العطية: سياستنا الخارجية غير قابلة للتفاوض

في أول تعليق رسمي بعد قرار السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة، شدد وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية أمس، على أن "سياسات بلاده الخارجية غير قابلة للتفاوض"، في خطوة قد تعقد مساعي التوصل إلى حلحلة للخلاف الخليجي.

وقال العطية، في كلمة خلال جلسة بمعهد الدراسات السياسية في باريس، إن "قطر لا تتبع عقلية المحاوِر السائدة في منطقة الشرق الأوسط، التي يختار الأطراف بموجبها الانضمام إلى معسكر أو آخر بشكل مباشر أو غير مباشر".

وأكد أن "استقلال السياسة الخارجية لدولة قطر هو ببساطة غير قابل للتفاوض، وعليه فأنا أومن إيماناً قوياً بأن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها إخواننا في السعودية والإمارات والبحرين لا علاقة لها بالأمن الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي، وإنما هي نابعة قبل كل شيء من تباين واضح في الآراء بشأن المسائل الدولية".

وتابع وزير الخارجية القطري: "مع أننا نأسف لهذه التصريحات الأخيرة، إلا أنه يحق لنا أيضاً أن يكون لنا رأينا الخاص ووجهة نظرنا الخاصة وقراراتنا الخاصة بنا"، مؤكداً أن "المبدأ الأساسي للسياسة الخارجية لقطر هو التزامها بدعم حق الشعوب في تقرير المصير ودعمها التطلعات نحو إحقاق العدالة والحرية، وينبغي للمرء، في هذا السياق، أن يفهم دعم قطر للديمقراطيات الناشئة التي أعقبت الربيع العربي".

وأوضح العطية أن "قطر تتخذ قراراتها وفق مسار خاص بها، وقد اختارت ألا تبقى على هامش التاريخ، وقررت الاضطلاع بدور كبير في الشؤون العالمية والتواصل مع الدول الأخرى والتوسط في النزاعات والعمل على إنهاء النزاعات العنيفة ورعاية اللاجئين".

في غضون ذلك، دعا مجلس الجامعة العربية، الذي انعقد على المستوى الوزاري أمس الأول في قراره الختامي، الدول التي لم تصادق على الاتفاقيات العربية في مجال التعاون القضائي والأمني، إلى الإسراع بالقيام بذلك والعمل دون إبطاء على تفعيلها وخاصة الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.

وبارك المجلس القرار السعودي القاضي بتصنيف بعض الجماعات منظماتٍ إرهابية، مؤكداً دعمه الكامل لإجراءات "مصر والبحرين في مواجهة الأعمال الإرهابية التي استهدفت النيل من أمنهما واستقرارهما".

إلى ذلك، اعتبرت المنامة قرار الرياض إدراج "الإخوان" جماعةً إرهابية شأناً داخلياً للمملكة. وقالت وزيرة الإعلام والمتحدثة باسم الحكومة البحرينية سميرة رجب، خلال مؤتمرها الصحافي الأسبوعي أمس الأول رداً على سؤال حول وجود توجه مماثل للموقف السعودي، إن "إدراج الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية يعد شأناً داخلياً للمملكة تم اتخاذه ونحن نحترمه".

(باريس، المنامة- قنا، بنا)