يدخل لبنان اليوم يومه الثالث من دون رئيس للجمهورية بعد تعثر انتخاب رئيس جديد، فنزعت صور الرئيس ميشال سليمان من الإدارات ليحل محلها الفراغ. وفي حين حذر رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون من أن «هذا الشغور يفقد الميثاقية ويجعل من شرعية اي سلطة مشوبة ومنتقصة»، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى «عقد جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من يونيو المقبل».

Ad

عون

وأعلن عون أن الاستحقاق الرئاسي هو «المعبر الرئيسي لتحقيق كل ما يلزم لبنان»، مشيراً إلى أن «مبادئنا كانت واضحة ومعلنة، ونحن لا نقبل بأقل من سيادة كاملة واستقلال ناجز لوطننا».

واعتبر عون، في مؤتمر صحافي عقده في الرابية امس أن «لبنان دخل مرحلة الشغور في الرئاسة الأولى وهي مرحلة استثنائية ميثاقية، ولا يمكن لدولتنا ان تعيش من دون رئيس»، مؤكداً أنه «حين تسقط الميثاقية تسقط الشرعية»، لافتاً الى ان «شغور رئاسة الجمهورية يجعل من شرعية اي سلطة مشوبة ومنتقصة».

وشدد عون على أن «التكتل لم يعطل المجلس النيابي»، لافتاً الى ان «التعطيل جاء نتيجة أمر آخر»، وقال: «نريد رئيسا قوياً وفاعلاً ولا يجوز ان ننتخب رئيساً مقبولاً من الطوائف الأخرى ومرفوضاً من طائفته»، مشدداً على أهمية «العمل على انهاء الشغور الرئاسي بأسرع وقت».

وأكد أنه «لا يوجد توتر مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأن المفاوضات مع تيار المستقبل مستمرة»، مشيراً الى ان «التمديد لرئيس الجمهورية طرح على جميع الفرقاء».

وعن تحميل تكتل «التغيير والاصلاح» مسؤولية التعطيل، قال: «لسنا نحن من عطلنا مجلس النواب، وتعطيلنا جاء بسبب تعطيل فريق آخر، وليس هناك أكثرية لرئيس لكي ينتخب هذه لعبة، وهذا الموقع لا يلعب به بمثل هذه المناورات الرخيصة، وكل مناورة تقام بهذا الاتجاه سنرفضها. وعلينا ان نخوض المعركة برؤساء يمثلون أي شيء وليس بثلاثة مرشحين وننتظر حتى اسقاط اثنين أو اسقاط واحد من هؤلاء الثلاثة لكي نذهب ونخوض المعركة بين اثنين، فالأمور لا تقام بهذه الطريقة».

وأعلن أنه «حين تصبح المعركة جدية نرى إذا كنت سأترشح وسنعطي رأينا اليوم بالتكتل بشأن التعاون مع السلطتين التشريعية والتنفيذية بوجود الشغور»، متمنياً أن «لا تكون الهزات الأمنية التي أبدى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان تخوفه منها مخططاً لها مسبقاً بهدف التمديد».

في السياق، أكد الوزير السابق سليم جريصاتي أن «لا تشريع ميثاقيا وسدة الرئاسة شاغرة الا عند توفر مصلحة الدولة العليا أو قوانين اعادة تكوين السلطة».

وشدد جريصاتي بعد اجتماع تكتل «التغيير والإصلاح» على أنه «عندما نصل الى مرحلة الوفاق بقانون السلسلة يبنى على الشيء مقتضاه»، مشيراً الى ان «المطلوب متابعة الاتصالات لتأمين التوافق على القانون».

كما اعتبر حزب «الكتائب اللبنانية» بعد اجتماع مكتبه السياسي امس أن «الحزب يتعاطى مع مجلس النواب كهيئة انتخابية لا اشتراعية، مما يرتب عليه الشروع في انتخاب رئيس للبلاد دون ابطاء ودون مناقشة أي عمل آخر وفق نص المادة 75 من الدستور. كما يقتضي على الحكومة التقيد النصي بالدستور واعتماد سياسة الضرورة وممارسة صلاحياتها وكالة لا أصالة عن رئيس الجمهورية».

الحريري والتمديد

وذكرت مصادر معنية بالمشاورات الرئاسية أن «زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كان طلب السير قدما بخيار التمديد للرئيس ميشال سليمان مدة ستة اشهر، على أن يكفل بعدها وصول عون الى سدة الرئاسة فكان الجواب سلبيا»، مضيفةً: «حينها جاء موفد للحريري لإبلاغ  الجنرال صعوبة تبني ترشيحه، مؤكدا له أن هذا لا يمنع التعاون والاتفاق في السياسة وقانون الانتخاب وقيادة الجيش والتعيينات الأخرى».

وتابع»: قال موفد الحريري لعون ان السير بموضوع الرئاسة صعب، ولنعمل معا على الاتيان برئيس توافقي، فكان جواب الجنرال: أنا مستمر بالترشح».

مقتل الحايك

في سياق منفصل، ذكرت قناة «المستقبل» معلومات عن «مقتل محمود حايك المتهم بمحاولة اغتيال وزير الاتصالات بطرس حرب في سورية». وكانت تقارير سابقة افادت بأن حايك ينتمي الى «حزب الله».

سليمان زار قبر والده: عملت بتوصياتك

زار رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان قبر والده أمس الاول في عمشيت، ونشر صورة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" علّق عليها قائلاً: "والدي، في عليائك، عملت بتوصياتك كما ربيتني، فأحببت وطني والتزمت النزاهة وكنت صادقا مع الناس".

وأضاف: "منذ عام 1987 غادرتني ولم تبق الى جانبي لتواكب مسيرتي، ولكن طيف روحك رافقني، وشفاعتك لدى أبينا في السماء حمتني وحققت طموحاتي، وأنهي ولايتي مرتاح الضمير.أبي نحبك واشتقنا لك". وفي الصورة سليمان يضع اكليلا من الزهور على ضريح والده.