جميلات.. في ملفات القضايا! (1): المذيعة المشهورة... حطمتها لعنة العائلة

نشر في 29-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 29-06-2014 | 00:02
No Image Caption
رغم النجومية التي حققتها المذيعة المشهورة، فإن ما جمعته تحت الأضواء، تحطم على صخرة العائلة، فتعرضت لطعنات من الخلف تركتها حطاماً بشرياً، بعدما تلقت طعنات الخيانة من الزوج والأخت الصغرى، بينما جاءت ابنتها الوحيدة لتكمل مأساة دمرت سمعة المذيعة التي كانت يوماً ملء السمع والبصر، فصارت نكرة لا يعرفها أحد إلا بصعوبة، تنزل في المصحات النفسية بحثاً عن الخلاص من لعنة العائلة.
حادث مروع!!.. هكذا بدأت القصة منذ سنوات، فتاة في عمر الزهور تسقط من الطابق السابع جثة هامدة فوق الأرض! أكدت أسرتها في التحقيقات أن الفتاة اختل توازنها في شرفة الحجرة... لكن ظل السؤال غامضاً: لماذا كانت الفتاة شبه عارية، قبل أن يسارع المارة إلى تغطيتها، وألقت فوقها إحدى السيدات عباءتها لتستر عوراتها؟؟.. سؤال آخر حير المتابعين للحادث: لماذا التعتيم على الحادث حتى قيل إن رئيس المباحث لم يقدم تحرياته الحقيقية  للنيابة؟.

أمر ما كانت تخفيه الأسرة أو أن سوء حظ أصاب أفرادها... فالأخت الكبرى حصلت على الطلاق من زوجها وسافرت إلى إحدى الدول الأوروبية رغم أنها كانت في القاهرة مذيعة معروفة... وهناك تولت منصباً إدارياً كبيراً بإحدى الإذاعات الناطقة باللغة العربية.. لم تحقق في القاهرة ثروة، لكنها حققت شهرة واسعة... وفي أوروبا انزوت عنها الأضواء وانهالت عليها الدولارات!.. كان لها في القاهرة بيت جميل يدفئه ويؤنسه زوج ضبط بوصلة سعادته على لحظات رضاها... وفي أوروبا كان لها بيت أجمل وأوسع لكنها عاشت فيه وحيدة، عواطفها محبوسة في زنزانة مغلقة من الجهات كافة.

 كلما ضغطت عليها أنوثتها تجاهلتها، وإذا هاجت الذكريات أسرعت إلى الحبوب المنومة  لتهرب من طيف ابنتها الوحيدة ريهام، ومن مطارداته لها حيثما ذهبت... لم يكن يرعبها في أوروبا في سنوات عملها الأولى سوى أن تهزمها ريهام وتكون سبباً في عودتها إلى القاهرة؛ فتنكسر مرة أخرى أمام حبيب الأمس الذي صار زوجاً سابقاً بعدما انفصلت عنه!.

كثيراً ما كانت تراجع نفسها ويؤنبها ضميرها لأن عنادها وإصرارها على الطلاق حرماها من ريهام...

أصر زوجها على ألا يطلقها إلا إذا تنازلت له عن حضانة ريهام... لم يكن هو الآخر يريد أن يحرمها من أمومتها، لكن حبه الجنوني لزوجته جعله يضغط على نقطة ضعفها الوحيدة لتتراجع عن رغبتها في الطلاق... إلا أن الزوجة العنيدة ضحت بكل حقوقها بوحيدتها ريهام، حتى وظيفتها استقالت منها وهاجرت من مصر، وقبلت عرض شبكة الإذاعة الأجنبية الناطقة باللغة العربية!.

