ألغاز خوفو تسيطر على الألمان... والفراعنة يقدمون الأدلة

نشر في 05-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 05-12-2013 | 00:01
بعد سرقة خرطوش وعينات من الهرم الأكبر
تمر السنوات ولا يزال لغز الأهرامات المصرية إحدى عجائب الدنيا السبع مستحوذاً على عقول العلماء والباحثين. كم من تجارب وأبحاث أجريت عليها للتشكيك في قدرة القدماء سواء في شأن بنائها أو سكانها من الفراعنة المحنطين في داخلها. أحدث هذه التجارب، أو المحاولات، توجيه وزارة الآثار المصرية أخيراً اتهاماً إلى فريق بحثي ألماني بسرقة خرطوش الملك خوفو من داخل الهرم الأكبر وأخذ عينات لتحليلها والتشكيك في تاريخ بنائه وتاريخ صاحبه.
تم اكتشاف سرقة عينات من خرطوش الملك خوفو، فتقدَّم وزير الدولة لشؤون الآثار في مصر محمد إبراهيم ورئيس قطاع الآثار الدكتور محمد عبد المقصود ببلاغ لنيابات الأموال العامة ضد فريق البحث الألماني والمشاركين معهم من الأثريين المصريين، وتضمن البلاغ سرقة عينات من خرطوش خوفو وعينات من مناطق أخرى داخل منطقة الهرم الأثرية وخارجها.

طالب الجانب المصري بتدخل الحكومة الألمانية واتخاذ إجراءات صارمة ضد السارقين، مع رفض أي نتائج توصل إليها سارقو الخرطوش الذين يشككون في تاريخ بناء الهرم ونسب خوفو وعدم انتمائه إلى الدولة المصرية القديمة.

بدورها، سارعت السفارة الألمانية في القاهرة إلى إدانة ما حدث وأصدرت بياناً دانت فيه أخذ عينات من هرم خوفو وذكرت أن نقل تلك العينات إلى خارج مصر تمّ بمعرفة شخص ألماني يدعى جورليتس ليست له صفة رسمية وليس لديه أي تكليف بأي مهمة رسمية في مصر.

أدلة علمية

 

على الفور أصدر قطاع الآثار المصرية بياناً فنَّد فيه بالأدلة العلمية المزاعم الألمانية التي تشكك في تاريخ بناء هرم خوفو، وأهمها الكشف الأثري الحديث في إحدى المغارات بجبال العين السخنة بمعرفة عالم الآثار الفرنسي تالية العام الماضي 2012، والذي كشف به عدداً كبيراً من البرديات والتي ترجع إلى عصر الملك خوفو مكتوب عليها عدد العمال، وكذا عدد المراكب التي تحمل الأحجار وعدد العمال الذين أنزلوا الأحجار لتشييد الهرم الأكبر في الجيزة، وهذا الكشف عبارة عن يوميات لمهندس الهرم الأكبر وترتيبه للأعمال الإنشائية ووصف لطريقة نقل الأحجار وتشييدها وهو دليل دامغ وأكيد.

وأشار القطاع إلى أن عالم الآثار جورج ريزنز عثر على مقبرة والدة الملك خوفو {حتب حرس} إلى الشرق من هرم خوفو وفيها كنوز هذه الملكة إلى جوار هرم ابنها وكنوزها راهناً معروضة في المتحف المصري في ميدان التحرير. كذلك عثر عالم الآثار فريناند ديبونو على نقوش للملك خوفو في منطقة وادي الحمامات، وهي أيضاً معروضة حالياً في المتحف المصري إلى جانب الكثير من النقوش الصخرية في وادي المغارة في سيناء للملك نفسه.

