خادمة القوم
نشر
في 18-01-2014
آخر
تحديث 18-01-2014 | 00:01
في مدرسة من مدارس دولة خليجية حدث الموقف التالي: طلبت معلمة اللغة العربية من تلميذاتها في حصة التعبير كتابة موضوع عن "الأم" بمناسبة عيد الأم الذي يصادف في 21 مارس من كل عام، وقبل كتابة موضوع التعبير سألت المعلمة إحدى التلميذات:المعلمة: من يوقظك من النوم صباحاً؟التلميذة: الخادمة.المعلمة: من يعدّ لك، طعام الفطور؟التلميذة: الخادمة.المعلمة: من يجهّز لك ملابس المدرسة؟التلميذة: الخادمة.المعلمة: مع من تذهبين إلى المدرسة صباحاً؟التلميذة: الخادمة مع السائق.المعلمة: من يأخذك من المدرسة في نهاية اليوم الدراسي؟التلميذة: الخادمة مع السائق.دهشت المعلمة من إجابة تلميذتها، ثم سألت بقية التلميذات نفس الأسئلة، فكانت إجابتهن اجابة زميلتهن نفسها... هنا قررت المعلمة تغيير موضوع التعبير، ثم طلبت من تلميذاتها شطب كلمة الأم واستبدالها بالخادمة! والشيء بالشيء يذكر، فقد قرأت في إحدى صحفنا المحلية موقفاً مشابهاً للموقف الذي ذكرته آنفاً وإليكم الموقف: زوجة وأم لخمسة أولاد ثلاث بنات وولدان، زوجها رجل كريم دمث الأخلاق يعمل في تجارة المواد الغذائية، لكنه دائما مشغول بسبب طبيعة عمله التي تقتضي منه غيابه عن البيت ساعات طويلة، وأحيانا يغيب عن الوطن لأيام وأشهر، لكنه لم يقصر مع زوجته، فقد وفر لها خادمتين وطباخة وسائقاً يساعدونها في أعمال المنزل، لكن للأسف الشديد وجود هذا العدد الكبير من الخدم انقلب إلى نقمة وليس نعمة!بسبب اعتماد أفراد الأسرة على الخدم اعتماداً كلياً في كل صغيرة وكبيرة، وحين تزوجت البنت الكبرى أراد زوجها أن ترافقه في بعثة لعمله في دولة أوروبية، وهناك خلال الأسبوع الأول من زواجهما دبت الخلافات بينهما بسبب عدم معرفة الزوجة بأعمال المنزل نهائياً، فهي لا تعرف الطبخ ولا الغسيل ولا كيّ الملابس، ولا تعرف تنظيف الشقة وترتيبها؛ لأنها لم تتعود على ذلك منذ صغرها بسبب التربية الخاطئة التي ربتها أمها عليها، وعدم تحمل المسؤولية، بالإضافة إلى الاتكال على الخدم من دون التفكير بالمشاكل التي ستحدث للأبناء في المستقبل.يا ترى كم من البيوت توجد فيها مثل هذه المشكلة؟ ولماذا لا تهتم الأسرة بتعليم أولادها منذ الصغر وتعودهم على تحمل المسؤولية، بدلا من الاعتماد على الخدم كلية، لكي يستطيعوا في المستقبل إدارة بيوتهم بنجاح بعيداً عن المشاكل والخلافات التي تؤدي في نهاية المطاف إلى وقوع أبغض الحلال الطلاق؟وصدق الشاعر حين قال: يا ندامة على أطفال عند الخدامةالأم تطلع والأب لاهي بدوامهالطفل المسكين صار مكسر كلامهنسى أمه سبيجة يحسبها شامهإن ياها مكتوب من الفرحة تطير مثل الحمامةتنسى الطفل حتى يطيح وتتكسر اعظامهلا أم ولا أب طبيب يودونه يشوفون شعلامهكل شي إهي تسويه الخدامهإهي تسبحه إهي توكله إهي تلبسه البيجامهصرنا نشوف عيالنا مع الخدم كأنهم يتامىويقول أمير الشعراء أحمد شوقي:ليس اليتيم من انتهى أبواهمن همِّ الحياة وخلّفاه ذليلاًإن اليتيم هو الذي تلقى لهأمّاً تخلت أو أباً مشغولاً