بعيداً عن الوطن

هكذا عاشت المذيعة المشهورة {سابقاً} حياتها الجديدة بعيداً عن أرض الوطن، كانت أخبار ريهام تصلها بانتظام، فتطمئن عليها وعلى تفوقها في المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية، تقدم إليها عشرات العرسان من جنسيات عربية مختلفة، لكن قلبها الموصد بالمتاريس لم ينبض لواحد منهم، وكان يسعدها، أحياناً، وصول أخبار من القاهرة عن عزوف زوجها السابق هو الآخر عن الزواج، وتفانيه في تربية ريهام والتفرغ لها بعدما استقال وضحى بمنصبه الرفيع، وأدار مشروعاً تجارياً ناجحاً يدر عليه مكاسب لم تكن في الأحلام.

 ولأن الرجل يحتفظ ببعض ذكريات الماضي الجميل، قرر أن يصنع مفاجأة مدوية وثق بأنها ستعيد المياه إلى مجاريها مع زوجته السابقة، فسافر مع ريهام حيث تعيش طليقته، بالفعل هزت المفاجأة المذيعة المعروفة وهي ترى وحيدتها قد صارت عروساً أجمل من بنات أوروبا. كبرت ريهام وتفتحت أزهارها رغم أنها كانت في العام الأول من المرحلة الثانوية، لم تشعر المذيعة التي اشتهرت بعنادها وشخصيتها القوية بدموعها التي انهمرت فوق وجهها، وبللت وجه ابنتها كحبات مطر تنساب من عيون السماء فوق زهرة يافعة تتراقص بها الأغصان.

وللمرة الأولى جلس الثلاثة معاً وتناولوا طعامهم على مائدة واحدة، كانت ريهام أسعد فتيات الدنيا، حاولت أن تقرب بين والديها، لكن الأم عادت إلى عنادها وجبروت كبريائها، عندما اشتعلت أمامها ذكريات الماضي وتذكرت اللحظة التي ضبطت فيها زوجها متلبسا بخيانتها مع شقيقتها، فلم تجد أختها وجها تقابل به وجه شقيقتها الكبرى، فقفزت من الطابق السابع بملابس النوم، وقيد الحادث وقتها انتحاراً لأسباب اخترعتها المذيعة وزوجها الضابط والعائلة، إلا أنها اتخذت قرارها السريع بأن يظل زوجها محرماً عليها حتى الموت!.

عودة خائبة

 عادت ريهام مع والدها إلى القاهرة واليأس ثالثهما، خاب مسعاهما لإعادة الأم إلى القاهرة، لم تكن الابنة الجميلة تفهم سر عناد أمها، فرفضت الإقامة معها واختارت العودة إلى مصر تعاطفاً مع أبيها، وقد اعتبرته مظلوماً. كان الأب حريصاً والأم، أيضاً، على أن تظل ريهام تنظر إلى سيرة خالتها المتوفاة باحترام.

كانت تلك هي المرة الوحيدة التي سافرت فيها ريهام إلى والدتها في أوروبا، لكن القدر كتب لها اللقاء مع أمها مرة أخرى، فقد اضطرت الظروف المذيعة المعروفة إلى الحضور إلى القاهرة، للمرة الأولى بعدما فارق طليقها الحياة إثر حادث أليم، ففكرت جدياً في أن تصطحب ريهام لتعيش معها في أوروبا وتكمل تعليمها هناك، لكن ريهام {ركبت رأسها} ورفضت الفكرة، بل أصرت على البقاء إلى جوار جدتها لأبيها في الفيللا التي ورثتها الابنة في أرقى أحياء القاهرة، وبعدما  تنازلت لها جدتها عن نصيبها في ميراث ابنها، صارت ريهام أجمل وأصغر المليونيرات في مصر وقبل أشهر من التحاقها بالجامعة!

فشلت محاولات الأم في إقناع وحيدتها بأن تعيش معها  أربع سنوات فقط تنهي بعدها خدمتها في شبكة الإذاعة الأجنبية... وبقيت ريهام على موقفها وعنادها فقالوا: {من شابهت أمها... فما ظلمت}.

