أخبرنا عن دورك في مسلسل «ولاد البلد».

Ad

أؤدي دور فراس، شاب ثائر يرفض التقاليد والأفكار المعلبة الموروثة التي أصبحت مع الوقت عرفاً اجتماعياً مُنزلا، يسير خلفه الشباب من دون تفكير ما إذا كان صائباً أم لا، ويعيش وفق قاموسه الخاص في الحياة.

هل من قاسم مشترك بينكما؟

تفكيره قريب جداً من تفكيري، فأنا أرفض التقاليد وأعيش وفق قناعاتي الخاصة.

غالبية أدوارك مركبّة، فهل يستهويك تجسيد هذه الشخصيات؟

تستهويني المساحات التمثيلية التي تأخذني إلى حدود أبعد مما بلغت. كذلك تستفزّني الشخصية التي أعبّر من خلالها عما يدور في عقلي واحساسي، وتُدخلني إلى أقصى حدود مخيلتي، لقولبتها، وهذا ما يسعدني في التمثيل.

يستعرض {ولاد البلد} واقع الشارع اللبناني ونزاعه الطائفي، فهل يحمل رسالة معينة؟

  يسلّط الضوء على المشكلات الطائفية الاجتماعية واضعاً الإصبع على الجرح، فيفضح الشعارات الرنّانة التي نتغنى بها، فيما نحن في الواقع نخفي جانباً طائفياً في الفكر والإحساس.

ألا يجيّش نفوس المشاهدين بدلا من بلسمة الجرح؟

برأيي عندما يتفاعل شعور القهر لدى المشاهد في أثناء متابعته عملا ما، عندها يمكن القول إنه بدأ يضع الأمور في نصابها الصحيح. نحن شعب لا يحب رؤية الأمور على حقيقتها بل يفضّل التلطي وراء الإصبع  واعتماد الشعارات الفضفاضة غير الواقعية.

هل يندرج  المسلسل  ضمن الإصلاح الاجتماعي؟

لا، ولن يكون كذلك، لأن هيكلية لبنان بذاتها تحتاج إلى نفضة جديدة، لكنه سيدفع المشاهد إلى التساؤل عن الحلول.

تجتمع مجدداً مع نادين الراسي، كيف تصف تعاونكما؟

عندما يكون الانسجام ظاهراً بين بطلي العمل، من الطبيعي أن  ينعكس إيجاباً على النتيجة ويزيدها نجاحاً. إنما لا يستطيع الممثل تحقيق أي شيء من دون مادة مهمة بين يديه.

ما رأيك بنص الكاتبة غريتا غصيبة؟

وضعت بين أيدينا مادة خصبة جداً، فنفذّها المنتج زياد شويري بطريقة لائقة، وترجمها المخرج سمير حبشي بأسلوب حقيقي.

وعدسة المخرج سمير حبشي؟

ليست عدسة متفلسفة بل واقعية، تعكس دائماً حقيقة معينة نصدّقها، وهذا أمر مهم في الدراما التي ليست في الأساس صورة جميلة ومواقع فحسب، بل صورة حقيقية تدفع المشاهد إلى تصديق ما يرى.

لماذا تبدو شخصيتك في {ولاد البلد} طاغية إعلامياً على شخصيتك في {عشق النساء}؟

لا أبداً، لكنني انتظر الوقت المناسب لتسويق دوري في {عشق النساء}،  فطالما  لم يتقرر عرضه بعد، اعتبر أن أي حملة إعلانية، قبل انطلاقته بفترة طويلة، ستذهب سدى، لذا أحرص على تسويق أعمالي كما يجب واعطاء كل عمل حقّه. صحيح أن مساحة دوري في {ولاد البلد} أكبر كونه دوراً محورياً، إنما دوري في {عشق النساء} مهم أيضاً لأنه من ضمن الثنائيات التي تعيش صراعات الحب والخيانة في العمل.

أخبرنا عن دورك فيه.

أجسد  شخصية سمير، شاب يفتشّ عن الحب، لكن كبرياءه يعمي بصيرته وبصيرة زوجته المتكبّرة أيضاً، ما يؤدي بهما إلى تحطيم بعضهما البعض، رغم أنهما متحابان. وبعدما يدمّر حبهما حياتهما ينطلقان كلّ في سبيله للتفتيش عن وسيلة لمداواة الجرح.

