«مايا» لا يزال العرض الأقوى في «الفجيرة للمونودراما»

نشر في 24-01-2014 | 00:02
آخر تحديث 24-01-2014 | 00:02
جناتي قدمت إمكاناتها المذهلة لفظاً وتلويناً وجسداً

شاركت كل من الجزائر وجنوب إفريقيا وعمان لأول مرة في عروض مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما السادس.
بعد مرور ليلتين من عروض مهرجان الفجيرة للمونودراما، لايزال العرض الجزائري «مايا» أقوى الأعمال حتى الآن، من حيث الشكل والمضمون والتقنيات العالية.

واستهل العرض الإماراتي «البحث عن عزيزة سليمان»، تأليف الراحل عاطف الفراية، وإخراج أسعد فضة، وأداء الفنانة أمل عرفة، أعمال المهرجان، وهذا النص هو الفائز بالمركز في مسابقة نصوص المونودراما العربية، وكان العرض رتيبا، وأداء عرفة لم يكن في مستواها الذي نعرفه، فبعض الجمل الحوارية كانت غير مفهومة، ولم تصلنا، وهذه مشكلة كبيرة في أدوات توصيل الممثل.

شهرة كبيرة

ويحكي العمل عن الممثلة عزيزة سليمان، التي اكتسبت شهرة كبيرة بعد الأدوار العظيمة التي قدمتها خلال مشوارها الفني، حتى نالت لقب النجمة الذي أنساها اسمها الحقيقي، وتقع في فخ الشهرة، ثم تستيقظ من حلمها الجميل على اسمها الحقيقي، بعد أن عزف عنها الجمهور ونسيها وأهملها الجميع حتى زوجها، بعد إصابتها بعاهات مستديمة إثر حادث ألم بها.

ويبقى شخص واحد هو الوحيد الذي يدوام على إرسال الورود لها صباح كل جمعة في دار المسنين التي آلت إليها، إنه ذلك الشاب الذي كان يعمل خبازا في حيها القديم، وقد تقدم لخطبتها فرفضته، لأنه خباز، ومع ذلك ظل يعشقها حتى مات وانقطع الورد عنها.

والعرض الثاني كان للجزائر، وهو بعنوان «مايا» للمؤلف والمخرج بوسهلة هواري والممثلة جناتي سعاد، وهو يحكي قصة فتاة جزائرية متواضعة، بدأت أحداثها من الجزائر إلى بلد الأندلس بلد الغجر والغجريات من شارع الفنانين في بلاد الفنانين، من شارع الرمال ببرشلونة.

ومن معهد بيت العالم تحكي مايا، كيف غامرت «حرقت» كيف عاشت هنا وهناك، كيف عشقت وغنت ورقصت الفلامينكو، وتقدم حكايتها بكل اللغات، بصدق وإحساس، تضحك، تبكي، تشخص وتتقمص كل ما صادفته.

معادلة إيقاعية

ويعتبر «مايا» من افضل العروض، حيث تكاملت فيه كل العناصر، وأظهرت فيه الممثلة امكانات مذهلة على صعيد الأداء لفظا وتلوينا وجسدا، إضافة إلى مخرج يعرف كيفية التعامل مع عرض من نوع المونودراما، واستطاع تحقيق معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، ونجح في تقديم الفرجة والمتعة.

أما العرض الثالث فكان لجنوب إفريقيا بعنوان «امرأة في الانتظار»، الذي يتناول السيرة الذاتية لامرأة واحدة في رحلة قوية ومظلمة الى قلب الفصل العنصري بجنوب افريقيا، حيث سردت ثيمبي متشالي جونز ذكرياتها وقادتنا الى طفولتها الريفية وهي تنتظر رؤية والدتها مرة واحدة في السنة، والى انتقالها من سنوات الطفولة الى ضجيج الحياة الحضرية، وادراكها التدريجي لما كانت والدتها تتحمله من ذل ومهانة في سبيل اعالة أسرتها، ثم وصلت بنا «ثيمبي» الى سنوات حياتها كخادمة، تاركة طفلها كي ترعى اطفال الآخرين تماما كما كانت والدتها مجبرة على تركها في الماضي.

وكان العرض الرابع لسلطنة عمان بعنوان «مجرد نفايات»، تأليف قاسم مطرود، تمثيل عبدالحكيم الصالحي، إخراج خالد العامري، وهو مسرحية تراجيدية تحكي قضية الخيانة العظمى، والى اي مدى يمكن ان تصل هذه الخيانة بمرتكبها لأن يصدر الحكم على ذاته قبل ان يتلقى الحكم من الجهات المعنية.

back to top