كل مواطن مليونير!
النرويج عندما تعلن بكل شفافية حجم موجوداتها في الصناديق الاستثمارية، فإنها تحدد أن 4% منها تستثمر سنوياً في مشاريع تنموية داخلية، بينما لا نعرف في الكويت حجم أصول الدولة في الصناديق السيادية، والتي يفترض حسب التقديرات أنها تتجاوز الـ500 مليار دولار، بل إن هذه الاستثمارات تعرضت لغزو بأيدٍ كويتية إبان الغزو العراقي.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
فالكويت هي ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم منذ عام 1964، ونفطها الأقل كلفة في الإنتاج، حيث يقع المخزون على بعد ألف قدم تقريباً، وعدد السكان لا يوازي خُمس سكان النرويج، ومع ذلك فإن أكثر من 50% من المواطنين غارقون في القروض الاستهلاكية! والنرويج عندما تعلن بكل شفافية حجم موجوداتها في الصناديق الاستثمارية، فإنها تحدد أن 4% من هذه الأصول تستثمر سنوياً في مشاريع تنموية داخلية، بينما لا نعرف في الكويت حجم أصول الدولة في الصناديق السيادية، والتي يفترض حسب التقديرات أنها تتجاوز الـ500 مليار دولار، بل إن هذه الاستثمارات تعرضت لغزو بأيدٍ كويتية إبان الغزو العراقي، والله وحده العالم بحجم ما تم الاستيلاء عليه من هذه الثروة التي لم يحاكم أحد عليها إلى الآن!لم تنته المقارنة بعد، فالنرويج في مؤشرات التنمية البشرية تحتل المركز الأول بلا منازع في نسبة النمو الاقتصادي الحقيقي، ومتوسط دخل الفرد، ومستوى التعليم والخدمة الصحية، وهي من الدول المثالية في التوزيع العمري للسكان، حيث الطبقة العاملة هي الأوسع لتخدم الفئات العمرية الصغيرة والمتقدمة في السن، أي الأطفال والعجائز.ورغم هذه المعطيات الجميلة لدولة صغيرة ومشابهة لنا، بل يحكمها نظام الملكية الدستورية لم ينادِ أحد يوماً من الأيام بأن تضم إلى منظومة مجلس التعاون أسوة بالأردن والمغرب، أو إلى الاتحاد الخليجي أو حتى أضعف الإيمان بالاستفادة من هذه الخبرة الإنسانية المثالية، التي رغم المستوى العالي في الثروة والغنى، ليس لديها التقاعد المبكر، ويستمر الدوام من الساعة الثامنة صباحاً حتى الخامسة عصراً دون وجود "الطبيات" و"التزريق" قبل الإجازات والعطل والأعياد وبعدها!