عادت العجلة الرئاسية إلى الدوران بعد الجمود الذي اصابها نتيجة انهماك الأطراف السياسية في موضوع سلسلة «الرتب والرواتب» الذي افضى إلى اتفاق بين وزير التربية الياس بوصعب وهيئة «التنسيق النقابية» يقضي بتأجيل الامتحانات الرسمية 24 ساعة على أن تتم بمراقبة «التنسيق».

Ad

في السياق، شهدت الرابية أمس زيارتين لافتتين، فاستقبل رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي أكّد دعمه لعون «في كل المراحل»، مشيراً إلى «أننا نخوض معه معركة واحدة».

وقال فرنجية: «لا شيء اسمه موقع مسيحي أول بل ممثل للمسيحيين وليأتوا بمن يمثل فعلياً المسيحيين»، مضيفاً: «نفتش عن ممثل حقيقي للمسيحيين».

وتابع: «لو كنّا نملك 65 صوتاً، هل كان فريق 14 آذار شارك في الجلسات وصوّت؟ أعتقد أنه كان قاطع هو أيضاً، ولو بقينا نصوّت 6 أشهر ستبقى الأصوات نفسها».

ورأى فرنجية أنه «سيكون هناك تعطيل سياسي للحكومة»، مؤكداً أن «طريقة إدارة المعركة الرئاسية كانت تستطيع أن تكون أفضل».

وأضاف: «يقولون لنا إن لم تنتخبوا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فأنتم تعطّلون، فلمَ لا ينتخبون هم عون؟».

وأكد فرنجية «أن الرئيس يمكن أن يأتي بعد أزمة أو بالتوافق، وسيكون هناك انتخاب رئيس ماروني قوي، ونحن نتمنى أن يأتي بالتوافق». وقال: «أي رئيس جمهورية سيأتي سيكون حتماً تحت غطاء بكركي، وأنا ضد أن تتدخل بكركي في التفاصيل».

كما التقى عون المرشح لرئاسة الجمهورية النائب هنري حلو الذي اكتفى  بوصف اللقاء بـ»الايجابي»، لافتاً الى انه «تناول مواضيع عدة، تهم البلاد لاسيما موضوع الرئاسة».

إلى ذلك، قال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي خلال افتتاح أعمال السينودوس في بكركي أمس: «نصلي لينتخب النواب رئيسا للجمهورية»، مشددا على أن «عدم انتخاب رئيس للجمهورية انتهاك للدستور والميثاق الوطني معا، وهذا أمر مرفوض».

انتفاضة سنية

الى ذلك، وبدعوة من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، عقد أمس اجتماع للبحث في الخطوات التي أقدم عليها ما سمي «المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى»، بحضور رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، ورئيس كتلة «المستقبل» النائب فؤاد السنيورة بصفته الشخصية ومفوضا من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، واعتذر عن الحضور رئيس الحكومة السابق عمر كرامي الذي فوّض سلام اتخاذ ما يلزم بهذا الشأن. كما اعتذر عن المشاركة رئيس الحكومة السابق سليم الحص.

وقد أكد المجتمعون أن «هذه الخطوات المريبة، الصادرة أصلا عن غير ذي صفة وصلاحية وفقا للقرارات القضائية الصادرة عن مجلس شورى الدولة، تتعارض مع المسيرة التاريخية والوطنية لدار الفتوى، وهي تعبر عن إمعان من ارتكبها في التمرد على مفهوم الدولة والمؤسسات، وعدم احترام القانون ومبدأ الشرعية، والأخطر انها تشكل منعطفا خطيرا وغير مسؤول، يرمي بإصرار الى ضرب وحدة الطائفة السنية والانخراط في مخطط سياسي غير مسبوق يعمل على تفكيكها عن طريق زرع بذور الفتنة بين مكوناتها الدينية والمدنية».

وجاء هذا الاجتماع ردا على قرار المجلس الشرعي المتنازع على شرعيته إعادة الاعتبار الى الهيئة الناخبة الموسعة التي ستتولى انتخاب خلف للمفتي الحالي رشيد قباني لدى انتهاء ولايته منتصف سبتمبر المقبل.

السنيورة: لا اتفاق بشأن مبالغ السلسلة

رد رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة على الكلام المنقول عن لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري في حقه.

 وأوضح السنيورة في بيان امس أنه «ليس صحيحاً أنه تم التوصل الى اتفاق في شأن مبالغ السلسلة مع رئيس مجلس النواب، ليتم الانقلاب عليه من كتلة المستقبل والرئيس السنيورة فالنقاش كان ومايزال مفتوحاً حول أرقامها ليتلاءم ذلك مع تلبية المطالب المحقة ومع ما هو لمصلحة الاقتصاد، ومع قدرة مالية الدولة اللبنانية على تحمله من دون مخاطر اضافية. ان النقاش، ليس بين من هو مع اقرار السلسلة ومن هو مع عدم اقرارها كما يحاول البعض أن يوحي به، بل هو مع من يمارس سياسة متسرعة بهدف الكسب السياسي وبين من يدعو للتروي واتخاذ القرارات الرصينة، لكي لا تقع البلاد في مأزق الافلاس والتضخم وتراجع النمو».

وتابع: «ان كتلة المستقبل وقوى 14 آذار أعلنت منذ البداية وقوفها الى جانب اصحاب الدخل المحدود والتزامها العمل على إنصافهم والى جانب اقرار سلسلة تكون متوازنة بين الانفاق والواردات، خاصة أن ارقام الواردات التي يجري اقتراحها ماتزال في قسم منها ليست واقعية، أي انها واردات افتراضية وليست فعلية، وبالتالي تؤدي في المحصلة إلى زيادة العجز مع ما يتأتى عنه من شرور».