ضاع... قلبي!
![عبدالهادي شلا](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1599156177023124700/1599156222000/1280x960.jpg)
قلبي الذي كنت أظن أني أحمله بين أضلعي غادرني... فبتُ بلا قلب! ولكن... ليس كما يظن البعض بأن الذي لا قلب له...لا رحمة تُرجى منه وظناً بأنه فقد الإحساس بالآخرين وبما يجري من حوله. فقدت قلبي لأنه ما عاد يحتمل كل تلك الصدمات اليومية بل واللحظية التي تأثر بها وتفاعل معها كقلب إنسان لا يعرف إلا الحب والصفاء وافترض في معظم البشر حسن العطاء ورفعة النفس وسموها، فاصطدمت دقاته بقلوب موصدة عن الرحمة، وتوزع الشر بلا تمييز بين حي ولا جماد فَعمَّ الخراب في الأرض وأصاب النفس بالعطب والانكسار. أميل إلى القول بأن ما يعمُر القلب يظهر على الوجه، لذلك فإن مساحة السرور على وجهي قد انحسرت عمّا كانت عليه قبل أن تتصاعد وتتفاقم الأحداث في العالم الكبير بهذا الحجم الهائل ببلاده القوية والضعيفة.وأيقنتُ أن الأحداث الدموية التي نعيشها في كثير من بقاع الأرض والطبيعة الساخطة من سلوكيات الإنسان، اللتين تعاضدتا على نشر الرعب والخوف والدمار، قد خلفتا هذا الشعور وهذه الملامح! كل إنسان يعرف واجبه في الحياة ويميز بين النافع والضار، وفي نفس الوقت هو موضع اختبار في اختيار أحدهما وتقديمه على الآخر، وهذا تتحكم فيه رغبات تجنح نحو ما تتصور فيه فائدتها التي قد تعمر والأرض أو قد تخربها. وأظن أن الإنسان في هذه المرحلة الزمنية بات يرفع من قيمة الجانب الضار بالإنسانية، وهذا ما تؤكده الأحداث المروعة في كثير من بقاع الأرض.قد أستعيد قلبي لو عادت الحياة إلى أصل فطرتها، وعاد البشر إلى طبائعهم وأخلاقهم التي نظمتها قوانين السماء وانصاع الجميع لمتطلبات الحياة وتطويع مكتسباتها لخير البشر جميعا، ولا أظن أن هذا سيكون في وقت قريب لأننا لا نجد دلالة واحدة أو إشارة على ذلك!* كاتب فلسطيني - كندا