وسط المعارك العنيفة الدائرة في شمال غرب محافظة اللاذقية السورية حيث يحاول مقاتلو المعارضة الوصول إلى منفذ على البحر واستكمال سيطرتهم على الحدود مع تركيا، أسقطت الدفاعات الجوية التركية أمس طائرة حربية سورية قرب معبر كسب الحدودي الذي تحاول المعارضة السيطرة عليه منذ يوم الجمعة الماضي.

Ad

وأوضح الجيش التركي أنه حذر طائرتين مقاتلتين سوريتين كانتا تقتربان من الحدود وأمرهما بالعودة، وعندما رفضت إحداهما الانصياع، أصدر أمراً لمقاتلات من طراز "إف-16" بالتحليق واستهدافها على الفور.

وهنأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رئيس هيئة الأركان والقوات المسلحة على نجاح العملية، محذراً نظام الأسد من أن "الرد سيكون من الآن قاسياً إذا انتهكتم مجالنا الجوي" مجدداً.

وأكدت دمشق تدمير طائرتها، مشيرة إلى أن الطيار "تمكن من الهبوط بالمظلة".

واعتبر مصدر عسكري سوري العملية "اعتداء سافراً يؤكد دعم أردوغان للمجموعات الإرهابية"، لافتاً إلى أن "المقاتلة استهدفت أثناء ملاحقتها العصابات الإرهابية داخل سورية في منطقة كسب في ريف اللاذقية".

وأفاد المصدر بأن "العدوان التركي شمل أيضاً قصفاً بالدبابات والمدفعية للأراضي السورية لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة من الأراضي التركية إلى داخل سورية".

وكانت دمشق قدمت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد تركيا أمس الأول، متهمة أنقرة بأنها سمحت لمقاتلي المعارضة بالتسلل إلى ريف اللاذقية الشمالي الغربي.

وأفاد مراقبون بأن الخطوة التركية تُظهر تصميماً تركياً مدعوماً من بعض الدول العربية على تثبيت سيطرة المعارضة السورية على الشمال السوري بما في ذلك الحدود مع  تركيا، لمنع محاصرة المعارضة بعد سيطرة قوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني على معظم المعابر الحدودية مع لبنان.  

يذكر أن طائرات حربية تركية أسقطت العام الماضي مروحية سورية، قالت أنقرة إنها رصدتها على مسافة كيلومترين داخل المجال الجوي التركي، كما أسقطت دمشق في يونيو 2012 مقاتلة تركية، قائلة إنها خرقت مجالها الجوي فوق مياه البحر المتوسط.

(دمشق، أنقرة- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)