الأسد: الحل السلمي انتهى... وموقف الغرب تغيّر لمصلحتنا

نشر في 12-06-2014 | 00:06
آخر تحديث 12-06-2014 | 00:06
No Image Caption
• «الحر» يجتمع على الحدود ويطلب دعماً لمواجهة «داعش»
• «الرئيس المنتخب» يتصدر 20 لائحة لجرائم حرب!
كتب الرئيس السوري بشار الأسد شهادة وفاة الحل السلمي في بلاده، بإعلانه صراحة انتهاء مفاوضات جنيف مع معارضة لم تقدم شيئاً ولا علاقة لها بالناس ولا الأرض، كاشفاً عن تغير جذري في موقف أوروبا وواشنطن من الحرب السورية بعد وصول الإرهاب إلى عقر دارهما.

كشف الرئيس السوري بشار الأسد عن تلقيه «إشارات تغيير مواقف» من الولايات المتحدة والغرب « في موقفهم من سورية بعد «وصول خطر الإرهاب إليهم»، مشدداً على أن مرحلة «ما بعد الانتخابات» التي أعيد انتخابه فيها الاسبوع الماضي لولاية ثالثة تختلف عما قبلها خصوصاً في التفاوض مع معارضيه.

ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية الموالية للاسد والمقربة من حزب الله الذي يقاتل في سورية الى جانبه  في مقابلة من صفحتين نشرته أمس عن الرئيس السوري قوله: «أميركا والغرب بدأوا يرسلون إشارات تغيير بعدما صار الإرهاب في عقر دارهم. فهناك أميركي فجر نفسه على الأراضي السورية، وفرنسي آخر من أصل مغاربي قتل يهوداً في كنيس في بروكسل»، معتبراً أن الغرب «لن يستطيع أن يفعل أكثر مما فعل لتغيير المعادلة».

وأضاف الأسد، للصحيفة التي التقته أمس الأول، أن «مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين يحاولون التواصل معنا، لكنهم لا يجرؤون بسبب لوبيات تضغط عليهم»، منوهاً إلى أنه «رغم اشتراك الجميع بالتآمر إلا أن الأميركيين أثبتوا أنهم أكثر عقلانية من الفرنسيين»، الذي عزا تشددهم ضده إلى «أسباب مالية تتعلق بصفقات مع السعودية وغيرها».

وهم المعارضة

وأكد الأسد أن الحوار، الذي اعتبره أساس المرحلة المقبلة، مع «المعارضة السورية الموجودة في الخارج والتي كانت الطرف المفاوض في جنيف-2 لن يقدم شيئاً، لأنها ببساطة لم تعد تمون على شيء. وليست لها علاقة لا بالناس ولا بالأرض»، مشيراً إلى أنها «بيعت لها أوهام من دول غربية وعربية فباعتها للناس. وجاءت الانتخابات لتعريها. وما بعد الانتخابات ليس كما قبلها. الناس قالوا رأيهم وعلينا احترامهم». وعن جنيف، قال: «انتهى، لأن الظروف تغيرت».

اللحام

من جهة ثانية، أعاد مجلس الشعب، في جلسته السادسة من الدورة العادية السابعة للدور التشريعي الأول التي عقدها أمس انتخاب محمد جهاد اللحام رئيساً للمجلس، بغالبية أصوات 173 مقابل 20 لعضو المجلس ماريا سعادة من أصل 213 عضواً شاركوا في الاقتراع.

وأشار اللحام إلى أن إعادة انتخابه يشكل حافزاً لبذل مزيد من الجهد والعمل على تحسين الأداء وتصويبه لما فيه خدمة الوطن والمواطن، لافتاً إلى أن انتخابات مكتب المجلس تعبّر بشكل حقيقي عن مدى إيمان أعضاء المجلس بالديمقراطية والمنافسة الشريفة.

جرائم حرب

في المقابل، قال كبير المدعين السابق بالمحكمة الجنائية الدولية ديفيد كرين إن الرئيس السوري يتصدر قائمة تضم 20 لائحة اتهام لمسؤولين حكوميين ومقاتلين من المعارضة أعدها خبراء لمحاكمتهم في يوم من الأيام عن جرائم حرب.

