واشنطن اخترقت «غوغل» و«ياهو» ولم تتجسس على الفاتيكان

نشر في 01-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 01-11-2013 | 00:02
No Image Caption
الاستخبارات الأميركية جمعت مئات الملايين من البيانات والرسائل... وسويسرا تؤكد عدم التعاون معها
بعد يوم من الدفاع المستميت من مسؤولي الاستخبارات الأميركية عن أنشطة وكالة الأمن القومي التي طالت عشرات القادة وملايين الأشخاص حول العالم، كشفت وثيقة جديدة لمستشار الاستخبارات السابق إدوارد سنودن عن اختراق هذه الوكالة لخطوط عملاقي الإنترنت شركتي غوغل وياهو، ونقلها كميات ضخمة من البريد الإلكتروني وغيره من معلومات المستخدمين.

بينما نفت الولايات المتحدة تورطها في التجسس على الفاتيكان واتصالات البابا فرانسيس، كشفت صحيفة واشنطن بوست في وثيقة نشرتها على موقعها الالكتروني أمس الأول عن تجسس الوكالة الأمن القومي الأميركي على بيانات مئات الملايين من مستخدمي محركي البحث غوغل وياهو.

ويتيح البرنامج المسمى «موسكولار» الذي يعمل مع النظير البريطاني للوكالة الأميركية، القيادة العامة لاتصالات الحكومة، لهاتين الوكالتين الاستخباريتين جمع معلومات من خلال الألياف البصرية التي يستخدمها عملاقا الانترنت وفقاً لمستندات نشرتها واشنطن بوست وحصلت عليها من المستشار السابق للوكالة الأميركية إدوارد سنودن.

وذكرت الصحيفة، التي استجوبت أيضاً مسؤولين، أن البرنامج هو رديف سري لبرنامج بريزم الذي أتاح لوكالة الأمن القومي الحصول على معلومات من خلال أوامر قضائية مرسلة إلى الشركات التكنولوجية.

واستناداً إلى وثيقة نشرتها الصحيفة وترجع إلى 30 يناير 2013 تم جمع نحو 181 مليون عنصر معلومات خلال الأيام الثلاثين السابقة على هذا البريد بدءاً برسائل بريد الكتروني إلى نصوص أو وثائق سمعية أو فيديو.

 

رد وإصلاح

 

ورداً على ذلك، قال محرك ياهو، الذي أبدى غضباً شديداً من هذه المعلومات في بيان أمس، «لقد وضعنا وسائل مراقبة شديدة الصرامة لحماية أمن مراكز حفظ البيانات، ولم نسمح بالوصول إلى هذه المراكز لا للوكالة الأميركية أو أي وكالة حكومية غيرها».

ومن ناحيته، أكد المسؤول القانوني في «غوغل» ديفيد دروموند أن مجموعته ليست ضالعة في هذه الأمور، وقال انه «فوجئ» بحجمها. وأوضح في بيان أنه «لا نسمح لأي حكومة بالدخول إلى أنظمتنا وفوجئنا بحجم عمليات الاعتراض التي قامت بها الحكومة الأميركية انطلاقا من شبكات الألياف الخاصة بنا، ما يؤكد الحاجة لإجراء إصلاح عاجل».

 

البابا

 

وبعد إعلان الأمم المتحدة أنها تلقت ضمانات من الحكومة الأميركية أن استخباراتها لا تتنصت في الوقت الحالي، ولن تتنصت في المستقبل، على مكالمات الأمم المتحدة، نفت المتحدثة باسم وكالة الأمن القومي فاني فاينز مساء أمس الأول صحة تقرير نشرته مجلة بانوراما الإيطالية يلمح إلى احتمال تورط الأجهزة في التجسس على الفاتيكان وإمكانية قيامها بالتنصت على اتصالات البابا فرانسيس، قبل انتخابه.

وكانت المجلة الأسبوعية المملوكة لعائلة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني ذكرت أن مراقبة الوكالة لشركائها الأوروبيين وصل إلى تعقب هواتف أساقفة وكرادلة الروم الكاثوليك. ودون أن توضح الصحيفة مصادرها، قالت إن أنشطة التجسس استمرت في الفترة من 10 ديسمبر 2012 حتى 8 يناير 2013 ، لكنها أضافت أن هناك «مخاوف» من أنها ربما استمرت حتى 12 مارس الماضي، وهو اليوم الذي صادف بدء الاجتماع السري لانتخاب البابا فرانسيس.

وأضافت أن دار الضيافة التي مكث فيها البابا المولود في الأرجنتين عندما كان لا يزال في منصب الكاردينال، كانت من بين الأهداف الخاضعة للمراقبة، مشيرة إلى أنها علمت أن الأجهزة الأمنية الأميركية صنفت المكالمات الهاتفية للفاتيكان إلى أربع فئات، وهي نوايا القيادة والتهديدات التي يتعرض لها النظام المالي وأهداف السياسة الخارجية وحقوق الإنسان.

وأعرب المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي عن انزعاجه وغضبه إزاء ما أوردته المجلة، وقال للصحافيين «ليس لدينا علم بأي شيء حول هذا الموضوع ، وعلى أي حال فإننا لسنا قلقين على الإطلاق بشأن هذا الموضوع».

وبينما أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أمس ألا أحد يمكن أن يصدق الوعود الأميركية بوقف التنصت على المكالمات الهاتفية للسياسيين، نفى الرئيس السويسري أولي ماورر أمس الادعاءات التي تدور حول تعاون سويسرا مع الاستخبارات الأميركية في برنامجها التجسسي.

في هذه الأثناء، يسعى مسؤولون أميركيون وألمان منذ يومين إلى تهدئة التوترات بين حكومتيهما في أعقاب تقارير التجسس على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

واجتمعت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس مع نظيرها الألماني كريستوف هويسجن ومنسق شؤون المخابرات بالمستشارية الألمانية جونتر هايس بحضور مستشارة الرئيس الأميركي للأمن الداخلي ليزا موناكو في البيت الأبيض. وشارك في الاجتماع أيضاً جيمس كلابر مدير المخابرات القومية الأميركية وكريس أنجليس نائب مدير وكالة الأمن القومي.

(واشنطن، جنيف- أ ف ب، رويترز، د ب أ، الأناضول) 

 

back to top