تصل السيرة بالبطل الشعبي إلى مناطق لاعقلانية في حقيقة الأمر، وتتجلى في قصة علاء الدين، حيث الطيور تطير بالبشر إلى أماكن عالية بين السحب، وحيث المقدم المصري يسعى بكل ما لديه من شجاعة لحماية أرض الخلافة، وإعطاء المثل في الحب والقيادة والتفاني في العمل، ما يعكس القيم الشعبية العربية الأصيلة، ويعيد إلى الأذهان قصص الأبطال الشعبيين في الأدب الإنساني كله.

Ad

 كان المُقدم «علي الزيبق» وصل إلى مدينة صنعاء، ليساعد علاء الدين في الوصول إلى ابنة ملك صنعاء، الأميرة «أعجوبة الزمان»، وبعدما ودع المقدِّمين والأغوات والزعر، وأعلمهم بسفره، وأوصاهم بالسهر على راحة العباد، جدَّ في السير إلى صنعاء، وحين وصل إليها، شاهد المدينة مصبوغةً بالسواد، وجميع من فيها بأثواب الحداد، فسأل عن الأمر فقيل له: «إنَّ علاء الدين أخذ ابنة الملك، ولم نعرف إلى أيّ البلاد سار».

 ثم تَرَكَ الزيبق صنعاء، وقصد غير بلادٍ، ليقف على خبر ابنة الملك، وما زال يقطع الروابي والقفار، لا يعرف إلى أين هو قاصد، مدة أربعين يوماً، إلى أن فرغ منه الزاد، وضاق صدره وأخذ يتأسف على ما أصابه واعتراه، فنظر أمامه شجرة فاقترب منها، وألقى ذاته تحتها خائر القوى، وأخذ يتذكر ما مرّ به من أهوال، منذ لعب على صلاح الدين الكلبي، وكيف قام في حمام طولون، وكيف جلب الصندوق من المدينة المرصودة.

 ومازال في سرد حوادث جرت له إلى أن خطرت بباله أخته «ودعة»، ففي الحال أخرج الحرندان وحرق شعرة من شعرها بسرعة، ففي أقل من طرفة عين أتت مثل هبوب العاصفة وقالت: «آه يا مقدم علي، الآن فقط ذكرت «ودعة»؟ فقال لها:

-لولاكِ كنتُ هَلَكت، أسرعي إليّ بالطعام لأني كدتُ أموت جوعاً... فقالت:

-لا يوجد طعام في هذا المكان، فقم وأخبرني من أتى بك إلى هذه الأقطار؟

فقال لها: «يا ودعة، دعينا الآن من هذا المقال وأسرعي بالطعام لأني كدت أن أشرب كأس الحمام، وبعد ذلك أخبرك بما قد جرى»، وفي الحال غابت قليلاً وأحضرت له الطعام فأكل وشكر الله ثم قال لها: «تعالي الآن لكي أخبرك بما كان».

قال الراوي: ثم أخبرها الزيبق بالقصة من البداية إلى النهاية، فقالت له: «آه يا علي الزيبق، كم من المرات تخاطر بنفسك؟ ألم تعلم أن الخطر محيط بك الآن من كل ناحية، ولولا وجودي الآن لكنت هلكت جوعاً في هذا المكان؟» مازالت «ودعة» تقول له هذا الكلام إلى أن قال: «الله حق»، عند ذلك قال لها:

-والآن لا يمكن أن أرجع ما لم أبلغ القصد على كل الأحوال...

 فقالت: «لديك خطر يا زيبق، «أعجوبة الزمان» من النساء العاهرات العاشقات، وهي تعشق الآن رجلاً يهودياً، ونقلها الطير إلى رأس «جبل قاف»، وفي ليلة زفافها على علاء الدين أغرته بالكلام، فأخبرها عن حديث الطير وكان ما كان، حيث سرقت الطير بعد ذلك، وأمرته أن يذهب بها إلى «جبال قاف»، ولا يقدر أحد على الوصول إليها».

