السيستاني يحشد «جميع» العراقيين لمواجهة «داعش» والجيش يخسر عشرات الجنود

نشر في 20-06-2014 | 22:08
آخر تحديث 20-06-2014 | 22:08
No Image Caption
• مقتل 30 من «عصائب أهل الحق»... والجهاديون يغنمون مصنعاً للكيماوي
• معارك دامية حول «بيجي» وتركيز على سد الموصل تمهيداً لإعلان حرب المياه
في مواجهة الهجوم الكاسح لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ومحاولته الزحف نحو بغداد، شدد المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني أمس ضغوطه على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، كما دعا جميع العراقيين للاحتشاد لمقاتلة الجهاديين وطردهم من العراق قبل فوات الأوان.

وقال ممثل المرجعية أحمد الصافي، خلال خطبة الجمعة في كربلاء، إن جماعة "الدولة الإسلامية بلاء عظيم ابتليت بها منطقتنا، وإن لم تتم مواجهته وطردها من العراق فسيندم الجميع على ذلك غداً".

وكان السيستاني دعا الأسبوع الماضي العراقيين إلى حمل السلاح ومقاتلة "الإرهابيين"، ما دفع الآلاف من الشيعة فقط إلى التطوع للتدرب على حمل السلاح ومساندة القوات الحكومية في معاركها مع هذا التنظيم الذي يعتبر أقوى مجموعة جهادية تقاتل في العراق وسورية.

وقال الصافي إن "هذه الدعوة كانت موجهة إلى جميع المواطنين من غير اختصاص طائفة بعينها، وذلك بهدف الاستعداد والتهيؤ لمواجهة الجماعة التكفيرية المسماة داعش التي أصبح لها اليد العليا والحضور الأقوى في ما يجري في عدة محافظات".

ودعا السيستاني، بحسب الصافي، إلى تشكيل حكومة جديدة تحظى بقبول وطني واسع و"تتدارك الأخطاء السابقة"، في ما بدا أن كلامه موجه إلى نوري المالكي الذي يسعى إلى ولاية ثالثة ويواجه اتهامات متزايدة بتهميش السُّنة.

إلى ذلك، خسرت القوات العراقية أمس عشرات الجنود في مواجهات دامية مع "داعش"، الذي ضاعف عملياته الهادفة إلى الاستيلاء على سد الموصل من أجل فتح جبهة جديدة وإعلان بدء حرب المياه.

وفي حين سيطر مقاتلو "داعش" على مصنع المثنى السابق لإنتاج الأسلحة الكيماوية الذي يعود إلى نظام صدام حسين غرب بغداد، أفاد عقيد في الجيش العراقي أمس بمقتل 34 عنصراً من القوات الحكومية في اشتباكات تلت هجوماً استمر يوماً كاملاً على مواقع للجيش من قبل مسلحين مدججين بالسلاح.

كما تكبدت جماعة عصائب أهل الحق الشيعية، التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية 30 عنصراً خلال تصديهم لمحاولة اقتحام مسلحي التنظيم قضاء المقدادية الواقع إلى الشمال من مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) مركز محافظة ديالى.

من جهة ثانية، يترقب "داعش" الفرصة للاستيلاء على سد الموصل على نهر دجلة، منطلقاً من تجربته مع سد الفلوجة على نهر الفرات الذي أحكم قبضته عليه وأغلق جميع القنوات المغذية للنهر إلى مدن وسط وجنوبي البلاد.

وإذا تمكن مسلحو "داعش" من تحقيق خطتهم والتمكن من السد فسيمثل ذلك أكبر ضغط على حكومة نوري المالكي، الذي بات على مفترق طرق في ظل استمرار سقوط المدن العراقية على نطاق واسع في يد الجهاديين.

واستمر القتال الدامي أمس حول مصفاة بيجي التي تعد أكبر مصفاة نفطية في العراق في حين نفذت طائرات إف-18 الهجومية الأميركية عدة طلعات استطلاعية لمراقبة تحركات المسلحين.

ومع توسع خطط الهجوم لدى المجاهدين، دعا خمسة متشددين، قيل إنهم يحملون الجنسيتين البريطانية والاسترالية، المسلمين إلى الجهاد في مقطع فيديو جديد بثه تنظيم الدولة الإسلامية أمس، مؤكدين عدم اعترافهم بالحدود وإعدادهم العدة للانتقال من سورية إلى جبهة العراق.

وفي كركوك، أطلق مسلحو "داعش" سراح أكثر من 40 عاملاً أجنبياً كانوا يحتجزونهم رهائن منذ أربعة أيام بالقرب من المدينة الغنية بالنفط.

وفي الضلوعية، قُتلت امرأة وأصيب أربعة آخرون بينهم طفل أمس عندما استهدفت مروحية عسكرية عراقية منازل في الناحية الواقعة على بعد 90 كلم شمال بغداد.

وفي أربيل، كشف وكيل وزارة البيشمركة إقليم كردستان أنور حاجي عثمان أمس عن تمكن القوات الحكومية من السيطرة على كل شبر من الأراضي الكردستانية، الواقعة خارج إدارة الإقليم، بهدف حمايتها من أي هجوم أو اعتداء محتمل من قبل المجموعات المتطرفة.

وأكد عثمان، في حديث لوكالة "باسنيوز" الكردية على أن "البيشمركة لن تنسحب من الأراضي التي دخلت إليها"، مشدداً على أن "المجموعات الإرهابية اخترقت الجيش العراقي خلال السنوات العشر الأخيرة وتغلغلت في شرايينه الرئيسية".

دولياً، وبينما حذرت الحكومة الألمانية من تحول حدة النزاعات في العراق إلى حرب أهلية ومذهبية، دعت فرنسا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية "مع المالكي أو بدونه".

ووصف وزير الخارجية لوران فابيوس الوضع في العراق بأنه "بالغ الخطورة"، متهماً المالكي أنه لم يرفض التحالف مع العشائر السنية فحسب بل "لاحقها بطريقة غير مناسبة على الإطلاق".

back to top