قبل ساعات من انتهاء هدنة يسابق وسطاؤها في القاهرة الزمن لتمديدها، انتشرت القوات الإسرائيلية أمس قرب حدود غزة، في حين خرج الآلاف من أنصار حركة حماس في تظاهرة حاشدة دعماً لها وللوفد المفاوض في مصر، سبقها إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما رفضه بقاء «القطاع معزولا عن العالم».

Ad

وتجمع أنصار «حماس» المشاركون في التظاهرة التي انطلقت من مساجد القطاع بعد صلاة ظهر أمس باتجاه ميدان الجندي المجهول في مدينة غزة. وحمل المشاركون رايات حماس الخضراء مرددين هتافات كان أبرزها «المقاومة المقاومة».

وفي كلمة في المسيرة، قال النائب عن «حماس» في المجلس التشريعي مشير المصري «جاءت هذه الجماهير لتقول للوفد المفاوض لا تعودوا إلا بشروطنا»، مضيفاً «نؤكد في موقف واحد أن الحرب لم تضع أوزارها بعد، مقاتلونا في الميدان لم يغادروا الثغور المتقدمة ومازالت صواريخنا موجهة إلى تل أبيب وأبعد من ذلك».

وحذر من أنه «إذا لم يستجب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لمطالبنا فنحن له بالمرصاد». ونصح سكان المستوطنات المحاذية لقطاع غزة «بألا يعودوا إلى منازلهم اذا لم يستجب نتنياهو إلى مطالبنا».

وأشار إلى أن «الساعات القليلة القادمة ستحدد معالم ووجهة الأمور والخيارات مفتوحة على مصراعيها،  وعلى الاحتلال أن يختصر الوقت والثمن ويستجيب لمطالب المقاومة».

يوم الحسم

وفي القاهرة التي تستضيف مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، أعلن مسؤول إسرائيلي مساء أمس الأول موافقة بلاده على تمديد وقف إطلاق النار، المعمول به منذ الثلاثاء الماضي لثلاثة أيام، من دون شرط أو مهلة زمنية، لكن «حماس» أكدت أن ليس هناك أي اتفاق بهذا الشأن.

وأوضح مسؤول فلسطيني ضمن الوفد الموجود في القاهرة أمس أن «اليوم سيكون حاسما في موضوع التوصل إلى تهدئة، إذا لم يكن هناك رد إسرائيلي وفق المبادرة المصرية التي تتضمن المطالب الفلسطينية»، مضيفاً أنه «سيكون هناك عدة خيارات مفتوحة».

تعاطف أوباما

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول أن قطاع غزة لا يمكن أن يبقى «على المدى البعيد معزولا عن العالم»، مؤكدا أن سكان القطاع بحاجة لأن يشعروا بوجود «أمل» بالمستقبل، مضيفاً أنه يجب إحياء الأمل لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية لا في غزة فقط، وأنه «متعاطف مع أهل غزة لا مع حركة حماس».

وأكد أوباما في خطاب ألقاه في ختام قمة افريقية- أميركية استضافتها واشنطن أن الولايات المتحدة تدعم المحادثات الجارية في القاهرة بهدف إحلال هدنة دائمة، موضحاً أنه يريد أن يرى نهاية لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وبدء إعادة أعمار غزة.

عزل حماس

من جهته، حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أول تصريح علني له منذ دخول التهدئة حيز التنفيذ حركة حماس «مسؤولية المعاناة في غزة».

وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي في القدس «أعتقد أن العملية العسكرية على غزة كانت مبررة، وأعتقد أنها كانت متناسبة، وهذا لا يعني بأي حال أننا لا نشعر بأسف شديد على كل خسارة في الأرواح بين المدنيين».

ودعا المجتمع الدولي إلى عزل حماس بسبب «تجاوزاتها بحق المدنيين»، مشدداً على أهمية نزع سلاح الفصائل، ومكررا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي تحادث معه بعد ظهر أمس الأول أكد بنفسه على هذا الأمر.

الإعمار الأخير

من جهة أخرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إنهاء معاناة سكان غزة، معلنا أن المنظمة مستعدة لإعادة بناء القطاع ولكن للمرة الأخيرة.

واستهل بان كي مون الاجتماع الخاص للجمعية العامة للأمم المتحدة بالدعوة إلى إقرار سلام دائم في غزة بعد حرب استمرت 28 يوما وخلفت دمارا هائلا وآلاف القتلى والجرحى.

وقال بان كي مون أمام الجمعية التي تضم 193 عضوا، إن «دوامة المعاناة التي لا طائل لها في غزة والضفة الغربية وفي إسرائيل يجب أن تتوقف»، محذراً من «نفاد صبر العالم إزاء إسرائيل والفلسطينيين بعد ثلاث حروب في ست سنوات»، متسائلاً «هل علينا أن نستمر على هذا المنوال، نبني ونهدم ثم نبني ثم نهدم؟».