الأسد يسمح لاثنين بمنافسته... ويتأهب لاستعادة حمص

نشر في 05-05-2014 | 00:08
آخر تحديث 05-05-2014 | 00:08
60 ألفاً يفرون من «حروب الجهاديين» في دير الزور... و«النصرة» تمتثل للظواهري بشروط وتعتقل النعمة
مضى النظام السوري في مشروع «استفتاء الرئاسة» وأعلن أمس السماح لمرشحَين بمنافسة الرئيس بشار الأسد، في حين تتجه الأنظار إلى حمص اليوم، حيث من المتوقع أن ينسحب منها مقاتلو المعارضة بموجب اتفاق وُقِّع أمس مع النظام.

مع اكتسابه نقاطاً جديدة في حمص وريف دمشق على حساب كتائب المعارضة المتناحرة في الرقة ودير الزور وأخيراً درعا، أعطى النظام السوري أمس الضوء الأخضر لدخول مرشحَين اثنين، من أصل 23 تقدموا بطلبات لمنافسة الرئيس الحالي بشار الأسد، سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 يونيو المقبل.

وقالت المحكمة الدستورية العليا أمس، في بيان تلاه الناطق الرسمي باسمها ماجد الخضرة وبثه التلفزيون الرسمي مباشرة، «بعد إقفال باب الترشح للانتخابات الرئاسية وورود الصندوق من مجلس الشعب الحاوي تأييد أعضائه لمن تقدم بطلب ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية تعلن المحكمة الدستورية العليا عن نتائج قبول طلبات الترشح المقدمة من السادة التالية أسماؤهم وذلك حسب تسلسل قيد طلباتهم: ماهر عبدالحفيظ حجار، وحسان عبدالله النوري، وبشار حافظ الأسد». وإذ رفضت المحكمة باقي طلبات الترشح المقدمة، والبالغ عددها 21، «بالنظر الى عدم استيفائها الشروط الدستورية والقانونية»، أكد الخضرة انه «يحق لمن رفض طلبه التظلم أمام المحكمة خلال ثلاثة أيام تبدأ من يوم الاثنين 5 مايو حتى نهاية دوام يوم الأربعاء 7 مايو».

وأهابت المحكمة «بالمواطنين المؤيدين لأي من المرشحين الثلاثة عدم ممارسة أي نشاط أو مظاهر إعلامية أو إعلانية قبل صدور الاعلان النهائي لأسماء المقبولين» المقرر بعد تاريخ البت بالطعون المقدمة.

مساعدة وسيادة

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الأسد تشديده على «ضرورة زيادة التعاون بين الوزارات والجهات العاملة بالشأن الإنساني وإلى أهمية إيصال المساعدات من دون تأخير ومتابعة العمل ميدانيا مع جميع الجهات المعنية داخلياً وخارجياً من دون المساس بالسيادة الوطنية».

تسليم حمص

في الأثناء، وقع ممثلون عن كتائب المعارضة والنظام اتفاقاً على انسحاب مقاتليهم من وسط مدينة حمص المحاصر منذ نحو سنتين.

وقال أحد المفاوضين قدم نفسه باسم أبو الحارث عبر الانترنت «تم توقيع اتفاق بين ممثلين عن الثوار وآخرين عن النظام في حضور دبلوماسي إيراني، من أجل خروج المقاتلين من حمص القديمة»، مضيفاً أن «الباقي هو التنفيذ».

وينص الاتفاق على «خروج جميع المحاصرين الذين يبلغ تعدادهم نحو 2250 شخصاً» من أحياء حمص القديمة مقابل «الافراج عما يقارب من سبعين أسيراً لدى الجبهة الإسلامية إيرانيين ولبنانيين».

كما ينص الاتفاق على «خروج المقاتلين مع عائلاتهم» و»بسلاحهم الفردي وحقائب السفر» بواسطة باصات «ترافقها دوريات شرطة من النظام باتجاه الريف الشمالي». وسيتم، بحسب النص، «نقل المصابين بسيارات الهلال الاحمر بعد موافقتهم».