من شريكتك في {عشق النساء}؟

تؤدي الممثلة ميس حمدان دور زوجة سمير، فيما تؤدي رانيا سلوان دور المرأة التي تدخل  حياته في مرحلة الضياع.

كيف تصف التعاون مع ميس حمدان؟

ممثلة محترفة، اتسم تعاوننا منذ بداية التصوير بالود والاحترام. وبدا الانسجام كبيراً بيننا وصادقاً إلى درجة أن من تابع مشاهدنا في أثناء التصوير أثنى على تعبيرنا الحقيقي والصادق.

هو مسلسلك الثالث من كتابة {منى طايع}، كيف تقيّم نصها الدرامي؟

إضافة إلى أهميتها ككاتبة درامية وعدم حاجتها أساساً إلى شهادة من أحد، منى طايع صديقة، حين أقرأ نصها تأخذني إلى أفكار بعيدة تستفزّني، لأن نصوصها لا تمرّ مرور الكرام، بل توقظ فينا وجع الحب والغرام والدمع، وتدفعنا إلى التفكير بتجارب كثيرة مرّت في حياتنا.

صوّرت {أول مرّة} بعدسة فيليب أسمر، فهل من تغيير طرأ على أسلوبه الإخراجي في {عشق النساء}؟

لاحظت نضجاً مهنياً ووضوحاً أكبر في هويته الإخراجية، وأصبح يولي أهمية لتفاصيل لم يكن ربما يهتم بها سابقاً. برأيي الإخراج نضج وتجربة في الحياة، وكلما زادت تجاربنا انعكس ذلك على عدسة الكاميرا.

{ولاد البلد} لبناني صرف بينما {عشق النساء} عربي مشترك، فأين يلتقي العملان وأين يتمايزان؟

طبيعي أن يتمايزا لأننا نتناول  أموراً طائفية في {ولاد البلد} رغم قصص الحب فيه، بينما عنوان {عشق النساء} دلالة واضحة إلى مضمونه. برأيي، مهما كانت طائفة الإنسان ودينه، حتى وإن كان ملحداً أيضاً، وجعه واحد  عندما يخفق القلب ويتألم.

هل من اختلاف في الأداء بين الممثلين اللبنانيين والعرب؟

أبداً، نعمل جميعاً بالأسلوب نفسه، إنما تختلف طريقة الإنتاج على صعيد السخاء في تنفيذ الأعمال الدرامية وتوزيعها في الخارج، لذا نتمنى أن يتحقق هذا الأمر في لبنان أيضاً. بالنسبة إلى {عشق النساء}، هو عمل عربي مشترك بانتاج لبناني سيوزّع في الدول العربية، لذا هو مدعاة فخر ويمكننا بعده القول إننا بدأنا الخروج إلى الدول العربية.

كيف تنظر إلى المشاركة العربية في أعمالنا المحلية ومنها {عشق النساء}؟

دليل إلى انفتاح السوق العربية على السوق اللبنانية والعكس صحيح. فمنذ وقوع الأزمة العربية يأتي الممثلون العرب للمشاركة في أعمالنا المحلية، مثلما كان اللبنانيون، في السابق،  يتوجهون إلى سورية ومصر للمشاركة في أعمال درامية فيهما. وهذا أمر جميل لأن وضع حدود للفن يأسره، وكلما حررناه تحققت الخلطة التي تُغني الدراما العربية أكثر.

هل مشاركة الممثلين اللبنانيين في الأعمال العربية توازي المشاركة العربية في الأعمال اللبنانية؟

لا نزال محلياً في مرحلة المحاولات، ربما زادت المشاركات وانتشرت أكثر بفضل انتقال معظم الإنتاجات السورية إلى لبنان، إنما سياسة المحطات العربية، برأيي، أصبحت مرحبّة أكثر بهذا الخليط العربي،  ربما بسبب حاجة المشاهد إلى رؤية عناصر درامية لم يرها سابقاً،  فأضاف هذا الخليط نكهة خاصة على الأعمال العربية.