 فقال الزيبق: «وأرجع الآن من دون أن أنال المراد؟ فوحق المحبة يا «ودعة»، توصليني إلى تلك الأطلال»، فلما نظرته مُصراً على ما هو عليه قالت:

-لا أقدر أن أوصلك إلى «جبال قاف»، ولكن إكراماً لك أخاطر بنفسي فأوصلك إلى «وادي باسد»، وهناك تنظر رجلاً كبيرَ العمر، فإن وصلت وهو يتلو الصلاة، تكون قد صادقت سعداً وإلا فتهلك في الحال، وإذا نظرته يتلو الصلاة فاقترب إليه وألق ذاتك عليه وقبل يديه، فهو يقدر أن يبلغك المقصد والمرام».

«جبال قاف»

قال الراوي: أما ما كان من أمر «ودعة»، فأركبت المقدم علي الزيبق بين كتفيها، وطلبت به قبة الأفلاك، ولم تنزله إلا على رأس جبل «وادي باسد»، ورجعتْ في الحال، بعدما أعطته خصلة من شعرها، فما كان منه إلا أن نزل من الجبل وهو كالأسد، يقول: «والله إن كانت «ودعة» قالت إن الرجل اختيار فهل أخاف منه؟ لا والله، فإني أفتك به لا محالة، ولو صار كيفما صار».

وكان المقدم علي، سعيد الحظ، فإنه نظر الرجل العجوز، في ساعة الصلاة واقترب إليه، وقبل يديه، وحيَّاه بالسلام، فلم يرد عليه، فحار الزيبق في الأمر، وخطر في عقله أن يضربه بالحسام، ويسقيه كأس الحمام، ولما فرغ الرجل من الصلاة، اقترب من المقدم علي وقبله وقال له:

- مَن مِن ملوك الجان تجاسر وأوصلك إلى هذا المكان؟

 فلما سمع الزيبق قال في فكره: لقد صدقت «ودعة»، ورد قائلاً:

-يا سيدي، إن شئتَ خذ حياتي فداء الجني، فقال:

-أعدك أن أعفو عنه فمن يكون؟ قال: «ما هي سوى أختي «ودعة» التي خاطرت بحياتها لأجلي»، فقال: «لقد عفوت عنها إكراماً لك»، ثم ضرب رجله في الأرض، فانشقت وإذا بمارد من المردة العظام، وهو من بقايا عفاريت السيد سليمان، فقال له العجوز: «ارفع المقدم علي على  أكتافك وضعه في أول صومعة من صوامع الدراويش الثلاثة»، فأطاع المارد، ثم خطف المقدم علي، من فوق الأرض، ولم يطل الحال حتى أوصله إلى المطلوب ورجع، فنظر الزيبق إلى الصومعة ورأى سورها في السحاب، ومرسوم عليها صور الجان في عواميد سوداء أقيمت حولها.

قال الراوي: فارتعب المقدم علي لهذه المناظر وقال: «والله إن هذا المكان لا يقدر على الدخول إليه ألوف ألوف من العساكر»، غير أنه تقدم لينظر إن كان يوجد له باب، فلم يشاهد غير سور في السحاب، قد غشاه الضباب، فنادى: «يا من في هذا المكان»، فما كان إلا ونظر الغيوم قد انكشفت عن القصر وصبية كالقمر بانت وقالت له:

-ما أنت طالب؟ أهل أنت من الإنس أو من الجن؟ فقال لها:

-لست أنا إلا من الإنس، فقالت: «وهل تعرف بلاد كشمير العجم؟» قال: «نعم»، قالت: «أتعرف ملكها علاء الدين شاه؟» قال: «ما أنا ذاهب إلا لقضاء حاجته»، فلما سمعت كلامه صرخت على زوجها الدرويش وقالت: «أصعده إلينا» فأصعده، عند ذلك سألته عن أخيها، فأخبرها، فبكت ثم قالت للدرويش: «أوصله إلى «جبال قاف»»، فقال لها: «والله إن أخاك لم يفعل فعل الرجال، لكن إكراماً لك أوصله».

