التنظيم يسيطر على الفلوجة... والمالكي يتهم دولة خليجية بدعمه

Ad

بدا أمس كأن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) قوة إقليمية عظمى تحارب في ثلاث دول، وتواجه في الوقت نفسه أطرافاً متناقضة، حيث تحارب عناصر التنظيم في سورية نظام بشار الأسد والمعارضة المناهضة له، وفي العراق قوات حكومة نوري المالكي والعشائر المعارضة له، فضلاً عن حربه على "حزب الله" في لبنان.

وأعلن "داعش" أمس مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدف منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية الخميس الفائت، مضيفاً، في بيان، أن "ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ تمكّن ﻣﻦ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ (في إشارة إلى حزب الله) ﻭﺩﻙّ ﻣﻌﻘﻠﻪ ﺑﻌﻘﺮ ﺩﺍﺭﻩ، في ﻤﺎ ﻳﺴﻤّﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮﺑﻊ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﺒﻴﺮﻭﺕ"، محذراً من أن هذا "ﺩﻓﻌﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ".

وفي سورية، توسع القتال بين كتائب المعارضة السورية المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد وعناصر "داعش" في محافظتي إدلب وحلب اللتين تخضعان في معظمهما للمعارضة.

وتعهدت كتائب معارِضة، في مقدمتها "جبهة ثوار سورية" و"جيش المجاهدين"، بطرد "داعش" من البلاد، وخيّرته بين حلّ نفسه، وانخراط عناصره في الكتائب المعارضة أو الحرب المفتوحة.

وأفادت تقارير ميدانية بأن الكتائب المعارضة قتلت العشرات من عناصر "داعش" في اليومين الأخيرين، بينهم أميرا التنظيم في الأتارب وسلقين، وسيطرت على مقراته في عدد من المناطق، وتمكنت من طرد عناصره من معظم ريف إدلب. وأعلن الائتلاف السوري المعارض دعمه للكتائب التي تقاتل "داعش"، مجدداً اتهامه للتنظيم بالعمل لمصلحة نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي العراق، تمكّن مقاتلو العشائر من الدخول إلى بعض أطراف مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، وذلك بعد أن سيطر عليها تنظيم "داعش" تماماً في وقت سابق، حسبما أفاد مصدر حكومي عراقي.

وأكدت وكالة "فرانس برس" أن "القوات التي تسيطر على مدينة الفلوجة بشكل كامل هي من تنظيم القاعدة"، مشيرة إلى أن "قوات الأمن العراقية وقوات الصحوة ليست موجودة في الفلوجة".

وذكرت الوكالة أن "اشتباكات متقطعة تدور عند أطرافها" بعد يوم دامٍ شهدت خلاله الفلوجة والرمادي اشتباكات بين عناصر "داعش" والشرطة مدعومة بمسلحي العشائر، تخللها قصف مناطق من قبل قوات الجيش خارج المدينتين، ما أدى إلى مقتل 32 مدنياً، و71 من مقاتلي "الدولة الإسلامية".

في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أن القوات الأمنية ستواصل عملياتها في الأنبار، لافتاً إلى أن "داعش" كان ينوي إعلان دولة مستقلة غرب البلاد "بدعم من دولة خليجية" لم يسمّها.

 (بيروت، دمشق، بغداد ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، كونا)