المفكرة الألمانية د. كريستيانا باولوس أستاذة اللاهوت السابقة بجامعة فرانكفورت بألمانيا تحدثت عن رحلة انتقالها إلى الدين الإسلامي، حيث تقول لـ"الجريدة": "ولدت في قرية صغيرة في فرانكفورت بألمانيا، ورغبت أسرتي في دراستي للاهوت البروتستانتي حتى أكون قسيسة في الكنيسة بعد ذلك، لكني لم اكن أريد العمل بالكنيسة، مع العلم أن الدراسة في كلية اللاهوت تابعة للدولة ومستقلة عن الكنيسة، لكنني عشقت من خلال الدراسة علم مقارنة الأديان، فبدأت أقرأ عن الإسلام وتاريخه منذ نشأته حتى الآن مع التركيز على فترات الصراع بين الإسلام والغرب المسيحي سواء أثناء الحروب الصليبية أو أثناء وجود المسلمين في الأندلس ووصولهم لمنتصف فرنسا وكذلك الحروب العثمانية في قلب القارة الأوروبية".

Ad

وتوصلت كريستيانا إلى نتيجة مهمة وهي أن "الإسلام أكثر شمولية لأنه يربط بين الدين والدنيا ولا يفصل بينهما مثلما هو الحال في المسيحية، حيث ينصب غالبية اهتمامها على أمور الآخرة والأمور المقدسة فيها ممنوع التفكير فيها والنقاش حولها وهي كثيرة على عكس الإسلام الذي نجد فيه إعمالاً للعقل والتفكير بشكل أكبر، إضافة إلى أن المقدسات أو الغيبيات التي لا يجوز التفكير فيها قليلة، ولذا قررت التحول إلى الإسلام".

وعن رد فعل إسلامها على أسرتها ذكرت: "كانت الصدمة كبيرة على أسرتي حتى أنهم أعلنوا العداء لزوجي وقاطعوني عندما علموا بزواجي منه عام 1989، ومع هذا كان زوجي صبورا عليهم مقدرا للظروف والصدمة النفسية التي يعانونها على عكس الوضع بالنسبة لأسرة زوجي فقد رحبوا بهذا الزواج واحتضنوني، لهذا فإنني فضلت مع زوجي أن يتم الزواج في مصر، ثم بعد ذلك عدنا إلى ألمانيا مدة عشر سنوات، وكنت قد أنجبت ابنتي رحيل على اسم أم سيدنا يوسف، وكنت حاملا في ابني يوسف الذي وضعته في مصر، ومن يومها قررت الاستقرار في مصر وبدأت أتعلم العربية وقمت بتدريس اللغة الألمانية وآدابها والدراسات الإسلامية باللغة الألمانية في جامعة الأزهر.

ومن الأمور الغريبة في حياة كريستيانا تعلقها بسورة "النصر" قائلة: "كلما سمعت هذه السورة بكيت بشدة ولا أعرف السبب قبل دخولي الإسلام وشاءت الأقدار الإلهية أن قرأت في الآية 83 سورة المائدة "وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَي الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ".