اليوم لن أقف عند محطة الاستجوابات ولا عند التعديل الوزاري المرتقب ولا عند بعبع حل مجلس الأمة ليس لعدم أهميتها على الوضع السياسي ولكن لكونهم لن يجدوا نفعاً في ظل غياب الرغبة الحقيقية للإصلاح المفهوم الحاضر على الورق فقط.   

Ad

سبق أن كتبت مقالات عدة عن أهمية الوحدة الوطنية وعن ضرورة إيجاد وثيقة تنبثق من قلب الدستور روحها العدل والمساواة واحترام حقوق المواطنين، لكن للأسف لا حياة لمن تنادي!

الوضع لم يعد يطاق فتصريحات الحكومة والنواب كلها تضارب في تضارب ومن يحاول فهم وفك رموز هذه الأحجية لن يصل إلى شيء، فهي كالدائرة ليس لها زاوية يمكن تتبع خيوطها رغم معرفة الشخوص التي تدور في فلكها.  

ما ان تقول انقشع الظلام إلا وتجد نفسك وسط خيوط الفجر الكاذبة، لذا سأترك الاستجوابات ومن فيها لأنقلكم إلى قضية في غاية الخطورة تطل علينا مع بداية شهر المحرم تترك أثراً في النفوس يظل لبقية أشهر السنة.  

الوحدة الوطنية هي آخر الحصون التي يريد أعداء الوطن دكها، فمنذ سنوات وآلة التعصب تنخر بمكونات المجتمع الكويتي دون حساب وقودها الشباب المتحمس، وللأسف إن استمر الحال على ما هو عليه وفسح المجال لهذه الدعوات التي يطلقها رجال دين وساسة أعمى الله بصيرتهم عن حقيقة القرآن الكريم الذي عالج اختلاف الرأي بطريقة رائعة... سأذكر بعضاً مما ورد في كتابه الكريم تاركاً لمخيلتك عزيزي القارئ التفكر فيها.

قال الله تعالى وقوله الحق:

-{لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً}- سورة الرعد الآية (31).

-{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى}- سورة الأنعام الآية (35).

-{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً}- سورة يونس الآية (99).

-{وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}- سورة السجدة الآية (13).

-{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}- سورة يونس الآية (99).

-{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}- سورة هود الآية (118).

-{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}- سورة المائدة الآية (48).

أتمنى أن يعي من يريد أن يجبر الناس على رأيه أن يقرأ تلك الآيات الكريمة ليعرف كيف تعامل ديننا مع المكونات البشرية على اختلاف مشاربهم المسلم وغير المسلم فلا يوجد دين أعظم من هذا الدين الذي يصر البعض على تشويه صورته العظيمة.

ودمتم سالمين.