لم يعد الحديث المتعلق بالسيارات ذاتية القيادة يتعلق بمسألة الجدوى العملية، إذ تتمحور نقاط الحديث الرئيسية الآن حول «متى» يتحقق ذلك؟ و»أي شركات صنع سيارات سوف تبدأ بذلك؟» و»من يتحمل المسؤولية اذا وقع حادث؟».

Ad

شركة نيسان أعلنت من جانبها أنها ستشرع ببيع سيارات من دون سائق في سنة 2020. وتشير تنبؤات «آي اتش اس» الى توافر عدة موديلات بحلول سنة 2025، وكلا هذين الأمرين هو في نطاق التخمين، ولكن ذلك يشير الى مدى سرعة تقدم هذه التقنية.

ما كان يبدو من الأمور التي لا يمكن تخيلها قبل عقد من الزمن أصبح عملياً ومفهوماً بقدر أكبر، كما تحول الى واقع بمرور الوقت. وقد قطعت سيارة غوغل تويوتا بريوس الذاتية القيادة مئات الآلاف من الأميال على طرقات كاليفورنيا من دون وقوع حوادث. وتقوم معظم شركات صنع السيارات باختبار سيارات ذاتية القيادة على مسارات في الآونة الأخيرة، كما كشف في الأسبوع الماضي في لاس فيغاس، ضمن حركة السير.

القيادة الذاتية

وقد تمت برمجة سيارة أودي اي 7 المجهزة «بمساعدة لازدحام السير» بحيث تتمكن من القيادة الذاتية في حركة سير شديدة بسرعة لا تتجاوز 40 ميلاً في الساعة. (كان الدكتور بجورن غيسلر وهو رئيس فريق مشروع أودي يجلس وراء المقود). وكانت السيارة محملة بآلات تصوير وأجهزة احساس وجهاز خاص يراقب عيون السائق بغية ضمان عدم خلوده الى النوم أثناء القيادة. وفي تلك الحالة سوف تبطئ السيارة بصورة سليمة من سرعتها ثم تتوقف وتطلب المساعدة.

لنفكر في السيارة من دون سائق على شكل روبوت. وبالنسبة الى «أودي» وغيرها من شركات صنع السيارات يتمثل السؤال الرئيسي في كم من القيادة يجب أن يتم عبر الإنسان الآلي وكم من خلال السائق. هذا ما يقرره السائق. ويقول الرؤساء التنفيذيون لدى «أودي» وشركات صناعة السيارات الاخرى إن السائق، في أي حال، يجب أن يظل مشاركاً ويقظاً وعلى استعداد لتولي القيادة في حال حدوث ما هو غير متوقع: سيارة تنطلق في الاتجاه الخطأ أو خارجة عن السيطرة على سبيل المثال.

التنفيذيون في شركة أودي لا يستخدمون كلمة « من دون سائق « بل يتحدثون عن قيادة « موجهة « – ويتحدث مديرون آخرون في شركات صناعة السيارات عن قيادة « مستقلة ذاتياً « أو « مساعدة « وتصر شركة غوغل فقط على مسألة سيارة من دون سائق، سيارة تستطيع مساعدة المسنين والعميان اضافة الى من يفضل قراءة كتاب.

أدوات مساعدة ديناميكية

قد تكون «أودي» والعديد من الماركات الاخرى مزودة اليوم بمزايا مثل رقابة تكيف السرعة التي تبقي السيارة على مسافة آمنة من وسرعة ثابتة وراء السيارات التي أمامها. ويحتوي العديد منها على أدوات مساعدة مسار ديناميكية تحذر من خروج السيارة عن الخط من دون قصد، وتستطيع اعادتها برفق الى المسار الصحيح.

ومع توافر القدر الكبير من أجهزة الاحساس وأحوال الطقس وتغيرات الطرق والمشاة والمركبات الاخرى يتعين أن يتمكن منطق الروبوت من أن يقرر بصورة آمنة وآنية ما اذا كان يجب الالتفاف أو الاسراع أو الضغط على المكابح. ثم إن البرامج والأجهزة والعملية الحسابية التي تدقق في كل هذه المعلومات أصبحت أرخص وأصغر حجماً وأكثر سرعة. وفي السنة الماضية ملأت أنظمة التحكم صندوق سيارة أودي وفي هذه السنة تم وضع رقائق تعمل مثل الدماغ على لوحة في مثل حجم كتاب فقط.

ولايزال على المنظمين الولائيين والفدراليين تقرير الظروف التي يسمح فيها لما يدعى الأنظمة المستقلة أو، ربما، ما اذا كان يتعين تفويض ملامح مثل أجهزة تكيف الانطلاق أو مساعدة مسار السير اذا كانت تعتبر ضرورية من أجل جعل السفر أكثر سلامة.

الحوادث

التأمين على السيارة عملية أكثر وضوحاً اليوم. ولكن ماذا اذا صدمت سيارة موجهة أحد المارة؟ أو عندما تصدم شاحنة سيارة موجهة؟ بمجرد أن تصبح القيادة الموجهة أكثر شيوعاً سوف تظهر تجربة العالم الحقيقي كم هو عدد الحوادث. ولدى خبراء التأمين أدوات احصائية لتقييم تكلفة الحوادث وكم يجب أن تكون أقساط التأمين بالنسبة الى كل جهة.

وفي ما يتعلق بالمسؤولية القانونية فقد أوجزها سؤال في مؤتمر صحافي لشركة أودي على هذا النحو: «اذا تعرضت سيارة من دون سائق الى حادث، من هو المسؤول: السائق؟ أم مالك السيارة؟ شركة أودي؟ لم يجب أحد عن هذه الأسئلة بصورة قاطعة ولكن الأرجح أن السيارات من دون سائق سوف تتعرض لعدد أقل كثيراً من الحوادث من سيارات السائق – وإلا فما الداعي لاستعمالها؟

* (مجلة فورتشن)