إسرائيل تخرق هدنة الأمم المتحدة... و«حماس» تأسر ضابطاً

نشر في 02-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 02-08-2014 | 00:01
No Image Caption
● مقتل 50 فلسطينياً في مجزرة برفح ● البيت الأبيض يعتبر الهجوم على إسرائيل «همجياً»
انهارت هدنة إنسانية وافقت عليها إسرائيل وحركة "حماس" أمس الأول، وكان يفترض أن تستمر 72 ساعة، بعد 4 ساعات من سريانها صباح أمس في قطاع غزة، في حين ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة في مدينة رفح، وأعلن مقتل اثنين من جنوده وفقدان ضابط صف.

انهار وقف إطلاق النار في غزة بعد ساعات من بدء تطبيقه صباح أمس مع مقتل 50 فلسطينيا في قصف مدفعي إسرائيلي على مدينة رفح واتهام إسرائيل للنشطاء بإطلاق الصواريخ وقذائف المورتر وخرق هدنة تم التوصل إليها بوساطة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن وقف إطلاق النار في غزة الذي بدأ سريانه صباح أمس انتهى، وأن العمليات العسكرية مستمرة. من جهتها اتهمت الحكومة الإسرائيلية «حماس» وحلفاءها بارتكاب «انتهاك فاضح» لوقف إطلاق النار بعد أقل من أربع ساعات على دخول الهدنة حيز التنفيذ، إلا أن حركة حماس وكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري للحركة اتهمت اسرائيل بأنها «خرقت الهدنة».

ودوت صفارات الإنذار في إسرائيل لتحذير السكان من إطلاق صاروخ من موقع قريب من رفح، وردت عليه المدفعية الإسرائيلية.

والهدنة كانت الأولى التي توافق عليها إسرائيل وحماس، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في 8 يوليو.

اختطاف ضابط

في غضون ذلك، شن الجيش الإسرائيلي صباح أمس حملة بحث عن ضابط تعرض للخطف في جنوب القطاع، قائلا على صفحته على موقع «تويتر»: «نجري عمليات بحث شاملة للعثور على الجندي المفقود ونشتبه أن حماس اختطفته اليوم».

خسائر قبل الهدنة

وقبل بدء العمل بالهدنة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة من جنوده مساء أمس الأول بقذائف أطلقها فلسطينيون على الجانب الآخر من الحدود، بينما قتل اثنان آخران صباح أمس لترتفع بذلك حصيلة قتلاه إلى 63 جنديا. وخسائر الجيش الإسرائيلي هي الأعلى له منذ حربه ضد «حزب الله» في لبنان عام 2006.

وقبل بدء سريان الهدنة الإنسانية، سجل قصف مكثف وإطلاق صواريخ، وفي خان يونس جنوب القطاع قتل 14 فلسطينيا ليلا في قصف مدفعي وجوي إسرائيلي.

وبلغت حصيلة الضحايا الفلسطينيين في الهجوم الاسرائيلي على غزة 1457 قتيلا و8370 جريحا، ليتخطى عدد القتلى الذين سقطوا في عملية «الرصاص المصبوب» الاسرائيلية في نهاية 2008 والتي كانت الأعنف على القطاع. وأوقعت تلك العملية 1440 قتيلا.

البيت الأبيض

في غضون ذلك، دان البيت الأبيض الأميركي الهجوم الذي شنته «حماس» على جنود إسرائيليين في غزة، ووصفه بأنه انتهاك لهدنة إنسانية، وطالب بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست «سيكون انتهاكا همجيا لاتفاق وقف إطلاق النار».

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في وقت سابق قبل انهيار الهدنة إن إسرائيل وحماس توافقتا على «وقف لإطلاق النار بدون شروط مسبقة، وقابل للتمديد» في قطاع غزة مدة 72 ساعة، مضيفاً أن الجانبين سيباشران مفاوضات في القاهرة، ولفت إلى انه «خلال هذه الفترة ستبقى القوات على الأرض في مكانها» مع استمرار إسرائيل في العمليات «الدفاعية».

وأورد كيري في بيان مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «وقف إطلاق النار مهم بالنسبة إلى المدنيين الأبرياء (...) خلال هذه الفترة سيتلقى المدنيون في غزة مساعدات إنسانية ملحة وفرصة للقيام بأمور حيوية منها دفن القتلى والاهتمام بالمصابين وتخزين المواد الغذائية».

تأجيل اجتماع القاهرة

دبلوماسياً، وفي حين كان من المنتظر وصول وفدين فلسطيني وإسرائيلي إلى القاهرة لبدء محادثات تشمل الحكومة المصرية وتهدف إلى السعي للتوصل إلى «وقف إطلاق نار دائم» أعلن مسؤول في حركة «الجهاد» أن مصر أجلت الاجتماع بعد الأنباء التي ترددت عن خطف الضابط الإسرائيلي.

وكان من المقرر أن يحضر الاجتماع نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز في مسعى لتمديد الهدنة التي انهارات.

من جهة أخرى، أعلن رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات وقف إطلاق النار عزام الأحمد أمس أن «الوفد الفلسطيني الذي كان من المقرر أن يصل إلى القاهرة اليوم شكله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولا يمثل أي فصيل بل يمثل موقف الإجماع الفلسطيني».

عريقات ومشعل

وفي سياق آخر، التقى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مساء أمس الأول في الدوحة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ووزير خارجية قطر خالد العطية، وذلك مع استمرار الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في يومه الرابع والعشرين.

وقال عريقات في رام الله عقب الاجتماع «التقيت معهما بصفتي مبعوثا من الرئيس عباس لبحث وقف العدوان، ووقف شلال الدم الفلسطيني بسبب المجازر الإسرائيلية».

وأكد أن «الطرف الفلسطيني مستعد للتعامل مع كل المبادرات التي تهدف إلى وقف العدوان على شعبنا، لكن إسرائيل هي التي تريد استمرار مجازرها ضد شعبنا»، مشددا على أن «الأساس في كل تحركات القيادة الفلسطينية هو وقف هذا العدوان وسحب جيش الاحتلال من قطاع غزة».

back to top