بحر البنج

قال الراوي: فصرفوا تلك الليلة في السرور، وفي ثاني الأيام أوصله إلى الصومعة الثانية، حيث أخوه مقيم، فأقام عنده تلك الليلة وانتقل إلى الصومعة الثالثة، ومن هناك أوصلوه إلى «جبال قاف»، فنظر قصراً عجيب البناء، فبقى المقدم علي طول ذلك النهار وهو يدور حول القصر إلى أن عرف مدخله، وكان يسمع صوت أعجوبة الزمان وهي تتحدث والرجل اليهودي فقال:

- يا ابنة اللئام، كيف رفضت علاء الدين وتعلقت في هذا؟ فلعنة الله على بائعات الهوى! ثم إن المقدم علي صبر حتى احتبك الظلام، فسل في يده الحسام، وصعد إلى القصر إلى أن وصل إلى حيث كانت أعجوبة الزمان فنظرها بدراً منيراً، وهي غارقة في بحر الرقاد مع عشيقها، فأشعل حفنة قوية من البنج إلى أن عرف أنهما ارتويا من الرائحة فتركهما، وأخذ يدوَّر على الطير، ولما رآه أسرع وقبله وقبض على سلسلة الذهب وهزها فقال: «يا مرحباً بك يا مقدم علي، وما تريد أن أصنع لك؟» قال:

-أريد أن تنقل هذا القصر من هنا وتضعه على فرات بغداد، فأجابه إلى ما كان، ثم نقل له القصر إلى حيث قال.

فنظر الزيبق فرأى مدينة بغداد وما حولها من البساتين، والناس تركض من كل مكان، وهم قاصدون القصر ولم يعلموا لمن يكون؟! ونظر الزيبق الأغوات والمقدمين والزعر مسرعين وهم في كامل السلاح؟، فقال: «والله لقد دخل عليهم عارض من جنون»، وما كان غير القليل إلا واجتمع أهالي بغداد كباراً وصغاراً كي ينظروا القصر، فنظر المقدم علي إلى قويق اليمن وقال:

-أرجوك أن تصرخ صرخة قوية لكي أنظر ما يكون، فما كان إلا وصرخ صوتاً ارتجت له الوديان، فأسرعت الناس إلى الهرب، ومن عظم الخوف الذي أصابهم كانوا يزحمون بعضهم بعضاً، فوصل الخبر إلى الخليفة فحار في أمره ليعلم خبر القصر، ولكن ما أحد قدر على الذهاب.

أمَّا عمر الخطَّاف، فتقلد حسامه وقال: «والله لا بد من أن أذهب»، فتبعه نور الدين وجرت خلفهم الزعر، وكان المقدم علي الزيبق جالساً في شباك القصر، ولما رأى عمر الخطاف قال: «يا عمر والله ارتعبت من غضبك، فلماذا أنت على هذا الحال؟»

قال الراوي: فلما نظر عمر الخطاف المقدم علي الزيبق قال: والله لقد وفد مقدمنا، ففي الحال عرف الخليفة وجميع من في بغداد، وضربت الطبول وأقبل الخليفة ومعه علاء الدين شاه، فأسرع الزيبق ونزل من القصر، وقبل يديّ الخليفة فقبله الخليفة بين عينيه، وبعدما سلم على جميع الزعر اقترب إليه علاء الدين وقال:

آه، ما فعلت يا مقدم علي؟ فقال: «لقد أتيت لك بالمراد، فهيا بنا وانظر أعجوبة الزمان التي لم تقدر على الحياة بدونها»، فصرخ علاء الدين شاه: «أين هي؟» فدخل الزيبق إلى حيث كانت أعجوبة الزمان مطروحة مع اليهودي في بحر البنج، فلما نظرها علاء الدين شاه على هذه الحال ضربها ومن معها بحد الحسام، وقال: «الآن، لقد شفيت منها الفؤاد»، فشكره كل من كان حاضراً.

ملاعيب دليلة

قال الراوي: ويرجع الكلام إلى الشيخة «دليلة» المحتالة، فإنها كانت ملازمة فعل الخير مع الفقراء، وشادت تكية للدراويش، وكانت كل حين تظهر شوقها لزيارة مكة المكرمة، قبل أن يوافيها الموت، وكانت أخبرت الخليفة بقصدها، فقال: «خيراً طلبت»، وفي الحال عندما آن سفر الحجاج أرسل الخليفة وأحضر الفضل أبا العباس وأخبره أن يبذل كل اعتناء نحو الشيخة دليلة، وأن يفعل لها ما تطلب.

