سقط أكثر من 77 شخصاً ما بين قتيل وجريح في انفجار سيارة مفخخة في محافظة حماة وسط سورية، في حين واصلت قوات النظام السوري حملتها الدموية على ريف دمشق في محاولة للسيطرة على مدينة المليحة الاستراتيجية.

Ad

غداة هجوم بسيارة مفخخة استهدف حي عكرمة ذات الأغلبية العلوية والواقع تحت سيطرة النظام قتل فيه 6 على الأقل، شهدت محافظة حماة هجوماً مماثلاً قتل فيه نحو 40 شخصاً على الأقل وجرح أكثر من خمسين آخرين أمس.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن التفجير استهدف قرية الحرة بمنطقة سهل الغاب في ريف المحافظة.

وفي حين أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن معظم الضحايا مدنيون وعناصر من القوات النظامية، تبنت "الجبهة الإسلامية"، أبرز التشكيلات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، الهجوم في تغريدة على حسابها الرسمي على موقع "تويتر". وكتبت "نسف تجمعات ميليشيات الأسد في قرية الحرة بمنطقة سهل الغاب بسيارة مسيرة عن بعد".

وتقع البلدة التي يسيطر عليها النظام على بعد نحو 65 كلم الى الشمال الغربي من مدينة حماة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وتتقاسم المعارضة المسلحة والنظام السيطرة على مناطق في ريف حماة.

دك المليحة

في المقابل، استأنفت القوات النظامية أمس قصفها المكثف، لا سيما الجوي منه، على المليحة قرب دمشق، في حملة بدأها قبل أسابيع للسيطرة على المدينة.

وكان المرصد أحصى أمس الأول، "23 غارة نفذها الطيران الحربي على مناطق المليحة ومحيطها صباح الخميس بالتزامن مع قصف بتسعة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض، على المنطقة ذاتها، وقصف بقذائف المدفعية".

وأشار المرصد إلى أن القصف العنيف "يأتي وسط اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (ذراع القاعدة في سورية) من جهة، وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني وعناصر حزب الله اللبناني من جهة أخرى".

ويحاول النظام السوري منذ مطلع أبريل استعادة السيطرة على البلدة الواقعة جنوب شرق دمشق والتي تعد من أبرز معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية التي يفرض عليها النظام حصاراً خانقاً منذ أشهر.

جبهات مشتعلة

وفي جنوب دمشق، أفاد ناشطون بأن المياه مقطوعة عن حي الحجر الأسود منذ أكثر من أسبوعين، محملين النظام مسؤولية إرغام نحو 20 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال للضغط على مقاتلي المعارضة على توقيع هدنة مع الجيش النظامي، على غرار تلك التي عقدت في الأشهر الماضية لوقف المعارك في معاقل المعارضة وتسليم المقاتلين اسلحتهم.

في حمص (وسط)، قتل ستة أشخاص بانفجار سيارة مفخخة في حي العكرمة داخل المدينة وفق المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أفاد ان الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب إصابة تسعة اشخاص آخرين بجروح بالغة.

ويأتي هذا التفجير وهو الثاني في حمص خلال أسبوع بعد شهر من انسحاب مقاتلي المعارضة من حمص القديمة.

وفي حلب (شمال)، أفاد المرصد عن مقتل سبعة مقاتلين معارضين خلال معارك مع القوات النظامية ومسلحين موالين لها في ريف حلب الجنوبي.

وفي دير الزور (شرق)، أفاد المرصد بأن كتيبة "مناصرة" لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، خطفت قائدين ميدانيين في فصائل من المعارضة المسلحة المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مدينة موحسن، واقتادتهما الى جهة مجهولة.

إدانة أممية

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "بأشد العبارات" أمس الأول استمرار القصف العنيف والهجمات الجوية واستخدام البراميل المتفجرة ضد المدنيين من قبل قوات النظام.

وقال المكتب الإعلامي للأمين العام للمنظمة الدولية، في بيان، إن استهداف مثل هذه الهجمات لمخيم للنازحين في جنوب سورية يوم الأربعاء والذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصاً بينهم عدد من النساء والأطفال، جريمة تتعارض مع القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، مناشداً جميع الأطراف السورية وقف العنف والتركيز على حل سياسي سلمي للصراع.

استخدام «الكيماوي»

بدوره، أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن اقتناع بلاده باستمرار النظام السوري في استخدام الاسلحة الكيماوية رغم الاتفاق الذي جرى التوصل اليه أواخر العام الماضي بتفكيك ترسانة دمشق من هذه الاسلحة.

وقال فابيوس في تصريح لقناة (بي.اف.ام) التلفزيونية مساء أمس الأول ان النتائج التي توصلت اليها منظمة حظر الاسلحة الكيماوية في وقت سابق من الاسبوع الجاري "عززت ما كانت تؤمن به فرنسا بالفعل، وهو انه كانت هناك استخدامات متعددة لغاز الكلور من جانب النظام في انتهاك للاتفاقات الدولية التي وقعتها دمشق".

وأضاف أن تقرير المنظمة يأتي متقاربا مع التقييمات الفرنسية بشأن استخدام الاسلحة الكيماوية، موضحا ان التقرير اكد وجود استخدامات لأسلحة كيماوية حتى مايو الماضي.

ونفى في الوقت نفسه استخدام المعارضة الاسلحة الكيماوية، مؤكدا ان استخدامها مقتصر على القوات الحكومية فقط.

فدية دنماركية

من جهة ثانية، أعلنت الحكومة الدنماركية أمس الأول إطلاق سراح مصور دنماركي يعمل لحسابه بعد خطف في سورية مدة 13 شهراً.

وقال عائلة دانييل راي اوتوسين، في بيان عبر الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الدنماركية، إن المصور كان خطف في سورية بتاريخ 17 مايو 2013 عندما سافر إلى هذا البلد لتغطية النزاع والوقوف على الظروف الحياتية للمدنيين وخصوصاً الاطفال.

ونقلت وكالة الانباء "رويترز" عن مقربين من الملف قولهم ان جهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) هم المسؤولون عن خطف المصور وأن فدية قد دفعت مقابل الإفراج عنه.

(دمشق، باريس، نيويورك -

أ ف ب، رويترز، دب أ، كونا)