وقال كرين، الذي يرأس مشروع «المحاسبة في سورية»، إن القائمة سلمت الى المحكمة الجنائية الدولية واستندت في كل واقعة إلى انتهاك محدد لاتفاقية روما التي يمكن بموجبها توجيه الاتهام الى مشتبه فيه.

وأعد فريق منفصل من محققي الامم المتحدة أربع قوائم سرية بالمشتبه في ارتكابهم جرائم حرب من كل الاطراف في سورية، لكنه امتنع عن الكشف عن أي أسماء.

وأضاف كرين أن القائمة التي وضعتها مجموعته من الخبراء ضمت أعضاء بالجيش السوري ومن النخبة السياسية إضافة الى قادة «داعش» وجبهة النصرة، لكنه لم يذكر أسماء غير الأسد، الذي اعتبر أن ملاحقته وهؤلاء جميعاً ممكنة بالرغم من عرقلة روسيا والصين في الامم المتحدة.

«الحر» و«داعش»

في غضون ذلك، بحث المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر بحضور رئيس ائتلاف قوى المعارضة أحمد الجربا ورئيس هيئة الأركان ونائبه بالجيش الحر أمس الأول القضايا المتعلقة بالثورة السورية والوضع العسكري على الأرض.

وذكر الائتلاف في بيان أن الاجتماع، الذي عقد قرب الحدود التركية السورية، استمع لتفاصيل زيارة رئيس الائتلاف ورئيس الأركان والوفد المرافق إلى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدول الشقيقة للشعب السوري. وطالب قادة الائتلاف الدول الصديقة للمعارضة وعلى رأسها السعودية والخليج وتركيا بدعم فصائله لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في محافظة دير الزور (شرق)، التي اعتبرها «منطقة منكوبة». ودعا المجلس العسكري الأعلى «جميع الكتائب والألوية العاملة في دير الزور بضرورة التوحد والتصدي لعصابات الأسد وداعش الإرهابي»، اللذين تسببت المعارك ضدهما في محافظات حلب والحسكة (شمال) ودير الزور وادلب (شمال غرب) بمقتل أكثر من ستة آلاف شخص من الطرفين.

تقدم للمعارضة

في هذه الأثناء، وبينما أطلق النظام دفعة ثالثة من مرتكبي الجرائم في حماة، أعلنت كتائب الجيش الحر أمس سيطرة مقاتليها في جبهة الشمال على أربع قرى بريف حلب الشرقي، مبينة أنهم يخوضون حالياً معارك عنيفة في ريف دمشق مع قوات النظام.

وفي جبهة الجنوب، استهدف الجيش الحر بالقذائف والرشاشات قوات النظام المتمركزة على تل الجموع بين مدينة نوى وبلدة تسيل بريف درعا الغربي تزامناً مع اشتباكات مستمرة بمحيط التل، كما استهدف عناصره بالقذائف قوات النظام المتمركزة على حاجز المصرف الزراعي بأحياء درعا المحطة. وعلى الساحل السوري، أفاد تقرير لشبكة شام بأن الكتائب الاسلامية استهدفت بالقذائف والرشاشات الثقيلة تجمعات قوات النظام بمحيط قمة تشالما وفي قرية قسطل معاف، تزامناً مع اشتباكات دارت في محيط قمة النبي يونس وقمة تشالما في اللاذقية.

خسائر للنظام

وأعلن المرصد السوري أمس مقتل 14 عنصراً من قوات النظام من جراء انفجار سيارة مفخخة استهدف أحد مراكز القوات بحلب. وذكر المرصد أن السيارة انفجرت بعد منتصف ليل أمس الأول في مبنى دار الأيتام، موضحاً أنه عقب الانفجار وقعت اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء وسط قصف للطيران الحربي.

وأفاد المرصد بانفجار سيارة مفخخة فجر أمس في محيط قرية أم شرشوح بحمص تبعته اشتباكات عنيفة في القرية وسط تنفيذ الطيران الحربي خمس غارات جوية على مناطق الاشتباكات.

(دمشق، بيروت- أ ف ب، رويترز، د ب أن كونا)

back to top