"ذات يوم رأيت إحدى صديقاتي تصلي المغرب، ولم أكن أعرف ما هي الصلاة، فسألتها: ماذا تفعلين؟ فقالت: إنني أصلي لله تعالى، فأعدت عليها السؤال: ما هي الصلاة؟ وأي دين تتبعين؟ فأجابتني: إنني مسلمة، وهذه هي فريضة الصلاة على كل مسلم وأخذت تشرح لي ما هو الإسلام، والصلاة، والكثير من السلوكيات الإيجابية التي يأمر بها الإسلام أتباعه"، هكذا تتذكر الدكتورة لينا لارسن أستاذة اللاهوت السابقة بالنرويج قصة دخولها الإسلام، مضيفة: من يومها اتجهت إلى القراءة عن الإسلام في الكتب، وعندما قرأت ما جاء به القرآن وأحاديث الرسول أعلنت أنني على هذا الدين مهما واجهت من صعاب.

Ad

ولم تواجه لارسن أية ضغوط من أهلها نتيجة إسلامها، حيث تقول لـ"الجريدة": أفراد أسرتي لم يعترضوا على اعتناقي الإسلام لأن في أوروبا الناس يقدسون الحريات ومنها الحرية الدينية، حتى أنه لا يوجد إنسان يقول لأبنائه وزوجته تعالوا للكنيسة أو العبادة، وعشت مع أسرتي وأنا كنت أعترض على أنواع معينة من الطعام وكنت أرفض تناولها مثل لحم الخنزير، وهم أيضا أي أعضاء الأسرة اعترضوا على ارتدائي للحجاب وبالرغم من ذلك أصررت على موقفي بحجة أنه حرية ولا أحد يستطيع سلبي هذه الحرية.

حياتها بعد الإسلام اختلفت كثيراً قائلة: نذرت حياتي للدعوة إلى الله تعالى وتعلمت اللغة العربية من أجل قراءة الكتب والمؤلفات العربية وغيرها من مصادر الثقافة الإسلامية التي أحصل منها على المعلومة الدينية، وخلال فترة رئاستي للمجلس الإسلامي قدمت العديد من الخدمات للمسلمين، وساعدني على ذلك كوني نرويجية الأصل وأتفهم ظروف المجتمع وثقافته، أيضا ربما أكون المرأة الوحيدة في تاريخ العالم التي تتولى رئاسة مجلس بهذا الشكل، ولتجديد الدماء وإفساح المجال أمام الأفكار الجديدة في خدمة الدعوة والمسلمين في النرويج رفضت إعادة انتخابي مرة أخرى، رغم إصرار المسلمين هناك على أن أتولى مسؤولية المجلس مجدداً، وأنا الآن أعمل كناشطة بالرابطة الإسلامية بالنرويج وأقوم بتدريس العلوم الشرعية للنساء المسلمات في المساجد وتثقيفهن إسلاميا، أيضا أقوم بترجمة بعض الكتب الإسلامية للغة النرويجية، فضلا عن عملي كباحثة بالدراسات الإسلامية في جامعة أوسلو، لكن كل شغلي الشاغل هو تبليغ الدعوة الإسلامية التي كرست لها حياتي منذ أن اعتنقت الإسلام لأن الدعوة إلى الله تعالى هي مهمة الأنبياء  فالمرأة مثلها مثل الرجل مطالبة بتبليغ كلمة الإسلام والدعوة بالحسنى الرجل والمرأة مطالبان بتبليغ رسالة الإسلام، وبالتالي فإن المرأة عندما ترشد النساء وتعلمهن الدين في المسجد فهذا عمل عظيم وهذا ما نحتاج إليه نحن المسلمين بأن تعمل المرأة في الدعوة وبيان أحكام الإسلام للنساء كما كن يفعلن زوجات النبي (ص).