كشف نائب رئيس المجلس الأعلى للقبائل العربية، الشيخ سالم أبوغزالة، أن المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة، لم يتواصلوا مع أيٍّ من أطراف الأزمة، التي اندلعت في أسوان قبل أسبوعين، مشدداً خلال حواره مع «الجريدة»، على أن القضاء العرفي هو الحل لإنهاء الأزمة بين قبيلة «بني هلال» وقرية «دابود» النوبية، والتي كان ضحاياها نحو 27 قتيلاً من الطرفين. وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• هل أثمرت زيارة وفد المجلس الأعلى للقبائل العربية عن نتائج ملموسة لإنهاء الأزمة؟

- بالتأكيد، فتوسط كبار القبائل بين الطرفين كان له أثر سريع في الاتفاق على الهدنة التي بدأت بفترة ثلاثة أيام ثم امتدت شهراً، حيث كان الهدف من اليوم الأول الوصول إلى حلول ناجزة وسريعة تريح أبناء القبيلتين، وتشعر كلاً منهما أنه حصل على حقه من الطرف الآخر، ولكي يتحقق ذلك لابد من وقف الاشتباكات وحصر الوفيات والمصابين من كل جانب، كذلك الأموال والتلفيَّات التي تعرضت لها كل قبيلة، وهو ما يتم حالياً من خلال لجنة خاصة تم تشكيلها بموافقة الطرفين.

• ماذا إذا رفضت إحدى القبيلتين أحكام القضاء العرفي؟

- القضاء العرفي هو الحل، ومُعترف به منذ زمن بعيد بين أبناء القبائل واختيار القضاة يكون بترشيح من الجانبين، بحيث يكون ما يصدر عن القضاة ملزماً للجميع، ويستمع القضاة لممثل من كل قبيلة قبل أن يصدروا أحكامهم، بالإضافة إلى تقرير لجنة تقصي الحقائق، ومن ثم لن يكون هناك مجال للاعتراض.

• هل يعني ذلك أن التحقيقات التي تجريها النيابة العامة المصرية ستتوقف؟

- بالتأكيد لا، فالقضاء العرفي ليس بديلاً عن القضاء المصري، حيث يجب التفرقة بين من ارتكب جرائم وبين القضاء العرفي الذي يسعى إلى إعادة روح الأخوة بين أبناء القبائل العربية، بحيث تعلن أحكامه وتعقد جلسات علنية للمصالحة، لتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.

• ما أقصى عقوبة طبقها القضاء العرفي؟

- أحكام القضاء العرفي تتوقف على حسب طبيعة المنطقة التي يتم التحكيم فيها، فهناك قبائل توافق على قبول الدية الشرعية لقتلاها، وهي ما يعادل ثمن مئة ناقة وفقاً للشريعة الإسلامية، والتي يقدر ثمنها الآن بنحو 500 ألف جنيه مصري، بالإضافة إلى تعويض المصابين كل حسب إصابته، وهناك قبائل ترفض قبول الدية، وتطلب أن يأتي كبير القبيلة الأخرى حاملاً الكفن على يده، وهو أمر يكون أصعب بكثير، خاصة أن المفاوضات تستمر في هذه الحالة لإقناع كل طرف بتقديم تنازلات كي يمكن إتمام المصالحة.

• كيف يتم حساب الدية بين القبيلتين؟

- إذ ارتضى الطرفان تطبيق مبدأ الدية فسيتم احتساب عدد القتلي من كل طرف والمصابين أيضا والمبلغ الذي يجب أن تدفعه كل قبيلة إلى الأخرى على أن يدفع الفارق لمصلحة القبيلة التي سقط منها العدد الأكبر فقط وتقوم بتوزيعها بمعرفتها.

• هل تحدث معكم أي من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية؟

- على الإطلاق، لم يحاول أي مرشح رئاسي التواصل معنا بشكل مباشر من أجل التوسط وحل الأزمة، ويبدو أنهم مشغولون بحملاتهم الانتخابية فحسب.