رغم الإجماع الدولي على رفض انتخابات الرئاسة السورية وتأكيد بعض الدول عدم السماح بإجرائها على أراضيها، تتجه إيران إلى إرسال مراقبين لهذا الاستحقاق الذي يعتبر استفتاءً على بقاء الرئيس بشار الأسد، الذي تعهدت روسيا باستخدام حق الفيتو مجدداً ضد إحالة ملفه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

Ad

وسط تزايد المشهد الميداني تعقيداً بسبب استمرار غارات النظام السوري، التي ضربت بعنف أحياء في حلب وحماة مخلفة عشرات القتلى والمصابين، كشفت إيران أمس عن اعتزامها إرسال مراقبين الى الانتخابات الرئاسية السورية المثيرة للجدل والتي ستجري في مناطق سيطرة النظام.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم، في مؤتمر صحافي في طهران، إن قضية إرسال مراقبين الى الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو «على جدول الأعمال ونحن نقوم بدراستها».

الفيتو الروسي

إلى ذلك، نقلت وكالة انترفاكس الروسية أمس عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله إن بلاده ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار للأمم المتحدة يحيل ملف الحرب السورية الى المحكمة الجنائية الدولية اذا طرحت للتصويت في مجلس الامن.

ووزعت فرنسا مسودة القرار على أعضاء مجلس الأمن في 12 مايو ويطالب بإحالة ملف الحرب الاهلية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة محتملة للمسؤولين عن جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية.

وقدمت روسيا أكبر دعم دبلوماسي للرئيس السوري طوال الحرب، واستخدمت هي والصين حق النقض ضد ثلاثة قرارات كانت ستدين حكومته وتهددها بعقوبات وتطالب بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب.

وكانت مجموعة من 58 بلدا تقودها سويسرا أعربت مساء أمس الأول عن تأييدها الاقتراح الفرنسي. ودعا السفير السويسري لدى الامم المتحدة بول سيغر في رسالة باسم البلدان الـ58 مجلس الأمن الى تبني مشروع القرار الفرنسي «بهدف توجيه رسالة دعم سياسي قوية».

الجربا وهولاند

إلى ذلك، بحث رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس تطورات الازمة المستمرة في سورية.

واستعرض الجربا مع هولاند، خلال اجتماعهما في قصر الاليزيه، نتائج مؤتمر «أصدقاء سورية»، الذي عقد في لندن في وقت سابق من الشهر الجاري وضرورة دعم المعارضة «المعتدلة» التي يمثلها الجربا والائتلاف الوطني في سعيها للإطاحة بنظام الأسد.

وأعلن هولاند خلال لقائه الجربا فتح سفارة للائتلاف في باريس، وذلك بعد أن رفعت واشنطن ولندن تمثيل الائتلاف لديها الى بعثة خارجية.

ووصف هولاند الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في 3 يونيو بأنها انتخابات «مزعومة» ونتائجها «معلنة مسبقا»، مضيفا: «كيف يمكن تنظيم انتخابات في سورية عندما يكون هناك أكثر من عشرة ملايين نازح و40 في المئة على الاقل من السكان في مناطق خارج سيطرة النظام؟». كما اعلن الرئيس الفرنسي تأييده لفرض عقوبات على النظام السوري إذا استخدم السلاح الكيماوي مجدداً.

ومن جهته قال الجربا إن «بشار الأسد يريد أن يبقى رئيسا على جثث السوريين» داعياً فرنسا الى أن تكون في طليعة الدول التي تقول له «لا».

مقتل أبوعمر الشيشاني

وأفادت قناة «الميادين» الفضائية الموالية للأسد أمس بمقتل أبوعمر الشيشاني القائد العسكري لـ»داعش»، مشيرة الى أنه «توفي متأثراً بجروح أصيب بها قبل يومين في اشتباكات بدير الزور مع النصرة».

استقالة مصطفى

من جهة أخرى، أكد مصدر في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف أمس أن رئيس الحكومة أحمد طعمة قبل استقالة وزير الدفاع أسعد مصطفى التي تقدم بها رسمياً في وقت متأخر من مساء أمس الأول.

