النفط: لعبة الكبار ولا عزاء للمستهلكين

نشر في 03-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 03-12-2013 | 00:01
No Image Caption
اتفاق طهران مع الدول الغربية يحقق الهدوء في أسواق الطاقة
قد يدفع إعلان خفض إنتاج منظمة أوبك في نوفمبر إلى أدنى مستوى له في 30 شهراً الأطراف المعنية إلى القيام بتحرك من نوع ما يبعد عن العالم تداعيات غير محسوبة العواقب.

شهدت أسواق النفط هبوطاً نسبياً كما تحسن المخزون وارتفعت أسعاره في الأسواق الأميركية والأوروبية في أعقاب الاتفاق العتيد بين طهران ومجموعة «5 + 1» وبعد مفاوضات ماراثونية حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.

غير أن التطورات الميدانية تشير الى أن هذه الحصيلة التي طال انتظارها لن تفضي الى حدوث تغير ملموس في أسعار الطاقة بالنسبة الى المستهلكين في الأجل القصير على الأقل. ويقول كريغ لاسكوسكي المحلل في موقع «غاز بدي دوت كوم» الذي يحدد لسائقي السيارات محطات الوقود الأرخص ثمناً في الولايات المتحدة وكندا إن الاتفاق الذي أبرم بين طهران والدول الغربية «قد يحقق البعض من الهدوء في أسواق النفط» ولكنه أعرب عن شكوكه في أن يفضي ذلك الى تأثير ملحوظ على الأسعار في المستقبل القريب.

تجدر الإشارة الى أن أسعار البنزين وحتى قبل إبرام الاتفاق بين طهران ومجموعة «5 + 1» كانت خلال عيد الشكر في الولايات المتحدة أقل من مثيلاتها في الفترة ذاتها من السنة الماضية، حيث وصلت الى 3.26 دولارات للغالون مقارنة مع 3.43 دولارات للغالون في سنة 2012.

وينسب لاسكوسكي هذا التغير الى الغياب النسبي في المشاكل التي تعرضت لها المصافي مقارنة مع الخريف الماضي عندما تأثرت المصافي بشدة بالإعصار ساندي الذي اجتاح الولايات المتحدة.

والمراقب لحركة أسواق النفط يلحظ بوضوح حدوث تغير طفيف في أساسيات السوق فيما يشكك المحللون في قدرة ايران على زيادة صادراتها النفطية بصورة كبيرة، هذا إن تمكنت من ذلك أصلاً، خلال فترة الأشهر الستة التي نص عليها الاتفاق المذكور، ويرجع  ذلك الى عدم رفع الولايات المتحدة للعقوبات التي فرضتها على النفط الايراني.

من جهة اخرى يرى بعض المحللين أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الحكومة السورية حول تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية أسهم أيضاً في التحرك نحو ما يمكن وصفه بالاستقرار النفطي في العالم.

وتعتبر أوساط الطاقة في الولايات المتحدة الفترة المقبلة مقياساً لعلاقات العرض والطلب أو ما يشبه عض الأصابع في لعبة الضغط من أجل تحقيق مكاسب سياسية في المقام الأول. وبحسب خبراء نفط فإن الإعلان عن خفض انتاج منظمة اوبك في شهر نوفمبر الى أدنى مستوى له في 30 شهراً قد يدفع الأطراف المعنية الى القيام بتحرك من نوع ما يبعد عن العالم تداعيات غير محسوبة العواقب.

ويشار في هذا الصدد الى أن الاضطرابات السياسية تنعكس على أسعار النفط بصورة ملحوظة، وخاصة في دول مثل ليبيا والعراق ونيجيريا والسودان، اضافة الى عوامل اخرى مثل عجز صناعة النفط الايرانية عن توفير فرص فعالة في الوقت الراهن في مجالات الاستثمار والتنقيب والمعدات.

النفط الإيراني

المعروف أن ذلك أفضى الى هبوط انتاج النفط في ايران الى حوالي 2.7 مليون برميل في اليوم بعد أن وصل الى ما يقارب الـ4 ملايين برميل يومياً قبل خمس سنوات، كما أن ايران تعتبر اليوم خامس أكبر منتج للنفط في منظمة اوبك وكانت حتى السنة الماضية في المركز الثاني في انتاج النفط في المنظمة. وهناك من يخشى في أوساط الطاقة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، من حدوث «تصحيح» في أسعار النفط العالمية ولكن ذلك، كما هي العادة على الدوام، يتوقف على شريحة واسعة من العوامل الجيوسياسية التي لا يمكن التكهن بها مسبقاً والتي قد تتجاوز كل التوقعات الراهنة.

back to top