» على قناة «يوتيوب» الخاصة بها».يتابع: «كان ثمة خطر من بعض الأشخاص الذين يأخذون نسخة من الحلقات ويضعونها على قنواتهم الخاصة أو منتدياتهم»، موضحاً أن «يوتيوب» أصبح يطبق تقنية جديدة تتيح له حذف أي حلقة منسوخة أو مأخوذة بشكل غير قانوني، أو معروضة في غير مكانها الأصلي، وأن ثمة مواقع أصبحت تشتري الأعمال من منتجيها وتتولى هي تسويقها على الإنترنت، على غرار ما فعل موقع Shahid خلال شهر رمضان الماضي، {ما يجعلنا أمام عملية تجارية ربحية منظمة بحرفية}. يطالب العاملين في الوسط الفني بالتفاعل مع الوسائل التقنية الجديدة، {إذ أصبحت واقعاً وعلينا الاستفادة منها قدر الإمكان، وفي حال ترك هذه الوسائط للمنتفعين فستنهار صناعة الدراما المصرية}.أرشيف ضخمالناقد الفني عصام زكريا يرى أن الدراما العربية استفادت من هذا الوسيط الإعلامي الجديد، «ذلك أن ثمة أشخاصاً لا يستطيعون مشاهدة الأعمال في أوقات عرضها، فيتيح لهم الإنترنت متابعة ما يريدون عندما يسمح لهم وقتهم بذلك».يضيف: «الدرما رابحة معنوياً ومستفيدة من وجود هذه الخدمة، خصوصاً أن ثمة مشاهدين يودون متابعة بعض الأعمال في أي وقت شاؤوا، وهذه ميزة مهمة، حتى وإن كان الإقبال عليها ضعيفاً، بعد انتهاء العرض الأول، فضلا عن عدم وجود فواصل إعلانية تتخلل الحلقات التي تعرض في وقتها الطبيعي وهو 20 دقيقة».يتابع: «أصبح الإنترنت بمثابة أرشيف للأعمال الفنية، فمن يريد مشاهدة أي عمل في أي وقت، عليه أن يضغط على زر واحد، سواء في هاتفه المحمول أو جهاز الكمبيوتر الخاص به»، موضحاً أنه لا يهمه عدد زوار هذه القنوات بعد انتهاء عرضها، بل وجود هذه الأعمال بتصرّف المشاهدين في أي وقت يريدون مشاهدتها.يلاحظ الناقد الفني أحمد سعد الدين أن رواد قنوات «يوتيوب» الدرامية يزدادون بشكل كبير خلال شهر رمضان الذي تكون فيه نسبة زيارة هذه المواقع مذهلة، فيما ينخفض العدد، بشكل كبير، في باقي أيام السنة، وتصبح تلك القنوات مهجورة، وهذا أمر طبيعي جداً.يتابع: «قنوات «يوتيوب» ردة فعل على ما يوجد على الساحة الفنية، سواء كانت برامج جديدة أو أفلاماً أو مسرحيات، يحاول جمهور تلك المواقع متابعة الأعمال أثناء عرضها الأول، ومن الصعب أن نجد متابعين لقنوات المسلسلات على الإنترنت عقب انتهاء الموسم الدرامي إلا في ما ندر».
توابل
قنوات «يوتيوب» الدرامية مهجورة بعد انتهاء عرض المسلسلات الأول
22-08-2014