أكد وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف ان تصريح وكيلة وزارة التربية عن رغبتها في ادخال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة في مادة الرياضيات اسيء فهمه، مبيناً أن المقصود منه تعزيز القيم الدينية لدى المتعلمين.

Ad

وقال الحجرف، ردا على سؤال للنائب صالح عاشور، إن  "التربية في كل مكان تتركز على أصول ثابتة تحدد مسارها واتجاهاتها ومضامينها، وتعد الأصول الدينية أهمها على الإطلاق، وهذا يأتي من خلال هدفها الشامل، ونعني بذلك اعداد المواطن الصالح، وبما ان دولة الكويت عربية الانتماء اسلامية العقيدة نجدها تحرص أشد الحرص على تنمية القيم الاسلامية وتعزيزها لدى المتعلمين، وذلك لتهيئتهم للحياة والعمل، وعليه سارت منذ اكثر من قرن على هذا النهج القويم".

وأضاف: "من هذا التمهيد ننتقل الى تصريح الوكيلة مريم الوتيد الذي أسيء فهمه، وحمل اكثر مما يمكن ان يحمل، حيث ظن بعضهم انه سيتم تدريس التربية الاسلامية عن طريق الرياضيات او المواد الاخرى، ولكن المقصود اننا نسعى لتعزيز القيم الدينية لدى المتعلمين، وذلك بتضمينها حسب سياقها وموقعها من المجالات الدراسية، ونقول تجنبا للقسر والادماج غير المنطقي، ولكن عندما تكون هناك آية قرآنية او حديث نبوي يعزز الدرس فلا مانع من ذكرهما او تناولهما بما يحفظ السياق المنطقي والعلمي للمادة".

 

ربط منطقي

 

وتابع الحجرف: "على سبيل المثال، قد يكون الموضوع عن الحساب والعدد او حركة الشمس والقمر، فبإمكان المعلم ان يذكر الآية الكريمة (ولتعلموا عدد السنين والحساب)، وهذا ينسحب على جميع الموضوعات"، مؤكداً أن "الغاية هنا ربط موضوعات الدروس بصورة منطقية تكاملية وهذا ايضا انسجاما مع اهداف التربية في الدولة".

وأوضح أن ذلك يأتي تماشيا مع استراتيجية التعليم في دولة الكويت (2005 – 2025) والتي تستهدف "تأكيد النسق القيمي العام للمجتمع الناتج عن تفاعل الخصوصية الثقافية مع متغيرات العصر والظروف التي يعيشها المجتمع".

وعن المشاركة في مسابقات الرياضيات قال الحجرف إن الكويت شاركت في دراسة التوجهات العالمية للرياضيات والعلوم، بصورة شبه دورية، حيث شاركت عام 1995، ثم انقطعت، وتلتها مشاركتان متتابعتان عامي 2007 و2011، وهي تتم كل اربع سنوات، مبيناً أن هذه المشاركة تستهدف تحديد موضع دولة الكويت من باقي دول العالم في مختلف العناصر التربوية "الطالب ـ المعلم ـ المنهج الدراسي ـ الإدارة المدرسية ـ التقويم والقياس".

 

مستويات متقاربة

 

وفي ما يخص ترتيب دولة الكويت في مجال الرياضيات بالنسبة إلى دول الخليج والدول العربية، قال إن "النتائج بين دول الدول متقاربة تماما في النقاط، حيث ان معيارها يقدر بالنقاط، فالمستوى الأقل من المتوسط هو ما يكون تحت 500 نقطة، وجميع الدول العربية تحت هذا المعيار، وبناء عليه فإن وزارة التربية في دولة الكويت قامت بتطوير المناهج بعد نتائج الدراسة لعام 2007، ثم شاركت في الدراسة في عام 2011 بعد تطبيق المناهج المطورة على الصف الرابع الابتدائي، وقد تحسنت النتائج بشكل ملحوظ بعد ان شاركت دولة الكويت بالصف الرابع الابتدائي".

ولفت إلى أن دولة الكويت تشارك في مسابقة الأولمبياد الدولي لمادة الرياضيات بصورة دورية بمجموعة من الطلاب، وهذه المسابقة تتم بعدد محدود من الطلاب لا يتجاوز ستة، وبالتالي لا يعكس المستوى الفعلي للطلاب، حيث إن المشاركة اختيارية وليست اجبارية، ولم تشارك دولة الكويت في العام الماضي نتيجة لاعتذار مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عن تقديم الدعم المالي المطلوب للوفد.

 

لا تغيير للكتب

 

وشدد الحجرف على انه لن تغير كتب الرياضيات او تستبدل بغيرها، ولكن قد يتم إدخال بعض التعديلات ان دعت الحاجة اليها بما يخدم أهداف التربية والمجال الدراسي دون الإخلال بالمادة وطبيعتها المعرفية، أما بالنسبة لطباعة الكتب بعد التعديل فوزارة التربية ستقوم بها لأن حقوق الملكية لها، وذلك عن طريق المناقصات العامة.

واختتم إجابته قائلا "بالنسبة لتجارب الدول في هذا المجال نفيد بأن لكل دولة خصوصيتها الثقافية والتربوية، وهذا يعود إلى مرجعيتها المعرفية، فبعض الدول قد يكون التعليم لديها ذا توجه ليبرالي أو علماني أو ديني، وهذا يرتبط بطبيعة توجهات الدولة والتركيبة السكانية، أما بالنسبة للدول العربية والإسلامية، فمعظمها تضع في مقدمة أهدافها القيم الدينية مع اختلاف طريقة العرض والتدريس والادماج، لذلك لا يمكن القول إن ما تم طرحه هو نوع من التجربة، وذلك لأنها جزء من التربية وعملها".