ظهور نصرالله العلني مرتين متتاليتين مؤشر عسكري وأمني وسياسي

نشر في 17-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 17-11-2013 | 00:01
تعددت التفسيرات بشأن الأسباب التي دفعت بالأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى الظهور العلني مرتين في أقل من 24 ساعة في احتفالات جماهيرية في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

وشغل الظهور العلني لنصرالله أكثر من وسط سياسي ودبلوماسي في بيروت، من منطلق السعي لمعرفة ما إذا كانت خطوتا نصرالله تتضمنان رسائل سياسية معينة أم أنهما مجرد حدثين معزولين لا يجوز تحميلهما أكثر مما يحتملان.

ويرى القريبون من «حزب الله» في هذا المجال أن الظهور العلني لنصرالله ليس الأول في مثل هذه المناسبة، إذ إنه اعتاد خلال السنوات الماضية أن ينضم إلى المسيرة العاشورائية المركزية للحزب لبعض الوقت. ومع ذلك فهم يعتبرون أن ظهوره مرتين هذه السنة وبشكل مطول يحمل في طياته أكثر من رسالة في اتجاه البيئة الحاضنة للحزب، كما في اتجاه خصومه. ويتوقف هؤلاء في هذا المجال عند النقاط الآتية:

1 - أن الأمين العام لـ«حزب الله» الذي يخوض مقاتلوه معارك عسكرية ضارية في سورية، لم يعتد البقاء بعيداً عن المواجهة في المعارك؛ فقد سبق له في حرب 2006 أن زار الجبهات وتفقدها وشارك المقاتلين في المواجهات، وبالتالي فإن ظهوره بين مؤيديه في بيروت هو من أبسط الأمور للدلالة على أنه لا يخوض المواجهات بغيره، وإنما هو قائد عسكري بامتياز يكون على رأس مقاتليه ويعرض نفسه لما يتعرض له الآخرون من أخطاء.

2 - أن نصرالله الذي دعا مساء الأربعاء أنصاره إلى تحدي الظروف الأمنية المتمثلة في مخاطر التفجيرات لا يمكن أن يبقى متخفياً، وبذلك فإنه أراد من خلال ظهوره العلني تشجيع محازبيه وأنصاره وتأكيد أنه جزء من المواجهة، لا مديراً لها عن بعد فقط.

3 - وفي كلتا الحالتين فإن نصرالله أراد بظهوره بثّ جو من الاستنهاض والحماسة في صفوف قواعده الشعبية لما لهذه القواعد من تأثير في احتضان المشروع الذي يعمل الحزب على تنفيذه في لبنان وسورية على حد سواء. كما أراد توجيه رسالة بأن الحزب قادر على الإمساك بالأرض أمنياً واستخباراتياً بدليل قدرته على تأمين الحماية لأمينه العام، ليس فقط في مواجهة خصومه المحليين والسوريين والعرب، وإنما في مواجهة إسرائيل نفسها التي تسعى إلى النيل منه جسدياً.

في المقابل، فإن الخصوم السياسيين لـ»حزب الله» على الساحتين اللبنانية والعربية يرون في مجازفة السيد حسن نصرالله بأمنه دليلاً على الوضع الدقيق للحزب الذي دفع بأمينه العام إلى تعريض نفسه للمخاطر في محاولة لاحتواء التململ الشعبي من ارتفاع عدد القتلى والمصابين في المعارك الدائرة في سورية.

ويذهب بعض المغالين في مخاصمة «حزب الله» إلى حد القول بأن ظهور نصرالله العلني على دفعتين متتاليتين دليل على ارتياح خصومه الخارجيين إلى الدور الذي يقوم به في سورية ولبنان، وهو دور يصب في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية اللتين لا تملكان في ضوء هذا الدور أي مصلحة في استهداف نصرالله.

back to top