هجوم بـ «الكلور»

ميدانياً، أفاد مركز حماة الإعلامي أمس عن ارتفاع حصيلة حالات الاختناق جراء قصف النظام لكفرزيتا بالغازات السامة إلى أكثر من 130 شخصاً، بينهم 21 طفلاً حالاتهم حرجة.

يأتي هذا في وقت أمطرت قوات الأسد مدينة حلب بالبراميل المتفجرة. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس مقتل 10 على الأقل في هذا القصف الذي استهدف على الخصوص بلدة أعزاز في ريف حلب.

قاعدة تل عثمان

في المقابل، شنت كتائب المعارضة أمس هجوماً عسكرياً على قاعدة تل عثمان العسكرية بريف حماة، حيث تم تدمير وإعطاب بعض آليات الجيش النظامي.

وتكمن أهمية تل عثمان العسكرية في أنها تطل على معظم قرى ريف حماة، وبعض قرى ريف إدلب، حيث يستطيع الجيش الحكومي من خلاله قصف هذه القرى، كما أنه يقطع الطريق الواصل بين قرى سهل الغاب وقرى الريف الشمالي.

ويعتبر تل عثمان مركزاً اساسيا لحماية طريق الإمداد العسكري للقوات الحكومية في ريف حماة الغربي.

(دمشق، طهران،

موسكو، باريس- أ ف ب، رويترز، أ ف ب، د ب أ، كونا)

وزعت مجموعة من الناشطين السوريين في دمشق أمس منشورات تحمل عنوان «‫‏انتخابات الدم»‬ رغم القبضة الأمنية وانتشار مظاهر التسليح، ووُزِّعت المنشورات في أحياء المزة، والميدان والصالحية وركن الدين وأبورمانة والمالكي والجسر الأبيض والمهاجرين والبرامكة ومشروع دمر وشاغور ودمشق القديمة. ودعت المنشورات إلى عدم انتخاب الأسد في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 يونيو المقبل، مذكرةً بالمجازر التي شهدتها سورية وبأعداد القتلى والمعتقلين.

«الائتلاف» يتبنى «ميثاق الشرف الثوري»

رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس بـ «ميثاق الشرف الثوري»، الذي وقعته كتائب إسلامية مقاتلة قبل أيام.

وقال الائتلاف في بيان «في تأكيد على المبادئ الأصيلة للثورة السورية، ودعماً لميثاق الشرف الثوري الذي أصدرته ووقعت عليه مجموعة من القوى المقاتلة في صفوف الثورة، يدعو الائتلاف الوطني السوري سائر القوى والفصائل العسكرية والثورية إلى التوقيع على الميثاق والالتزام بما جاء فيه من مبادئ تحقق أهداف الثورة، وتلتزم بقيم وتطلعات الشعب السوري، وتحدد الأطر القانونية التي يتوجب العمل بموجبها، وتضع من يخالفها خارج إطار الشرعية وتحت طائلة المحاسبة والقانون».

وكانت عدة كتائب إسلامية مقاتلة أبرزها «الجبهة الإسلامية»، أكبر فصيل سوري مقاتل، و»الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، و»فيلق الشام»، و»جيش المجاهدين»، و»ألوية الفرقان»،

وقعت الميثاق الذي أكد على «إسقاط نظام الأسد وإقامة دولة العدل والمساواة وتحقيق الحرية والعدل والأمن للمجتمع السوري بنسيجه الاجتماعي المتنوع بكافة أطيافه العرقية والطائفية».

وساوى الميثاق بين نظام الأسد وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) اذ قال ان الكتائب «تستهدف عسكريا النظام السوري الذي يمارس الإرهاب ضد الشعب، ومن يسانده كمرتزقة إيران وحزب الله ولواء أبو الفضل العباس، وكل من يعتدي على السوريين ويكفرهم كتنظيم داعش»، مشدداً على أن «العمليات العسكرية تنحصر داخل الأراضي السورية».