المجلس يكتفي بالمناقشة في الاستجواب «المدمج» لرئيس الوزراء

المساءلة مرت بهدوء بلا كتاب عدم تعاون أو متحدثين مؤيدين

انتهى استجوابا رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك المقدم احدهما من النائب رياض العدساني والثاني من النائبة صفاء الهاشم، واللذان تم دمجهما في استجواب واحد، بتفنيد سموه المحاور، واكتفاء المجلس بالمناقشة، وعدم تقديم كتاب عدم تعاون. ولم ينجح الاستجواب المدمج في الحصول على موافقة نائب واحد يتحدث مؤيدا له، وبعد ان وجد رئيس المجلس الغانم ان القائمة الطويلة المسجلة من النواب كلها معارضة للاستجواب، سمح بالحديث لثلاثة معارضين هم يوسف الزلزلة وفيصل الدويسان وعبدالله الطريجي.

بينما في الاستجواب الثاني لوزيرة الدولة لشؤون مجلس الامة رولا دشتي المقدم من النائبة صفاء الهاشم، اكتفى المجلس بالمناقشة ولم يتحدث احد لا مؤيدا ولا معارضا، وسقط طلب طرح الثقة الثاني بالوزيرة بعد طلب النائبة معصومة المبارك سحب اسمها من طلب الثقة.

بدأ مجلس الأمة في مناقشة الاستجوابين المقدمين إلى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك من النائبين رياض العدساني وصفاء الهاشم، بعد ان وافق المجلس على دمجهما، مساء امس الاول واستمر الى ساعة متأخرة من الليل.

وقال العدساني في حديثه عن محاور استجوابه «انه منذ سنة 1986 اقرت الحكومة خطة تنمية ومنذ عام 1988 والكويت واقفة، ومنذ عام 86 لم يتحقق انجاز يذكر»، متسائلا: اين تذهب الاموال؟

واضاف العدساني انه في القطاع الصحي اخر مستشفى انشئ كان العدان في عام 83، ومستشفى جابر عام 2003 لم ينته بعد، واهل الخير يطورون المستشفيات والمواطن يذهب الى المستشفيات الخاصة وهي تكلفة بحد ذاتها على المواطن والاسرة، وفيما يخص التعليم فان جامعة الكويت هي اول جامعة واخر جامعة تم بناؤها في الكويت».

واشار إلى ان الفوائض المالية لم تطور الكويت، بل طورت دولا اخرى، ويبقى السؤال: اين الـ 7.5 مليارات دينار من خطة التنمية؟ فجزيرة اللؤلؤ في قطر كلفتها 5 مليارات دولار ومدينة مسقط كلفتها 5 مليارات دولار.

واضاف ان الرعاية الصحية في برنامج الحكومة ثلاثة اسطر لم يذكر فيها بناء مستشفيات، لافتا إلى ان القطاع التعليمي في برنامج الحكومة لم يتطرق الى زيادة المقاعد الدراسية.

وقال العدساني: انا لم أطلب شيئا غير ذكر انجاز واحد تحقق، مشيرا إلى وجود مناطق سكنية ملوثة من المصانع، وهناك الاف الرخص في جميع المحافظات لم يتم الكشف عليها او تجديدها.

ولفت إلى أن البنية التحتية سيئة وهناك 4 ضحايا جراء الامطار، ورغم ذلك لم تستنكر الحكومة في بيان لها وحين ضرب الجويهل نشروا بيانا يستنكرون مع التأكيد اننا ضد الضرب.

وتابع ان مؤشرات الفساد ارتفعت في الكويت، بما قامت به الحكومة من ايداعات وتحويلات مليونية، فضلا عن غرامة الداو، موضحا أن اداء التنمية تراجع في الكويت، مستعرضا في جداول مراكز الكويت من بين مصاف دول عالمية في عدد من المؤشرات الاخرى.

وساطات

وبين العدساني ان لكل نائب ملفا للوساطات لتخليص معاملات الناس، والناس لا تستطيع اخذ حقوقها الا عن طريق النواب، مشيرا الى ان الاحتكار يحد من المنافسة، فضلا عن توفير قرض للشباب الكويتي في حال فك الاحتكار.

