لبنان: صراخ ماروني لتجنب «الشغور» وعون يصم أذنيه

نشر في 22-05-2014 | 00:03
آخر تحديث 22-05-2014 | 00:03
No Image Caption
جعجع بحث مع الراعي أفكاراً للحيلولة دون الفراغ أو تقصير مدته
يعقد مجلس النواب اللبناني اليوم الجلسة الخامسة من نوعها لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في ظل عدم توصل الفرقاء المتنازعين إلى حل للأزمة. ومن المتوقع أن تلقى الجلسة الخامسة مصير الجلسات السابقة، حيث من شبه المؤكد أن يقاطع نواب "حزب الله" ونواب تكتل "التغيير والإصلاح" الجلسة ما سيفقدها النصاب لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

وتعالت أمس الأصوات المارونية المحذرة من شغور موقع الرئاسة، في محاولة للضغط على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون لدفعه إلى المشاركة في الجلسة، الا أنه لم يصدر أي اشارة من المعسكر العوني الى امكانية حصول تغيير في موقف الكتلة التي قالت أمس الأول، انها لن تشارك إذا لم يحصل توافق على شخصية الرئيس قبل حضور النواب إلى الجلسة.  

وترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صباح أمس اجتماعا للمؤسسات المارونية الثلاث، الرابطة المارونية برئاسة رئيسها النقيب سمير ابي اللمع، والمؤسسة المارونية للانتشار برئاسة رئيسها الوزير السابق ميشال اده، والمجلس العام الماروني برئاسة رئيسه الوزير السابق وديع الخازن، اضافة الى اعضاء المجالس التنفيذية التابعة لها وجرى البحث في الاستحقاق الرئاسي.

وصدر بعد الاجتماع نداء تلاه مدير مكتب الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، وجاء فيه: "بعد الاستماع إلى كلمة صريحة وموثقة من صاحب النيافة حول خطورة المرحلة، وقد وضع فيها المجتمعين في صورة الوقائع والالتزامات التي تمت في حضوره خلال اجتماعات بكركي مع فرقاء سياسيين معنيين، يتبنى المجتمعون مواقف صاحب النيافة التي تؤكد حتمية إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري صونا للميثاق الوطني وتجنبا للفراغ في سدة الرئاسة، وحفاظا على مكون أساسي هو المكون المسيحي".

وزار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس الصرح البطريركي في بكركي، حيث التقى الراعي على مدار ساعة من الوقت، خرج بعدها جعجع ليقول: "من الطبيعي أن أزور صاحب الغبطة بعد عودتي من فرنسا لأضعه في أجواء اللقاءات التي عقدتها هناك، ولاسيما ما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية".

وأضاف: "كان لدي وصاحب الغبطة أسى كبير، كيف سيتعطل النصاب مرة جديدة في جلسة الغد ولن نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن فكرنا كثيراً أنا كمرشح وقوى 14 آذار بماذا يمكننا بعد أن نفعل أكثر مما قمنا به، ولكن في الوقت الحاضر لم نصل الى أي شيء لتجنب الفراغ".

وأمل جعجع "لو أن العماد عون ينزل إلى الجلسة غداً ويحث النواب للتصويت له، وفي حال نال أكثرية الأصوات أي 65 صوتاً أنا سأكون أول من يهنئه، ولكن المقاطعة وتعطيل الانتخابات واللعبة الديمقراطية وعملياً موقع الرئاسة غير مقبول إطلاقاً، ويضعنا أمام حائط مسدود".

وعن طرح البطريرك الراعي التمديد للرئيس ميشال سليمان، أجاب جعجع: "لقد فاتحنا البطريرك بهذا الموضوع، ولكن تبيّن من التعداد أنه لا توجد اكثرية في المجلس النيابي ترغب في تعديل الدستور، وللأسف انتهى الموضوع عند هذا الحدّ، أي انتهى قبل أن يبدأ".

وإذ أعرب عن أسفه من الوصول الى الفراغ مجدداً في سدّة الرئاسة، أعلن جعجع أن "أول ما يجب القيام به بعد الانتهاء من هذا الاستحقاق هو وضع حدّ لهذا التعطيل في الدستور، وهو ما ندرسه للمستقبل، أما في الوقت الحاضر فنفكر بحلول لعدم الوقوع في الفراغ مهما كان الثمن، وكي لا يطول هذا الفراغ، وقد طرحت مع غبطته بعض الأفكار التي لا استطيع الافصاح عنها حالياً".

جلسة الرسالة

وكان المجلس النيابي عقد جلسة أمس لمناقشة الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى المجلس بواسطة الرئيس نبيه بري، وطلب فيها "العمل بما يفرضه الدستور وما توجبه القوانين لاستكمال الاستحقاق الدستوري، تفادياً للمحاذير والمخاطر التي قد تنشأ جراء عدم انتخاب رئيس للجمهورية".

ومقاطعة نواب "كتلة الوفاء للمقاومة" عقّدت الجلسة التي استهلّها بري بتلاوة نص رسالة الرئيس، فبادر النواب إلى التصفيق باستثناء نواب "التغيير والإصلاح". ودعا منسق اللجنة المركزية في "حزب الكتائب" سامي الجميل خلال الجلسة بري إلى "عقد جلسات صباحية ومسائية لانتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 مايو".  

ورد بري على الجميل قائلا: "اعتبر أن هناك جلسة كل دقيقة حتى إذا لم أدعُ إليها إذا كان هناك نصاب ولا ضرورة أن أعين جلسة غدا أو بعد غد، ولكن إذا عرفت أنه أي ساعة يكون هناك تأمين للنصاب، لو في منتصف الليل، فرئاسة المجلس حاضرة أن تكون في خدمة المجلس وهذا أقل من واجباتنا الوطنية"، مضيفا: "إذا حصل الفراغ سأدعو إلى جلسة لانتخاب الرئيس في أول يوم منه".

طهران تستعجل اعتماد سفير جديد

وصل السفير الإيراني الجديد إلى بيروت محمد فتح علي أمس، ليحل مكان السفير غضنفر ركن أبادي، على أن يتسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أوراق اعتماد السفير الجديد اليوم، ليكون آخر سفير يقدم أوراق اعتماده إلى سليمان، الذي ستنتهي ولايته منتصف ليل السبت- الأحد.

واللافت أن فتح علي هو السفير الوحيد الذي يسلم أوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية بهذه السرعة القياسية، باستثناء السفير الأميركي. ولفت مصدر دبلوماسي إلى أن "الاستعجال الإيراني والتجاوب الرئاسي يعود إلى أن السفير الجديد لا يريد انتظار رئيس جديد للجمهورية، الذي قد لا ينتخب في وقت قريب".

back to top