«انتهت دولة الرفاه»... بالنسبة إلي كمواطن مستعد أن أتقبل وأتحمل واجبي تجاه الدولة من خلال دفع الضرائب، ولا مانع لدي في رفع القليل من الدعم عن «البنزين» مثلاً، لكن كل هذا مشروط، فهل أدفع وأعالج بالمقابل بآخر مستشفى بني في الكويت وحينها كان جدي في شبابه؟!
أم أفرح أن استاد جابر بعد طول انتظار لا يمكن دخوله بسبب التشققات في أعمدته؟ أم أدفع سعراً أعلى للبنزين لأسير على حفر الشوارع وجبال المطبات؟أم تريدون أن تتقبل الشركات دفع الضرائب وهي تدفع كميات هائلة للبضائع المجانية فوق الطاولة وتحتها للجمعيات، و»تتمرمط» بين البلدية والصحة والشؤون والتجارة؟ وكيف تريدون أن يقبل أن يبحث المواطن عن رفاهيته بعرق جبينه، ولكي يجد رخصة شركة عليه أن يطوف البحار السبعة وينزل إلى سابع أرض، ويقبّل أقبح أنف كي تقبل معاملاته وأوراقه؟عن أي «رفاه» نتكلم؟أعتقد أن سمو رئيس الوزراء كان يتحدث عن «رفاه» دولة قد ماتت وشبعت موتاً، ورفاه تنمية دفنت بمقبرة جماعية للأحلام والطموحات، ويبدو أن «دولة رفاهيتنا» مازالت دولتنا، ورفاهيتنا أصبحت منحاً تعطى للجميع دون حساب، كما توزع الأموال في الداخل دون حساب أيضاً!أتمنى من المسؤولين أن يعملوا عقولهم قليلاً، فلا يمكن أن تطالبوا المواطنين بأن يتقبلوا أن تنتهي رفاهية الشعب بما يخالف ديباجة الدستور، دون أن يكون هناك دولة حقيقية، فليس من المعقول ألا يحصل الشعب على الاثنين، فلا رفاهية لدينا ولا دولة.نعم هناك مشاكل نحن سببها كشعب كويتي، بسبب عادات الكسل والواسطة والاتكالية على الدولة بكل صغيرة وكبيرة، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولكن في المقابل الحكومة سعيدة برعاية هذه العادات السيئة وتغذيتها لتكون سوساً ينخرنا من الداخل، وتصبح الخصم والحكم والجاني والمجني عليه، وتبكي على رفاهية دولة، ونحن ننعى «رفاه دولة».
مقالات
«دولة الرفاه... ورفاه الدولة»
02-11-2013