ولفت الى ان قضية محطة الزور تخص اكثر من وزير، وان القانون ينص على ان تكون مدرجة في البورصة، وذلك ما جاء في قانون 2012 فكيف يصدر قانون في 2013 لتعديل قانون سابق وبأثر رجعي؟

ولفت الى ان القروض للدولة تغطى بقانون وفق المادة 136 من الدستور.

وتساءل: ما فائدة المجلس حين تكون الاجوبة عن الاسئلة البرلمانية هي انها متعارضة مع حكم المحكمة الدستورية؟ فمن البديهي ان نتوجه إلى الاستجواب، مضيفا: أنا سأستشهد بدول الجوار لان من حقنا الا يطوفونا وهو لسان حال كل كويتي.

واشار الى خسائر التأمينات والخطوط الكويتية، وابطال المجلسين، قائلا: في ظل وجود رئيس مجلس الوزراء لم يكن هناك مجلس امة، ونريد ان نعرف من المتسبب في ابطال المجلسين؟ وتدرجنا منذ البداية في المساءلة وبرنامج الحكومة اتى متهالكا. وقال العدساني: اريد كلاما واضحا من رئيس الوزراء الى اين تتجه الكويت؟

مداخلة صفاء

وبدأت النائبة صفاء الهاشم استجوابها المقدم الى رئيس مجلس الوزراء قائلة ان «اليوم يقدم استجواب لك يا سمو الرئيس بعد التدرج في المساءلة ونامل الحصول على اجابة شافية على الكثير من الامور».

وقالت صفاء: «سعدت صراحة بدمج الاستجوابين لان كلا منهما مكمل للاخر، فما زال هناك بؤرة امل خصوصا مع المواطنين السهرانين معنا، فنحن امام مسؤوليات، وقد اتيت اليوم لأبين كم لدينا من فساد سياسي، وقد اصاب المواطن في الصميم».

وأضافت: «ذكرت يا طويل العمر يبون تطوير البنية التحتية، فضلا عن التردي الكامل في جميع مؤشرات الدولة، وهو ما اوضحه العرض التقريبي من الاخ رياض العدساني، فنحن مستعدون ان نعينك يا سمو الرئيس»، مشددة على ان توزيع الاراضي السكنية يجب ان يكون عادلا.

وتابعت: «نحتاج الى تطبيق القانون» مشيرة إلى ان «كثيرا من النواب قالوا لي معروف عنك التجريح، والجلسة ستكون علنية فلا تجرحي رئيس الوزراء».

واضافت: «انا بنت عبدالرحمن الهاشم تربيت على الاخلاق ولا يمكن ان اجرح احدا من ذرية المبارك، تلك الاسرة التي بادلناها كل الاحترام»، موضحة انها لا تكلم جابر المبارك لشخصه انما لمنصبه.

وأكدت ان المخالفات التي كشفت عنها تقارير ديوان المحاسبة يسيل لها الدم، مشيرة إلى ان «كل شيء بيدك»، وهنا قام المبارك بهز رأسه، فقالت: لا تهز رأسك والعصا في دولابك، وانت تملك القرار، وأنا قلت لك ابشر»، موضحة ان برنامج عمل الحكومة لا يثلج الصدر.

واضافت: كيف ندعي اننا نعيش في دولة قانون ومؤسسات والاخطاء الاجرائية في كل مكان وحدوث ابطال لمجلسين دون محاسبة أحد؟، لافتة الى ان «الثقة باتت معدومة بين الشعب والحكومة، موضحة ان «جابر المبارك يهيمن على كافة مصالح الدولة، ويا بخت عينك على ما منحك اياه الدستور، فلماذا لا نرى تطبيق القانون وتحقيق التنمية؟ ولماذا المواطن يئن؟»، لافتة الى ان المواطن لا يريد فلسا بيده إنما يريد خدمة وسكنا ووظيفة وتعليما حسب ما كفله الدستور فلماذا هذا التعطيل؟

واشارت صفاء الى ان رئيس الوزراء صرح قائلا ان (برنامج عمل الحكومة سيحمل طموحات المواطنين ويلبيها)، فأين ذلك الكلام على ارض الواقع؟ لافتة إلى ان برنامج عمل الحكومة، بدأ كمنجم ذهب ودمر على ايدي الاخوان المسلمين بإعادة الهيكلة، لافتة الى انك يا رئيس من تمتلك الرؤى والاستراتيجيات والاطار العام ورسم السياسات للبلد، موضحة الى ان وزيرة التنمية غشتك يا رئيس بهذا البرنامج، فهل يعقل ان بلدا واقفا حاله يأتي برنامجه في37 صفحة فقط.