ثم إن الخليفة أرسل معها هدية جزيلة المقدار إلى مكة، وفي ثاني الأيام ركبت الشيخة دليلة وركبت معها فرقة من العساكر يحرسونها ليلاً ونهاراً، فلما قاربوا الوصول إلى مكة المكرمة، دخلت دليلة بكل إكرام وسجدت، ولكن ما مر عليها يومان إلا ودبَّرت حيلةً، فادعت المرض لتتمكن به من عدم الرجوع إلى بغداد، وأخبرت الفضل أبا العباس بما أصابها، فنظر إليها فرآها في حالة تعيسة، وكل جسمها وارم فقال: «والله إن هذه آخر أيامها».

قال الناقل: ثم إنها قالت له: «سلم على مولاي الخليفة، وأخبره بما شاهدت»، فقال: «على الرأس والعين»، وفي الحال أمر فسار موكب الحج راجعاً إلى بغداد، ودليلة في مدينة مكة تقاسي الوبال، وكانت أكلت من «الحشيشة» التي أكل منها المقدم علي الزيبق، حين ذهب إلى بلاد الأعجام ليأتي بتاج كسرى، وفعلت هذا، لكي تنال ما دبرت من الحيل.

أما ما كان من الفضل أبوالعباس، فإنه حين وصل إلى مدينة بغداد أخبر الخليفة بما كان من أمر الشيخة دليلة، فحزن عليها كل الحزن، وهكذا كل من في بغداد دون عمر الخطاف الذي قال: «لا رحم الله ما ضم قبرها»، غير أن المذكورة في الحال بعد ذهاب الفضل أبو العباس من عندها أكلت العشبة وقامت مثل فرخ العقاب، كأن لم يحدث لها حادث.

 وكانت «دليلة» تخرج كل يوم من مكة في الصباح، وترجع عند المساء فكان شريف مكة يسألها عن أمر خروجها فتقول: «والله ليس إلا لإهداء من ضل عن الصراط المستقيم»، وفي أحد الأيام غابت أربعين يوماً ورجعت، وكان الشريف أنكر غيابها ولما رجعت سألها فقالت: «لم أفتر عن اهتداء الضالين، ولعظم شوقي إلى هذا الفعل أقفرت إلى محلات بعيدة»، فشكرها لكنه لم يعلم ما فعلت في غيابها، فإنها ذهبت إلى مدينة بغداد، وسرقت الكنوز من حضرة الخليفة ورجعت.

قال الراوي: وأما ما كان من خزندار الخليفة، فإنه حين كان يتفقد الجواهر في الخزانة وجدها مسروقة فصاح: أمان!، وطلع إلى الخليفة وهو يبكي وأخبره بما كان، وقال:

لقد سُرق تاج كسرى وتاج قيصر وتاجك وصندوق «التواجيه» وكوكب الدر، فلما سمع الخليفة ما كان صرخ: «واأسفاه، من تجاسر على أن يفعل هذه الفعال، وعندي أسد الرجال، المقدم علي الزيبق»، ثم أمر الخليفة بحضور المقدم علي وأخبره بما كان، فقال: «كن طيب البال، فوالله سوف تعلم من الذي ارتكب هذا».

 ولما ذهب الفضل أبو العباس المرة الثانية إلى مكة، ورجع وفي رفقته «دليلة المحتالة»، وبعدما استقر لها الأمر، أخبرها الخليفة عن السرقة فقالت: «وما أحد قدر أن يكشف الأمر؟ ها أنا في الحال ذاهبة لكي أكشف عن الجواهر في بلاد الأعجام، وأن الذي فعلها هو الشاه دومان، فأريد فقط أن تصنع لي أمراً، وهو إذا طالت غيبتي مدة أربعين يوماً فأعلم أني وقعت على ما قد فُقد، فأرسل لي صهري المقدم علي الزيبق مع الرجال والأبطال»، فقال لها: «سيري وعلى الله الاتكال».

قال الراوي: ومازالت تقطع الهضاب إلى أن وصلت، فدخلت مدينة أصفهان، وهي بكل أمان، ودخلت على الشاه دومان، وأخبرته بكل ما كان، ثم قالت له: «إن مر عليّ أربعون يوماً تحضر في طلبي الرجال، وعند ذلك أنال من الأعداء كل الآمال»، قلنا ولقد مر على دليلة أربعون يوماً ولم يظهر لها خبر فدعا الخليفة المقدم علي الزيبق وقال له:

لقد طال غياب دليلة، فأريد أن تركب وتنظر في أمرها حسب ما كان الوعد لها، فقال: «على الرأس والعين»، وفي الحال صرخ على الأبطال وأمرهم في الركوب إلى مدينة أصفهان، وما كان إلا وركبت الفرسان وفي مقدمهم المقدم علي الزيبق ومن ورائه علاء الدين الفارسي، والأمير رستم الموصلي، ونور الدين الحزوبي، والأمير علي بن فارس الشيباني، وعلي البسطي، وأحمد الدنف، وحسن شومان، وشحادي أبو حطب.