وبالنسبة إلى الغرافيتي في الحجرات الخمس داخل الهرم الأكبر، أوضح قطاع الآثار المصرية أن عمال خوفو كتبوا الغرافيتي بالحجرات الخمس، ويذكر العام السابع عشر من حكم الملك خوفو وهو مكتوب بالمغرة الحمراء، ومن عادة العمال المصريين القدماء كتابة مثل هذا الغرافيتي على كثير من الحجرات الداخلية للأهرام والمقابر التي يشيدونها وفي أماكن لا تكون ظاهرة. وقد عثر على مثل الغرافيتي وللملك خوفو وبالتاريخ نفسه عند فتح حفرة المركب الثانية حديثا في 2011 وبالمداد الأحمر ذاته، ما يؤكد على تبعية الهرم والمراكب للملك خوفو، وأن محاولة تحليل المداد لن تكون أكيدة علمياً لمحاولة طمس حقيقة أن هرم خوفو الأكبر لا يرجع إلى عصر الدولة القديمة.

ومن جانبه، شدد رئيس القطاع الدكتور محمد عبد المقصود على أن الهرم الأكبر سيظل شاهداً على عظمة المصريين القدماء ومصدر إلهام الكثير من الكتاب والمغامرين وهواة التاريخ ليحيكوا حوله الأساطير والقصص الوهمية والتي تزيد رغم فراغها العلمي من الهوس بالحضارة المصرية القديمة.

وقال إن الهرم الأكبر إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة وقد شيده الملك خوفو {خنوم خوفوي} ثاني ملوك الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة عام 2135 ق.م، ويتلخص الإعجاز المعماري للهرم الأكبر في أنه أكبر مبنى حجري شيدته حضارة قديمة، كذلك يواجه الاتجاهات الأربعة، إلى جانب أن زوايا ميل أضلاع الهرم الأكبر تكاد تكون واحدة وهو مشيد بحوالى اثنين مليون وثلاثمئة ألف كتلة من الحجر الجيري تتراوح أوزانها بين طنين إلى عشرة أطنان.

وأضاف أن هرم خوفو هو الوحيد من بين أهرام مصر الذي يحوي حجرة الدفن في جسم الهرم، والهرم الأكبر محط إعجاب وأنظار كثير من العلماء ومعجزة بنائه يقف أمامها العقل.

آخر العجائب

محاولات فك لغز بناء الأهرام لا تنتهي وتعود إلى عصور قديمة أيضاً، فحينما زارها المؤرخ هيرودوت الملقب بأبي التاريخ كانت من القدم بالنسبة إليه مثلما هو الآن بالنسبة إلينا. فهي موغلة في القدم وفي كتابه {لغز الهرم الأكبر} الصادر عام 1998. ذكر مؤلفه أنطوان بطرس أن أهرامات الجيزة آخر عجائب الدنيا السبع بضخامتها وعلوها الشاهق وإعجازها، لا مجرد قبور لعدد من الأجساد البالية، ولو محنطة، وإنما تجسيد لعقيدة دينية تعتبر أن كل فرعون هو تكرار لأوزيريس، أو ملك إلهي وزمني في مصر، وآيل بالنهاية إلى الخلود بين أبراج النجوم.

ولذلك بنيت الأهرامات في نسق على الأرض، غرب نهر النيل الخالد، يماثل تماماً نسق مجموعة نجوم برج أوريون، في السماء قرب المجرة، ولذلك اعتبر المصريون النيل انعكاساً للمجرة واعتبروا المجرة نيلاً سماوياً، كما اعتبروا الأهرامات أشبه بمنصات إقلاع لروح الفرعون، وأضفوا عليها كل هذه الحسابات المعقدة بحيث تواجه الجهات الأربع الأصلية بمنتهى الدقة وأقاموا فيها كوى تطلع إلى نجوم معينة ترمز في الديانة المصرية إلى البقاء والخلود، فبمعرفة زوايا الكوى الأربع في الهرم الكبير وبالاستعانة بمتون الأهرام التي قدست عدداً من النجوم والأبراج، يتمكن مهندس مدني مستعيناً بكمبيوتر صغير، من أن يثبت تاريخ بناء الأهرامات. وعلى العكس أيضاً فإن معرفة تاريخ بناء الهرم الكبير وحساب زوايا الكوى مكنه من أن يحدد النجوم والأبراج التي توجهت إليها فتحات الكوى وينجح في رسم سيناريو كامل لوظيفة الأهرامات ودورها، كما لو أن مهندس الأهرامات يترك لنا ساعة زمنية نحل بها سر الهرم.  

back to top