تغير الحال

هكذا الدنيا... المذيعة التي كان المعجبون يطاردونها في كل مكان، قبل سنوات، صار الناس يتعرفون إليها بصعوبة، ولم يبتسم ضابط الجوازات في المطار في وجهها إلا حينما قرأ اسمها في جواز السفر، المذيعة التي كانت تحكم وتأمر زوجها صارت ابنتها هي التي تحكم وتأمرها، والابنة التي اتهمت أمها ظلماً بالقسوة، صارت أمها تتهمها هي الأخرى بالقسوة بعدما تركت أمها تغادر القاهرة ودموعها فوق خديها لتبقى هي مع جدتها العجوز، هكذا صنعت الأيام شرخاً بين المذيعة وابنتها الوحيدة التي كان يؤلمها أن والدها مات من دون أن يحقق حلمه الوحيد وتعود مطلقته إلى عصمته.

ثلاث سنوات كاملة كانت وسيلة الاتصالات الوحيدة بين ريهام ووالدتها المراسلات والمكالمات والأحاديث التي كانت تجري فوق لسان الأم من قلب قلبها، وتنطلق من لسان الابنة وكأنها تصريحات ديبلوماسية في مناسبات سياسية، لم تكن الأم تدري أن ريهام بدأت تعيش حياتها طولا وعرضاً، ربما لتنسى ارتباطها الأسطوري بأبيها... وربما لالتفاف صديقات السوء حولها، وربما لانعدام الرقابة بعدما باتت تعيش وحيدة بين أرجاء فيللتها المترامية الأطراف بلا رقيب أو حسيب.. وربما لكل هذه الأسباب مجتمعة.

... ويا لها من أقدار... ومفاجآت.. قررت ريهام أن تقلع عن حياة السهر والترف والحرية غير المسؤولة بعدما تعرفت إلى شاب من نوابغ الجامعة، عُيّن معيداً بنفس الكلية التي تدرس فيها ريهام... أحبته كما لم تحب امرأة من قبل... أخفت عن الجميع فقره وسهلت له متطلبات الزواج... في اللحظة التي أرسلت فيها إلى أمها لتحضر فوراً إلى مصر وتقابل عريسها ليطلب يدها منها كانت الأم اتخذت قراراً حاسماً بأن تتزوج من ثري عربي، وجدت فيه ضالتها وشعرت بأن الزمن يصالحها بحبه الجارف لها ومحاولاته المضنية في أن يعوضها سنوات الحزن والشقاء وقسوة وحيدتها عليها.

 مع ذلك عادت المذيعة السابقة إلى القاهرة، وقابلت عريس ريهام وحضرت حفلة زفافها إليه، ثم عادت إلى الخليج حيث اختارت أن تستقر مع عريسها الثري العربي بعدما تزوجته وأجلت إبلاغ ابنتها بهذا الزواج إلى وقت تراه مناسباً!

وداعا للأبد

ذات يوم لم تشرق له شمس فوجئت ريهام بالقبض عليها وإحالتها إلى النيابة العامة!.. حضر زوجها وعرف بالاتهام الموجه إليها فضرب كفاً بكف وهو مذهول، كيف تكون زوجته المليونيرة متهمة بالسرقة... لا بد من أن ثمة لبساً أو سراً خفياً... وبصعوبة بالغة تمكن زوج ريهام من الاتصال بحماته طالباً منها الحضور فوراً، بعدما أمرت النيابة بحبس ابنتها أربعة أيام!

حجزت المذيعة السابقة على أول طائرة... ولحق بها زوجها الثري العربي في اليوم التالي فوجد زوجته في حالة انهيار تام في إحدى المستشفيات الكبرى... حاولت ريهام الانتحار بالقفز من الطابق الرابع بالنيابة فتكسرت عظامها وغابت عن الوعي، وإن ظلت على قيد الحياة بأجهزة التنفس الصناعي... فجأة يدخل حجرة العناية المركزة ضابط مباحث القسم الذي كانت ريهام نزيلة في تخشيبته بعد قرار حبسها... تقدم من المذيعة السابقة ثم همس لها وهو يمد يده ببعض الأوراق قائلا:

• آسف يا هانم... هذه الأوراق وجدناها بخط يد ريهام مع إحدى نزيلات تخشيبة النساء...  قالت لنا إن ريهام طلبت منها، بعدما كتبتها، أن تسلمها لنا لنسلمها إليك عند حضورك!

