خلال عامي 2012 و2013 كانت أسعار المنازل في الولايات المتحدة ترتفع بوتيرة تماثل في حدتها كل ما شهدناه من فقاعة اسكان مدمرة في العقد الماضي. ولكن منذ بداية سنة 2014 تباطأت وتيرة الزيادة بصورة لافتة. واذا افترضنا أن تلك الوتيرة سوف تستمر – وهذا ما يبدو – فإن الأسعار ستظل مقبولة ومحتملة، إن لم تكن رخيصة بتعبير آخر. ويقول محلل العقارات لدى "كابيتال ايكونوميكس" بول ديغل في بحث نشره الأسبوع الماضي "إن ذلك يعني ان سوق المساكن سوف يتفادى أن تصبح أسعاره أعلى من القيمة مما سيسمح باستمرار التعافي في أنشطة المبيعات والبيوت الجديدة".

Ad

وقد جاء آخر دليل على التباطؤ من "كور لوجيك" التي أعلنت أن الأسعار في شهر مايو ارتفعت بنسبة 8.8 في المئة عن معدلات سنة سابقة – وهي مكاسب كبيرة على أي حال – لكن كبير الاقتصاديين لدى "كور لوجيك" مارك فلمنغ لاحظ في تقرير له ان تلك النسبة كانت نحو 3 نقاط مئوية أقل من معدل النمو الذي شهدناه قبل ثلاثة أشهر، كما كان التغير السنوي الأدنى خلال 18 شهراً.

معدل الزيادة

ويتوقع استمرار الهبوط في معدل الزيادة في الأشهر المقبلة، مع طرح مزيد من المنازل في السوق. ويقول ستيفن كيم وهو محلل بناء المنازل لدى "باركليز" في تقرير له: "نحن لانزال نشهد حركة بناء ضعيفة مقارنة مع النمو في عدد السكان". ومن نسبة متدنية بلغت 554000 في سنة 2009 وصل عدد المنازل الجديدة الى 927000 في السنة الماضية، ويتوقع "باركليز" أن يزداد المعدل سنوياً بـ200000 ليصل الرقم الى 1.7 مليون بحلول سنة 2017.

تجدر الاشارة الى أن سوق المساكن أكثر قوة مما كان عليه في سنوات سابقة، كما أن عدد المنازل التي دخلت ميدان حبس العقار في الفصل الواحد عاد الى مستويات الانخفاض التي سادت خلال ما قبل الأزمة في 2005 – 2006، بحسب تورستن سلوك وهو كبير الاقتصاديين الدوليين في دوتشه بنك سيكيوريتيز.

وتشكل مبيعات المنازل المنخفضة السعر 11 في المئة فقط من مبيعات شهر مايو منخفضة عن نسبة الـ18 في المئة قبل سنة.

ويساعد في هذا الصدد أيضاً تعضيد الاقتصاد. ويظهر التاريخ أن الاسكان أكثر حساسية ازاء سلامة وصحة سوق العمل منه الى معدلات الفائدة – ما يعني ان الناس اذا شعروا بثقة ازاء وظائفهم فإنهم سوف يقدمون على الشراء، حتى مع ارتفاع معدلات الرهن العقاري.

ارتفاع أسعار المنازل

وتتوقع "كابيتال ايكونوميكس" ارتفاعاً في أسعار المنازل يصل في هذه السنة الى 7 في المئة والى 4 في المئة في سنة 2015. كما تتوقع "كور لوجيك" ارتفاعات تبلغ 6 في المئة خلال الفترة من شهر مايو 2014 الى مايو 2015. أما "باركليز" فيتوقع نسبة ارتفاع في أسعار المنازل تصل الى 5 في المئة هذه السنة، والى 3 في المئة في السنة المقبلة، والى 2 في المئة في 2016.

وقد ارتفعت أسعار المنازل الجديدة بوتيرة أسرع من وتيرة المنازل القائمة، ولذلك فهي عرضة بقدر أكبر الى عملية تصحيح. ويمضي كيم من "باركليز" الى حد توقع حدوث هبوط طفيف في أسعار المنازل خلال سنة 2016. وتتفوق المنازل الجديدة على الدوام على المنازل "المستعملة" ولكن الفارق في الفترة ما بين سنة 1968 وحتى 2008 كان 15 في المئة فقط.

وبحلول السنة الماضية كان متوسط سعر المنزل الجديد لعائلة واحدة أكثر بـ38 في المئة عن سعر مثيله في المنازل القائمة. وتلك الفجوة ليست مستدامة وسوف تنكمش بحسب توقعات كيم.

ويتطلع "باركليز" الى حدوث ارتفاعات في أسعار البيوت الجديدة بنسبة 4 في المئة فقط في هذه السنة، مع استقرارها في السنة المقبلة وهبوطها بنسبة 2 في المئة في 2016. ويتوقع "باركليز" أن تحقق أسعار المنازل القائمة زيادة تقارب الـ7 في المئة هذه السنة، و4 في المئة في 2015 و3 في المئة في 2016.

(بزنس ويك)