قال الراوي: أما الخليفة والمقدم علي الزيبق وبقية الرجال، فكانوا ساعين إلى دليلة بأمر الخلاص وهي كانت ساعية إليهم من أجل الاقتناص، وكانت دبرت ما سوف يظهر لكي تبلغ من «علي الزيبق» مناها. قلنا إن الزيبق ومن معه جدوا في المسير إلى أن قاربوا أن يصلوا إلى مدينة أصفهان، فصبروا إلى أن أظلم الظلام ودخلوا بكل هدوء وباتوا في بعض الخانات إلى طلوع الصباح.

 ثم قَصَد المقدم علي الزيبق سراي الملك، فوجد دليلة راكبة بالمقلوب على ظهر جمل والعسكر من خلفها وقدامها وهي تصرخ: «أمان كردو عجم» أنا مظلومة»، ولما نظرت المقدم علي زادت في الصراخ، وهذا كان رابطة بينها وبين الشاه دومان، فأخذوها إلى السجن وكان الزيبق تابعهم إلى أن عرف المكان فرجع إلى الخان وأخبر من كان معه من الرجال.

ولما احتبك الظلام ركب المقدم علي الزيبق ومن معه، وقصدوا السجن حيث ظنوا أن دليلة هناك، ولما وصلوا قتلوا الحارس وكسروا الباب ودخلوا، فلم ينظروا هناك أحداً، غير أنهم في أقل من طرفة عين وقعوا في حفرة عميقة كانت صنعت لهم بأمر السيدة دليلة، ففي الحال أحاطت بهم العساكر من دائرة الحفرة، وما كان إلا وأقبلت دليلة وفي يدها كرباج من ذنب فيل، ونظرت إلى المقدم علي الزيبق وقالت له: «والله لقد أقبل عليك يوم هلاكك فسوف تنظر قبل موتك عذاباً ما ذقته!»

قال الراوي: وأما المقدم علي فإنه نظر إلى دليلة وقال لها: «ويلك يا ابنة الحرام، تركنا الأهل وأتينا إلى هنا لأجل خلاصك فما كان عندك حيلة سوى هذه؟» قالت: «آه، كم لي أترقب هذه الفرصة، فسوف تنظر ما أفعل»، ثم أمرت العسكر أن يصعدوهم ويقيدوهم في القيود الثقيلة فأصعدوهم الواحد بعد الآخر، ووضعوا لهم القيود الثقيلة، وضربوا لكل واحد أربع سكك من حديد، وأقاموا عليهم عدداً من الحراس.

ثم نظرت إلى علي الزيبق وقالت له: «نهار غد تشاهد العساكر سائرة إلى خراب بغداد»، فقال لها: «خرَّب الله عمرك!»

ثم إن «دليلة» حرضت الشاه دومان على غزو بغداد، وأسر المأمون، مستغلة أسر المقدم علي الزيبق، وكل من معه من المقدمين.

علي الزيبق (8 - 10) مغامرات مع الشاه «عزقان» الزبال حاكم شيراز

علي الزيبق (7 - 10): ينقذ «ابن البسطي» من أهوال «المعبد» الإسباني

علي الزيبق (6 - 10) دليلة تتهم «مقدم الدرك» بالقتل والرشيد يأمر بإعدامه

علي الزيبق (5 - 10) «قائد الدرك» يهزم دليلة ويتقرّب إلى الرشيد

علي الزيبق (4 - 10) ابن حسن رأس الغول يجلس على عرش الدرك ليواجه الشُطار

علي الزيبق (3 - 10) ابن حسن رأس الغول يقتحم القلعة والكلبي يعلن الاستسلام

علي الزيبق (2 - 10) ابن حسن رأس الغول يفضح قائد الدرك في حمَّام شعبي

علي الزيبق (1 - 10) رأس الغول مات مسموماً في حضن جارية الكلبي