مدت المذيعة الحسناء يدها المرتعشة والتقطت الأوراق من الضابط وأسرعت في قراءتها:

ماما الحبيبة...

أرجو ألا يكون خبر وفاتي مفاجأة مؤلمة لك لأننا كلينا اعتاد الحياة بعيداً عن الآخر... كل ما أرجوه ألا تفقدي ثقتك في ابنتك... وألا يفقد زوجي ثقته الغالية فيّ... فأنا لم أسرق ولم أفرط في نفسي يوماً حتى خلال تلك الفترة التي أعقبت وفاة أبي وعشت فيها حياتي بحرية غير محدودة... لقد فكرت في الانتحار لأني شعرت بأن حياتي انتهت فعلا داخل السجن، وأن براءتي سوف تأخذ وقتاً لن أحتمله على الإطلاق خلف الأسوار العالية... والآن سوف أشرح لك ما حدث...

في قضيتي أشخاص لا أعرفهم... وشخص واحد أعرفه جيداً... ولسوء الحظ هو الذي أوقعني بينهم... هم جواهرجي شهير بوسط القاهرة وزوجته الثانية التي كانت تخونه مع طبيب شاب!.. والشخص الوحيد الذي أعرفه هو هذا الطبيب الشاب، الذي كان ساحراً للنساء بمهارته الفائقة في العزف على أوتار كل امرأة على حدة حتى تقع في شباكه... يبدو قديساً وواعظاً معظم الوقت، وحينما يظهر شيطاناً وإبليساً تكون المرأة عاجزة عن الإفلات منه.

 لم أكن على علم بكل هذا حينما تعرفت إليه في الأيام التالية لوفاة أبي... أوهمني بأنه لم يحب في حياته سواي وأنني المرأة التي كان يحلم بالزواج منها.. وبعد أيام أهداني في عيد ميلادي خاتماً من الألماس لا مثيل له... وأخبرني أنه سيتقدم طالباً يدي بعد أشهر... وجدت نفسي مدفوعة إلى حبه والثقة به حتى دعاني ذات يوم لرؤية الشقة التي ستكون عش الزوجية... وهناك حاول أن يفترسني... قاومته بعنف... مزق ملابسي فرفعت في وجهه سكين الفاكهة وهددته بالقتل... نجوت منه بأعجوبة... وقطعت علاقتي به ونسيت خاتم الألماس في خزانتي، فقد كانت علبة مجوهراتي تملأ عيني... المهم قررت الابتعاد عن صديقات السوء لا سيما أن إحداهن عرفتني إلى هذا الطبيب... وعدت إلى حياة الاستقامة وتزوجت من أحب كما تعلمين...

فجأة عثرت على الخاتم الألماس في خزانتي بذكرياته البغيضة فقررت التخلص منه... كان صعباً أن أعيده إلى صاحبه بعدما أصبحت زوجة في عصمة رجل... قررت أن أبيعه وأتبرع بثمنه لأحد الملاجئ!.. وذهبت إلى محل المجوهرات، وما إن شاهد صاحب المحل الخاتم حتى ظهرت علامات الدهشة على وجهه، ثم طلب مني الانتظار حتى يجهز ثمنه... واختفى صاحب المحل لحظات ثم فوجئت بالمباحث تلقي القبض عليّ... وعرفت أن هذا الخاتم تم الإبلاغ بسرقته من إصبع جثة لامرأة ماتت داخل سيارتها.

