مهمل «تستدلون عليه بظل»
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
هذا الديوان ضم أشكالا من جميع المدارس الشعرية وقطف من كل حقولها وأخضعها لحقل من التجارب على الشكل والمضمون ومارس عليها العابا بما يخطر وبما لا يخطر على البال.شعر وقاد أتى من جمر العقل ووهج الروح، لذا بات يعلق ويرسب في قاع وجدان متلقيه، ففيه تشكيل مدهش للصورة ولحركة من يقطن فيها ومن جيشان مشاعر متلاطمة في معانيها، عالم يتموج في طوفان أحداثه ومشاعره، كلها مرصودة من عين كاميرا مخرج ورسام يعيد تقطيع حياتها ويركبها في مونتاج بحسب وجهة نظر جديدة وبث مغزى فلسفي مبطن من إعادة خلقها، فعلاءعبدالهادي حاصل على دكتوراه في الفلسفة والنقد الأدبي تخصص أدب مقارن قسم الدراما والمسرح مما مكنه تماما من فهم ما يقوم به من ألعاب فنية أخضعها لقوانين إدراك وعيه الذي قام بتنسيقها وتشذيبها وتهذيبها بحسب رؤيته وأهدافه منها، لذا جاءت موسومة برسائلها الفلسفية ورؤاها التأملية لهذا الكون ومن فيه.الديوان عميق وثري جدا لا تسعه مقالة صغيرة في صفحة، وكنت أتمنى أن أضع مختارات كثيرة منه، لكن لا مجال يتسع لها، وهذه بعض مقتطفات منه: 1 - هي الظل/ والدهشة الهائلة التي/ سوف تغلي أحلامها/ في عيون الصقور!/ وترشف قهوتها المرمرية/ من هفهفات الحجر/ ثم تسبي القدر/ هي الظل- شبت لأطرافها أعين العاشقين/ فهل تخبو في يدي الحروف؟2 - يطل ويرسو/ على الماء أحدا ويحنو،/ كما كان دوما على الأرض،/ يفتح زنديها للسحاب/ لطمي لما يلتئم،/ لظل سيحبو/ إلى أصله في الغياب!/3 - هذي البحيرة الواهنة/ غامضة... حيرته،/ فذهب إلى الحاسوب... ملتاعا،/ ونسخ لها شجرة... وريحا،/ نسخ لها عشبا ضاحكا،/ ودلوا/ رتب بين جنبيه عطشا!/ نسخ لها ذاتا في لحظة العشق.4 - وهل يبصق الطمي مائي،/ وفي حضن عيني نص ونيل؟5 - قلت لولدي،/ كيف تلائم بين الكلام ووقع الخطى؟/ وهل ملت يوما لموت؟/ وهل «احتفظت» لكل قتيل بظل؟6 - أنا الظل/ كم أجلتني السنون،/ ولما تعبت من الجثة المنزلية/ من رجع سيرتها في رخام القصور/ سألت:/ وهل كل من يختفي من وراء الستائر ليل؟/ لم عند كل ارتفاع جديد/ يخاتلني نص؟7 - على حائط كامل في غرفة نومها لوحة «بوستر» لحديقة ملأها الزهر، كنت أسقي الحديقة بنفسي، وألم ما سقط من ورق الأشجار اليابس فوق السرير، بل كنت أقطف من اللوحة قبل أن تنام قرنفلة بيضاء، لكن العصافير التي لبست أشجارها توقظنا، تفقدني متعتي، فدسست مسمارا في منتصف اللوحة تماما، علقت عليه بندقية صيد، من يومها اختفت العصافير.