• اهتمام دولي وإفريقي بمتابعة «الرئاسية» • 400 ألف من قوات الجيش والشرطة لتأمين اللجان

Ad

تبدأ مصر عملية اختيار رئيسها الجديد، مع انطلاق عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية اليوم، والمستمرة حتى غد، والتي يشارك فيها نحو 54 مليوناً، في انتخابات ينتظر أن تكتب صفحة جديدة في تاريخ أكبر دولة عربية.

تتجه أنظار العالم إلى مصر اليوم، مع نزول ملايين الناخبين إلى صناديق الاقتراع، لاختيار رئيس مصر المقبل، في الانتخابات الرئاسية التي تجرى على مدار يومين، في حين ينحصر التنافس بين قائد الجيش السابق عبدالفتاح السيسي والقطب الناصري حمدين صباحي، في أول انتخابات رئاسية منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي 3 يوليو الماضي، والثانية منذ ثورة 25 يناير 2011.

ويحق لنحو 54 مليون مصري المشاركة في الاستحقاق الذي ينطلق في تمام الساعة 9 من صباح اليوم موزعين على أكثر من 14 ألف لجنة فرعية، في محافظات مصر الـ27، ويتم إدارتها عبر 352 لجنة عامة، ويتولى القضاة الإشراف على جميع عمليات التصويت والفرز، بينما تم نشر 181 ألفا و912 من عناصر الجيش بالتنسيق مع أكثر من 220 ألف شرطي و150 قوة انتشار سريع لتأمين الانتخابات.

وقال مسؤول اللجنة الإعلامية بلجنة الانتخابات الرئاسية، المستشار طارق شبل، لـ"الجريدة"، إن "أغلب القضاة المكلفين بمراقبة الانتخابات وصلوا إلى مقار اللجان، وخاصة بالمحافظات الحدودية، نظراً لمشاركة القوات الجوية بالجيش في نقل أكثر من 11 ألف قاض ومستشار إلى عدة محافظات".

ووسط ترجيحات بخروج اقتراع خال من التزوير وجه الرئيس المؤقت عدلي منصور أمس كلمة عبر التلفزيون المصري إلى جموع الناخبين حضهم فيها على ضرورة النزول للمشاركة قائلاً: "لننزل جميعا لنعبر عن خيارنا الحر، لنختار دون توجيه أو إملاء من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة"، مضيفاً: "لنبرهن لأنفسنا وللعالم، أن ما شهدته مصر في 30 يونيو لم يكن ثورة مؤقتة، استهدفت إسقاط نظام مستبد أو فاشل، وإنما هي ثورة شعبية، ناضجة ومكتملة، تستهدف النجاح والبناء"، مشدداً على حيادية الدولة بين المرشحين.

في السياق، أنهت الحكومة استعداداتها  للانتخابات، وقال وزير الدفاع الفريق أول، صدقي صبحي، إن "مصر ماضية بكل قوة في بناء دولة قوية حديثة تلبي مطالب المصريين وتطلعاتهم نحو المستقبل"، مضيفاً، خلال تفقده لقوات التدخل السريع المشاركة في تأمين الانتخابات: "ثقتي بلا حدود في رجال القوات المسلحة، وأنهم سوف يؤدون دورهم في حماية الشعب بكل وطنية وإخلاص".

من جانبه، حذر وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، من محاولات تعكير صفو "عرس البلاد الديمقراطي"، مطالباً في رسالة وجهها لرجال الشرطة عبر "الشبكة الداخلية" للوزارة جميع رجال الشرطة بالتصدي بحسم وحزم لأي محاولة تمس أمن المواطنين.

اهتمام دولي

الاهتمام الدولي بالانتخابات المصرية، تمثل في وصول وفود عربية وإفريقية ودولية، للمشاركة في متابعة الانتخابات، وقال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات في مصر، ديفيد ماريو، عقب لقاء مع وزير الخارجية نبيل فهمي: "سنتواجد في كل مكان في مصر لأداء مهمَّتنا".

واختتمت البعثة الدولية المشتركة المكونة من "الشبكة الدولية للحقوق والتنمية" و"المعهد الدولي للسلام والعدالة وحقوق الإنسان"، وشريكهما المحلي مؤسسة "ماعت" للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، توزيع فرق المتابعين الدوليين المكونة من 124 متابعاً دولياً مقسمين على 50 فرقة، بالإضافة إلى 2490 من المتابعين المحليين ومسؤولي غرف العمليات المحلية.

بدوره، أوضح رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي لمتابعة الانتخابات محمد الأمين ولد جويج، أن "الانتخابات الرئاسية ستتبعها ترتيبات لاسترجاع مكانة مصر في الاتحاد الإفريقي"، مشيداً عقب لقائه وزير الخارجية المصري بـ"تجاوب السلطات المصرية والتسهيلات الضرورية التي وفرتها للبعثة"، مؤكداً أن البعثة ستعقد مؤتمراً صحافياً الأربعاء المقبل، لعرض الملاحظات الأولية حول الانتخابات.

وتتابع عملية الاقتراع، 80 منظمة مصرية محلية، وقالت المديرة التنفيذية لمركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، داليا زيادة، لـ"الجريدة"، إن "المركز أعد شبكة لمراقبة الانتخابات تضم نحو 47 جمعية محلية، بنحو 3500 متابع انتشروا في جميع المحافظات باستثناء محافظتي شمال سيناء وجنوبها".

تفاؤل وثقة

وعلى صعيد الحملتين الرسميتين للمرشحين، يدلي المرشح الأوفر حظاً عبدالفتاح السيسي، بصوته لأول مرة في مدرسة في حي "مدينة نصر"، بعد حسمه انتخابات الخارج بنسبة 94.5%، ما انعكس على أجواء التفاؤل بين أعضاء حملته، وهو ما عبر عنه صراحة منسق الحملة بالجمالية محمد حكيم لـ"الجريدة": "السيسي يجهز حالياً خطاب النصر الذي سيلقيه على الشعب، وسنقيم احتفالية ضخمة في ميدان التحرير، حال نجاحه".

في المقابل، يصوت المرشح الرئاسي حمدين صباحي، في مقر انتخابي بجوار منزله بالجيزة، في حين أكد المتحدث الإعلامي لحملته، تامر هنداوي، أن "الحملة شكلت غرفة عمليات لمتابعة التصويت ورصد المخالفات وإبلاغها لوسائل الإعلام وللجنة العليا للانتخابات، فضلاً عن مراقبة عمليات التصويت والفرز"، مؤكداً ثقته في اختيار الشعب المصري لمرشحه، لأنه يعبر عن أحلام المصريين في تحقيق أهداف الثورة، العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

وبينما تستعد مختلف الأحزاب المدنية لمتابعة الانتخابات، دعت جماعة "الإخوان" الغائب الأبرز عن مشهد اليوم والخاسر الأكبر من تمرير "الرئاسية"، أنصارها إلى مقاطعة الانتخابات، بينما قال عضو "تحالف دعم الشرعية"، محمد أبو سمرة، لـ"الجريدة" إن "التحالف" سيعمل على استغلال انشغال قوات الجيش والشرطة بتأمين الانتخابات، لتنظيم تظاهرات "حاشدة" لإعلان رفض "الرئاسية".