نهاية المأساة

المعلومات يا أمي كانت مذهلة... وغريبة... ولم ترحمني دموعي وأنا أتابع سر هذا الخاتم في التحقيقات... هذه السيدة التي عثروا عليها متوفاة داخل سيارتها كان زوجها الثري المعروف قد أهداها الخاتم... ولما تسلم جثتها من المشرحة قدم بلاغاً بسرقته من يدها وأعطى أوصافه للشرطة، فحررت بها المباحث نشرة وأرسلتها إلى محلات المجوهرات لندرة الحجر الكريم الذي يرصع الخاتم، وحينما ألقوا القبض عليّ قصصت عليهم حكاية الطبيب الذي أعطاه لي... وبسرعة قُبض عليه هو الآخر وواجهوني به وضيقوا الخناق عليه، فقدم اعترافاً مذهلا أحسست معه أن الدنيا تدور بي وأنني وقعت، من دون أن أقصد، في مصيدة لن أفلت منها، بعدما أصبحت داخل قضية كبرى...

قال الطبيب النذل إنه كان على علاقة بإحدى السيدات وأنه فوجئ بها وهو يجلس بجوارها داخل سيارتها ... وأن هذه السيدة كانت تذوب فيه عشقاً وترفض قطع علاقته بها... ولما ماتت قرر أن يتخلص من جثتها في ليلة شتوية مظلمة يسودها رعد وبرق ومطر... قاد هو السيارة حتى تركها في مكان مهجور وقبل أن يبتعد لمح الخاتم الألماس فنزعه من أصبعها واحتفظ به...

وراح هذا النذل يدافع عن نفسه بأن الوفاة كانت بتقرير الصفة التشريحية بهبوط حاد في الدورة الدموية، وأن زوج السيدة، بعد العثور عليها جثة هامدة داخل سيارتها وبعد تشريحها، لم يشكك في الوفاة، وقال  هذا النذل إنه أهدى الخاتم إلي باعتباري صديقته، هنا صرخت فيه يا أمي بأنني لم أكن صديقته وإنما خطيبته... لكنه أصر على أن علاقة خاصة كانت بيني وبينه دفع ثمنها هذا الخاتم، أراد الابتعاد عن أي جريمة وتبرئة نفسه حتى من تهمة الاحتفاظ بالخاتم... وظللت أصرخ وأضرب وجهي بيدي ورأسي بالحائط حينما قال للمحقق إنه، بعد ذلك، طلب مني أن أعيد الخاتم إلى زوج السيدة بطريقة لا تكشف عن شخصيتي... كل هذا يا أمي كان كلاماً ملفقاً... وجاء زوجي واطلع على المحضر واستدعاني أمام وكيل النيابة ليبلغني بكلمتين اثنتين... قال لي وأنا محطمة:

•• أنت طالق.

أمي الحبيبة:

أقسم لك بأنني بريئة... وأقسم لزوجي لو قرأ رسالتي إليك بأن مخلوقاً لم يمس جسدي... أنا يا أمي ذاهبة للقاء ربي وهو وحده يعلم الحقيقة... وربما هذا يريحني في آخرتي بعد العذاب الذي عشته  في الدنيا.

وبنفس اليد المرتعشة تضم الأم أوراق ابنتها إلى صدرها وتجهش بالبكاء، بينما كان الأطباء يفحصون ريهام ثم يأخذ أحدهم بيد الأم إلى خارج الحجرة... ترتبك المذيعة المعروفة وتتخبط قدماها وتدفع برأسها نحو حجرة ابنتها فتشاهد الأطباء يفردون الملاءة البيضاء فوق وجهها... تدوي صرخات الأم تكاد تزلزل جدران المستشفى.

 أمام قبر العائلة... تدور الدنيا برأس الأم، ها هي ريهام تنزل إلى جوار خالتها، كلاهما فارق الحياة بنفس الطريقة، الخالة دفعت ثمن خيانتها، وريهام هربت من فضيحة هي منها بريئة.

 ويبدو أن المذيعة السابقة لم تحتمل هذه المفارقة فظلت تلطم خديها وتصرخ، إنها آخر لحظات تعامل فيها مع الحياة بعقل ووعي وذاكرة يقظة، فقد نقلت بعد ذلك إلى مستشفى للأمراض النفسية حطاماً بشرياً، وما زالت تعالج فيه وليس على لسانها غير كلمة واحدة... {ريهام}.

back to top