لبنان: أرصدة عون الرئاسية مرتفعة
«مصالحة بريح» تتوج ولاية سليمان وتحتفي بـ «الوسطيين»
قبيل انتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال سليمان الأحد المقبل، وعلى وقع التقارب السعودي ـ الإيراني، بدا أمس أن أرصدة زعيم «التيار الوطني الحر» رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون للوصول إلى سدة الرئاسة مرتفعة جداً.ويبدو أن تيار «المستقبل»، الناخب الأكبر في «قوى 14 آذار»، بات يعتبر إيصال عون إلى الرئاسة أمراً قابلاً للتحقق.
وأفادت مصادر، اطلعت على فحوى الاجتماع الذي جرى مساء أمس الأول في باريس بين زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع المرشح الرئاسي الوحيد المعلن لرئاسة الجمهورية، بأن الحريري وضع جعجع في هذه الأجواء، وأبلغه بأن احتمال وصول عون إلى الرئاسة هو احتمال جدي ومطروح. غير أن المصادر أكدت أن تبني الحريري لعون لم يصبح نهائياً بعد، وأن الموضوع يحتاج إلى يومين أو ثلاثة لتنضج التسوية كاملة، وأن احتمالات الفشل موجودة.إلى ذلك، تحول مشهد المصالحة في بلدة بريح في الشوف أمس إلى فرصة للاحتفاء بولاية الرئيس ميشال سليمان، وأيضا فرصة للإشادة بالتحالف بين زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس سليمان تحت عنوان «الوسطيين»، وهو العنوان الذي، بحسب البعض، جنّب لبنان أزمة كبيرة، بعد أن قام «حزب الله» بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري في يناير 2011.سليمانوفي كلمة له، خلال حفل المصالحة والعودة في بريح، دعا سليمان إلى «ضرورة الابتعاد عن صراعات المحاور الخارجية والإقلاع عن وهم الاستعانة بالخارج لتحقيق غلبة في الداخل»، مجدداً تمسكه بـ»إعلان بعبدا» وحصر السلاح بيد الدولة لـ»تحييد لبنان عن نزاع المحاور الإقليمية والدولية».وأشاد سليمان بجنبلاط، قائلاً: «كان خير شريك وداعم لمسيرتي الرئاسية، ولعب دوراً كبيراً في التوافق على المواضيع الميثاقية كافة، وكان أبرزها في جلسة الحوار الأخيرة، حيث جرى حسم ما يتم تداوله عن مؤتمر تأسيسي للتأكيد على استكمال تطبيق (الطائف) مع المحافظة على المناصفة في المجلس النيابي».وقال سليمان، في كلمة له في قصر المختارة حيث أولم جنبلاط على شرفه: «مع جنبلاط تعاونّا في الرئاسة، وفي الحوار، وجنبلاط وقف إلى جانبي في الأزمات الكبرى، في حرب تموز (يوليو) وعندما قدت جنوداً إلى الجنوب، وهو وقف إلى جانبي وإلى جانب الجيش في نهر البارد»، مضيفاً: «سيستمر التعاون مع جنبلاط، وما فعلناه سوياً يجب أن نحافظ عليه، ولن نسمح لأحد أن يستبيح الثوابت التي تكلمنا عنها»، واصفاً جنبلاط بأنه «بيضة قبان في الوضع في لبنان»، قائلاً: «بيت الدين والمختارة بيضتان». من ناحيته، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في كلمة في بريح، اللبنانيين إلى «شجاعة الاجتماع معاً»، مشدداً على «أننا بحاجة إلى رئيس للجمهورية يواصل خط رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ويبدأ من حيث وصل بالبلاد».أما جنبلاط، فقال في كلمته: «اليوم يتم، برعاية سليمان، اختتام الجرح الأخير والأليم من حرب الآخرين على أرضنا، ونقفل صفحة سوداء من صراع عبثي فرّق بين أفراد القرية الواحدة، ونفتح صفحة جديدة من العيش المشترك المبني على الاحترام، وتثبيت التنوع، وطي صفحة الماضي وفتح صفحة المستقبل، بما تعنيه من انفتاح وتلاقٍ ومحبة، ونختم عهداً حافلاً بالنجاحات، استطاع خلالها سليمان قيادة السفينة بالحكمة والشجاعة، الأمر الذي نال إعجاب العالم، ووضع أسساً واضحة للسياسة الدفاعية التي تحمي لبنان وترسي إمرة الدولة وهو إعلان بعبدا»، مشدداً على أن «خيار الوسطية والاعتدال والحوار يثبت يوماً بعد يوم صوابيته في مواجهة تناحر الأضداد ويكرس تثبيت نهج الدولة».جنبلاط ينصب عون رئيساً بزلة لساننصب الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» ميشال عون رئيسا للبنان بزلة لسان أثارت ضحكات عارمة من الحضور وفي مقدمتهم الرئيس اللبناني ميشال سليمان والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وذلك خلال احتفال مصالحة بريح.وقال جنبلاط فى مطلع كلمته: «برعاية رئيس البلاد ميشال عون...» بدلاً من سليمان، وبعد أن انغمس الحضور فى الضحك العارم والتصفيق، استدرك جنبلاط قائلا: «هذه غلطة... على كثرة ما نحلم فيه في الليل (عون)... وليس لكي يأتي رئيساً»، الأمر الذى أثار موجة ضحك ثانية وتصفيقاً أشد، واعتبره مراقبون رسالة تفيد بأن زعيم المختارة لا يزال متحفظاً على وصول عون إلى الرئاسة.وكان لافتا أن سليمان، الذي تنتهي ولايته يوم الأحد المقبل في 25 مايو الجاري، كان أكثر المنهمكين فى الضحك، وصفق بشدة لجنبلاط.