هل يمكن لشركات الإنتاج المحلية تحمّل كلفة نقل العمل اللبناني إلى الخارج؟

 قام المنتج زياد شويري بأول مبادرة مع مسلسل {عشق النساء} الذي نفّذه بكلفة مرتفعة جداً، وقدّم المخرج فيليب أسمر صورة رائعة وتأمّن الكاستينغ المناسب، فضلا عن نص منى طايع الجميل، فهذه العناصر مجتمعة هي مفتاح النجاح لأي عمل درامي.

ألا يمكن لأصداء مسلسل لبناني أن تسوقه في الخارج بغض النظر عن مسؤولية المنتج وحده؟

إنها عملية ثقة تُبنى تدريجاً، بعد مسلسل {عشق النساء} ستفتح الأعين أكثر على الأعمال اللبنانية على أمل أن تُبنى الثقة بالعمل المحلي، فتكون ثمة نية للانفتاح على السوق اللبنانية. أحياناً تؤثر السياسة سلباً على الفن، بسبب تصنيف البلد مع هذا الفريق أو ذاك ما يوصد الأبواب بوجه الدراما اللبنانية.

لماذا لم تشارك في أي عمل عربي مشترك حتى الآن؟

لم تستفزّني أي من الأدوار التي عرضت عليّ. هذه المهنة شغفي الكبير ولا أريدها أن تصبح مهنة أعتاش منها، لذا أفضل، أحياناً، رفض الأدوار والانتظار. حين يطول الانتظار أفكّر بضرورة الاستمرار في الساحة بدلا من الغياب، ويكون ذلك عبر اختيار أدوار تكون أقل ضرراً على مسيرتي، خصوصاً أننا لا نتلقى دائماً عروضاً جيدة.

كيف تقيّم مسيرة الدراما اللبنانية انطلاقاً من الأعمال التي شاركت فيها أو عرضت عبر الشاشة؟

شهدنا تطوّراً على صعيدي الإخراج والصورة، إنما لا يمكن القول إننا نسير بوتيرة تصاعدية، بل متفاوتة بسبب الوضعين السياسي والاقتصادي في البلد، خصوصاً أن إنتاجنا يعتمد على مدى شراء محطات التلفزة للأعمال والبدل المادي الذي تدفعه مقابل الحلقة الدرامية الواحدة، مع الإشارة إلى أن ثمة تفاوتاً في نسبة اهتمام المحطات بالاعمال المحلية وبالموازنة التي تخصصها لها، ما ينعكس على نوعية الأعمال المرتبطة بالموازنة المخصصة للإنتاج الجيّد. لذا اذا اكتفينا بمحطة تلفزيونية واحدة، في ظل توافر منتج أو اثنين أو اربعة، فسنظلّ نعاني.

هل من مشاريع جديدة؟

نعم، إنما لم تبتّ نهائياً بعد، لأن الوضع الدرامي اللبناني مهتزّ، بسبب اللاستقرار وعدم ارتياح محطاتنا التلفزيونية. لذا يجب الانتباه إلى خياراتنا، والأهم أن نقّدم نصوصاً بمستوى الاعمال التي عُرضت أخيراً، وذلك لصالح الدراما اللبنانية.

هل تطمح إلى الانتشار العربي اسوة بزملائك؟

ليس الانتشار العربي بحد ذاته هو المهم، لأن الأهم الانتشار من خلال عمل يوازي مستوى الطموحات. أنا فرح بلبنانيتي وبما أحققه في لبنان، وفي حال أردت الخروج إلى الدراما العربية، فيجب أن أطلّ بدور لافت بغض النظر عن كيفية مشاركتي، سواء كضيف أو في دور البطولة.

كلمة أخيرة؟

لا تنقصنا الطاقات البشرية والتقنية في لبنان لتقديم أفضل الاعمال، ولا يستطيع أحد  أن يتخطانا في هذا المجال، بل ما ينقصنا بعض من الإيمان والثقة بالنفس وقليل من الدعم المادي. ومثلما بقي لبنان صامداً رغم الأزمات التي مر بها، أتمنى أن تمرّ الأزمة الراهنة على خير، ونكتشف يوماً ما هويتنا واضعين الإصبع على الجرح لنقرر فعلا أي لبنان نريد.