وقالت ان «المضحك المبكي ان برنامج عمل الحكومة اتى بحرف السين، سنقوم وسننجز كل شيء في هذا البرنامج يتحدث عن المستقبل، وهذا لا يجوز»، موضحة ان ترتيب الكويت في التعليم 104 وطموح الكويت 80، وفي الصحة 36 وتريد ان تكون 32، ممارسة الاعمال طموحنا 50 ونحن في المرتبة 80، موضحة ان «2009 هو مرجعنا الحقيقي فهذه السنة سحرية ووزيرة التنمية تريد ان تعود بالبلد اربع سنوات ماضية»، لافتة إلى «اننا لم ننزل لاكثر من المرتبة 32 في 2009 وهذا خطأ».

واضافت: «يجب ان يختار رئيس الوزراء وزراء خزانات تفكير، فكيف تريد ان تحاسب وانت لا تملك حتى (توانكي تفكير)؟»، موضحة ان «ما اضاع البلد هو تركك يا جابر المبارك الحبل على الغارب فهناك قدرات كبرى لابناء الوطن لكن رئيس الوزراء غافل»، مقسمة ان «عدم التعاون لم يطرأ على بالي احتراما لهيبتك والاسرة التي تنتمي اليها».

وسألت رئيس الوزراء عن اسباب ذهاب «الفتوى والتشريع» من وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الى وزير العدل ثم عودتها لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وكذلك هيئة الزراعة فما الاسباب؟ واضافت: اين انت من الاخطاء الاجرائية بإبطال مجلسين؟»، موضحة انها قالت لرئيس الوزراء اخرج للناس في التلفزيون لتسمعك وتشعر بمشكلاتهم.

وقالت: «لم أر برنامج عمل يبدأ بنظرة سوداوية، وانا اضحكني كثيرا موقف النكت عن دولة الرفاهية حتى اننا تغلبنا على الاخوة المصريين في النكتة»، موضحة ان المسؤولية على قدر السلطة وبرنامج عمل الحكومة اتى مليئا بالمغالطات وفرض الضرائب على المواطنين صعبة يا سمو الرئيس، مشيرة إلى ان التردي في كل مكان وحال البلد واقف، «ووزير المالية قال ان خطة التنمية لم تكن صحيحة فأين ذهبت الـ 37 مليار دينار ميزانية التنمية؟»، متسائلة: «كيف نثق بالخطط المستقبلية؟».

وعن الرفاهية تساءلت: «ما مفهوم الرفاهية؟ وما اسباب فشل الادارة الحكومية في خطة التنمية؟ فقبل اربع سنوات كنا افضل»، لافتة إلى ان «اداء وزيرة التنمية رولا دشتي ساهم في ضياعك، والنهج القديم سيقودنا للهلاك، فإما ان تواجه التحديات المقبلة او تعترف بعدم جدوى برنامج عمل الحكومة ومحاسبة من قدم هذا البرنامج، الامر الاخر انت رئيس المجلس الاعلى للبترول فلماذا لم تجتمع منذ ستة اشهر؟».

وقالت: «اذا تجاهلت التحديات المقبلة وواصلت العمل كما هو المنوال الحالي ولم تغير وزراءك وتتبع المتنفذين ولم تحاسب من ورطك ببرنامج عمل الحكومة فلن تستمر بعدها»، متسائلة: «لماذا لم يتم الاخذ بالتقارير العالمية عن الكويت واسعار النفط وخاصة رؤية توني بلير التي قدمت الى سمو الامير؟».

واكدت ان كل دول المنطقة يوجد لديها ارتباط بين نمو الاقتصاد الاجمالي غير النفطي ونمو العائدات غير النفطية، مشيرة إلى «أنني لن اقبل التحدث عن المستقبل بكلمة سين».