معركة المليحة

ميدانياً، أحرزت القوات النظامية مزيداً من التقدم أمس في بلدة المليحة، أحد معاقل المعارضة في ريف دمشق. وأفاد مصدر أمني في دمشق وكالة فرانس برس بأن «الجزء الأكبر من المليحة أصبح في عهدة الجيش، بالإضافة إلى المزارع المحيطة ومداخل البلدة والمحاور المؤدية إليها والطرق التي تصلها بالبلدات المجاورة». وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن «القوات النظامية وصلت الى مركز المدينة وأن حزب الله اللبناني يلعب الدور الأساسي في المعركة»، مشيراً إلى أن «استعادة المليحة عنصر مهم جداً للنظام لتعزيز الأمن في بلدة جرمانا» المجاورة التي تقطنها غالبية مسيحية ودرزية.

«حروب الجهاديين»

وكشف المرصد السوري عن فرار ما لا يقل عن 60 ألف شخص من المعارك الجارية بين الكتائب الإسلامية الجهادية في محافظة دير الزور شرق سورية.

وتكثفت المعارك أمس الأول خصوصاً بين جبهة النصرة التابعة للقاعدة، وبين تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش). وقال المرصد: «تشهد بلدة البصيرة التي يقطنها أكثر من 35 ألف مواطن وقرية أبريهة التي يقطنها أكثر من 12 ألف مواطن، وقرية الزر التي يقطنها نحو 15 ألف مواطن حالة نزوح شبه كاملة بسبب الاشتباكات الجارية في المنطقة».

وأضاف أن مقاتلي النصرة أحرقوا الكثير من المنازل في البصيرة، في حين قام «داعش» بالشيء ذاته في قرية أبريهة.

امتثال مشروط

لكن «جبهة النصرة» أعلنت أمس امتثالها لأوامر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بوقف القتال ضد «داعش»، مشيرة إلى أنها لن تبادر بالاعتداء، لكنها سترد على اعتداءات هذا التنظيم.

وبحسب بيان موقع من «النصرة» ووزعته مؤسسة المنارة للإنتاج الإعلامي على مواقع جهادية، «في الوقت الذي تعلن جماعة الدولة وقف عدوانها على المسلمين، فإن إطلاق النار من جهتنا سيتوقف تلقائياً»، مشددة على الامتثال لأمر الظواهري في شأن انشاء محكمة شرعية لبت الخلافات بين الطرفين «فور تشكيلها». وكذلك وافقت «النصرة» على دعوة «الكف عن التراشق في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي».

اعتقال النعمة

وفي أوج الاقتتال مع «داعش»، قامت «النصرة» بفتح جبهة موازية باعتقالها مساء أمس الأول قائد مجلس درعا العسكري العقيد أحمد النعمة وخمسة آخرين من قادة كتائب وألوية مقاتلة.

وأفاد المرصد السوري أمس بأن «النصرة» لاتزال تعتقل النعمة ومن معه من قادة، مبيناً أنها سوف تحيلهم إلى «المحكمة الشرعية بتهمة تسليم بلدة خربة غزالة إلى القوات النظامية».

وبحسب المرصد، عمل العقيد النعمة قبل أيام على توحيد الكتائب المقاتلة في محافظة درعا، وتحدث بأحد المجالس قبل عدة أيام عن ضرورة توحيد العمل، وأن الذي سيحكم سورية هو «الجيش الحر المنظم» الذي يؤمن بالديمقراطية والدولة المدنية وصولاً إلى صناديق الاقتراع لا «المتطرفون الذين يقومون بقطع الرؤوس ويسوق لهم بالخارج».

وأسس مقاتلون معارضون قبل شهرين تقريباً، ما يسمى «الجبهة الجنوبية» التي تضم نحو 30 ألف مقاتل من أكثر من 55 كتيبة، مسرح عملياتها من الحدود الأردنية حتى أطراف دمشق ومرتفعات الجولان.

(دمشق، عمان - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top